جاء في الحديث: نزل جبريلُ – عليه السلام – إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – في أحسنِ صُورةٍ، لم ينزِل في مثلِها قطُّ ضاحِكًا مُستبشِرًا، فقال: السلامُ عليك يا محمد. قال: «وعليك السلام يا جبريل»، قال: إن الله بعثَني إليك بهديَّة كُنوز العرش، أكرمَك الله بهنَّ. قال: «وما تلك الهديَّةُ يا جبريل؟»، فقال جبريل: قُل: يا من أظهرَ الجميل، وستَرَ القبيحَ .. يا من لا يُؤاخِذُ بالجَريرة، ولا يهتِكُ السِّتر، يا عظيمَ العفو .. يا حسنَ التجاوُز .. يا واسِع المغفرة .. يا باسِط اليدَين بالرحمة .. يا صاحِبَ كل نجوَى .. ومُنتهَى كل شكوَى .. يا كريم الصفح .. يا عظيمَ المنِّ .. يا مُبتدِئ النِّعَم قبل استِحقاقِها.
من جميل عفوِ الله – عباد الله -: أنه يحبُّ التوابين، ويفرَحُ بتوبَتهم إليه؛ فماذا يُريدُ العاصِي من ربِّه بعد ذلك؟!
قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «للهُ أشدُّ فرحًا بتوبة عبدِه المؤمن من رجُلٍ في أرضٍ دوِّيَّةٍ مهلِكة، معه راحلَتُه عليها طعامُه وشرابُه، فنامَ فاستيقظَ وقد ذهبَت، فطلبَها حتى أدركَه العطش، ثم قال: أرجعُ إلى مكاني الذي كنتُ فيه فأنامُ حتى أموت، فوضعَ رأسَه على ساعِدِه ليموت، فاستيقظَ وعنده راحِلتُه وعليها زادُه وطعامُه وشرابُه، فالله أشدُّ فرحًا بتوبة العبدِ المؤمن من هذا براحلتِه وزادِه».
من سعَة عفوِ الله – عباد الله -: مُضاعفةُ الحسنات، والثوابُ على الهمِّ بها دون السيئات؛ فعن ابن عبَّاسٍ – رضي الله عنهما -، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما يروِي عن ربِّه – عز وجل – قال: «إن الله كتبَ الحسنات والسيئات، ثم بيَّن ذلك؛ فمن همَّ بحسنةٍ فلم يعمَلها كتبَها الله له عندَه حسنةً كاملةً، فإن هو همَّ بها فعمِلَها كتبَها الله له عنده عشرَ حسنات إلى سبعمائة ضعفٍ إلى أضعافٍ كثيرة، ومن همَّ بسيئةٍ فلم يعمَلها كتبَها الله له عنده حسنةً كاملةً، فإن هو همَّ بها فعمِلَها كتبَها الله له سيئةً واحدةً».