# معاني أهمِ مفردات الحديث :
= الحياءُ :
- تعريفه لغة : تغيرٌ وانكسار يلحقُ الإنسان منْ خوف ما يُعابُ بهِ .
- تعريفه شرعا : خُلُقٌ يبعثُ على اجتناب القبيح، ويمنعُ من التقصير في حقِّ ذي الحقِّ .
أقسامه الحيـــــــاء :-
1- حياءٌ غريزي ؛ موجود لدى الإنسان بالفطرة .
2- حياءٌ كسبي ؛ يكتسبه الإنسان بالتعلم .
- قال القرطبي في (المفهم شرح مسلم ) : ” وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – قد جُمِعَ له النوعان من الحياء : الغريزيِّ والمكتسبِ , وكان في الغريزي أشدَّ حياءً من العذراءِ في خدرها ، وكان في المكتسب في الذُّرْوَةِ العليا .
# بعض ما يؤخذ من الحديث :
الحياء في الأصل فطري في المسلم لكنه يحتاج إلى التعلم والنية الخالصة ليكون على وِفْقِ الشرع .
الحياء من الإيمان ؛ لأنه يمنع صاحبَه من ارتكاب المعاصي كما يمنعُه الإيمان ؛ فالمستحيي يقلع عن المعاصي بتأثير الحياء ؛ والمؤمن يقلع عن المعاصي بتأثير الإيمان .
حياء المسلم منقبة ، ويجلب له الخير ؛ فقد أخرج البخاري من حديث عمران بن حصين :{الحياءُ خيرٌ كلُّه ولا يأتي إلا بخير ٍ } .
# معاني أهمِ مفردات الحديث :
= الدين : معناه لغة الطاعة ؛ والمقصود به هنا دين الإسلام .
= النصيحة : اسم مأخوذ من الفعل (نَصَحَ) بمعنى أخْلَصَ ؛ فهي كلمة جامعة معناها إرادة الخير للمنصوحِ له، وهي خلاف الغش .
= الدين النصيحة : أي : عِماد الدين وقوامُه النصيحة !
= ثلاثا : أي : قالها ثلاث مرات .
= لمن هي : أي : من يّسْتَحِقُّها .
# بعض ما يؤخذ من الحديث :
عماد دين الإسلام وقوامه النصيحة ؛وما تكرار جملة {الدين النصيحة} ثلاث مرات إلا للتدليل على أهمية النصيحة .
- في الحديث دليل على أن النصيحة تُسمّى دينا وإسلاما ، وأن الدين يقع على العمل كما يقع على القول .
- النصيحة لله : تكون بالإيمان بوحدانية الله تعالى وتفرده في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ( وذلك بإقرار أنواع التوحيد الثلاثة واعتقادها والعمل بها ) وبطاعته سبحانه واجتناب معاصيه ، وبالحب فيه تعالى والبغض فيه ، وبموالاة من أطاعه سبحانه ومعاداة من عصاه ، وبغير ذلك مما يجبُ له سبحانه . وجميع هذه الأشياء راجعة إلى العبد في نصيحة نفسه ، والله تعالى غني عن نُصح الناصحين .
-النصيحة لكتاب الله : تكون بالإيمان بأنه كلام الله تعالى المنزل على رسوله محمد – صلى الله عليه وسلم – بواسطة جبريل عليه السلام ، وبتعظيمه والاعتقاد التام بأنه الكتابُ العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , وبتحليل ما أحلَّه وتحريم ما حرَّمه , وبالتدبر لمعانيه والقيام بحقوق تلاوته , وبالاتعاظ بمواعظه والاعتبار بزواجره والاهتداء بما فيه , وبتنزيهه عن التحريف لأنه محفوظ بحفظ الله تعالى له { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } مع دفع الشُبَهِ عنه – لمن قدر على ذلك - .
- النصيحة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم - : تكون بتصديقه بما جاء به وأنه رسول الله تعالى إلى الثقلين عامة ( الجن والإنس) وأنه خاتم الأنبياء فلا نبي بعده ، وباتـِّباعه فيما أَمَرَ بِهِ ونَهى عنهُ , وبمحبته وتعظيمِ حقـِّه وتوقيرِه واحترامِه حيَّا وميِّتا ، وبمعرفة سنته النبوية والعمل بها ونشرها والدُّعاءِ إليها والذبِّ عنها .
- النصيحة لأئمة المسلمين : تكون بإعانتهم على الحق , وطاعتِهم فيه , وبالصلاة خلفهم , وبامتثال أمرهم (ما لم يأمروا بمعصية) , وباجتناب نهيهم (ما لم ينهوا عن طاعة) , وبالوفاء بعهدهم وعدم الخروج عليهــــم حتى وإن ظهر منهم بعض تقصير (ما لم يصل الأمر إلى كفر بواح), وبالجهاد معهم والقيام في وجه من نقض عهدهم وخرج عليهم .
- وإذا أريد بأئمة المسلمين العلماء : فتكون نصيحتهم بقبول أقوالِهم , وبالاقتداء بهم , وبتعظيم حقهم وحفظ فضلهم .
- النصيحة لعامة المسلمين : تكون بتعليمهم ما جهلوه ، وبإرشادهم إلى مصالحهم في دنياهم وأخراهم ، وبأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، وبرحمة صغيرهم وتوقير كبيرهم وكف الأذى عنهم , ونحو ذلك .
# فوائد :
هذا الحديث حديث جليل ؛ ولمَّا عدَّه بعض العلماء في الأحاديث الأربعة التي تدور عليها قواعد الإسلام ؛ قال الإمام النوويُ – رحمه الله – (في شرحه لصحيح مسلم ) : ليس الأمر كما قالوه ؛ بل عليه مدار الإسلام .[ والأحاديث الأربعة تقدم ذكرها في المحاضرة الحادية عشرة – في الشريحتين :10 – 11] .
- النصيحة مفيدة للمنصوح ؛ بجلبها الخير له بتوجيه الناصحين , وهي مفيدة للناصح ؛ بجلبها الأجر والثواب له ؛ فالدال على الخيــــر كفاعله .
- النصيحة فرض كفاية ؛ يُجْزىءُ فيها من قام بها وتسقط عن الباقين
النصيحة لازمة على قدر الطاقة البشرية ؛ إذا علم الناصح أنه يُقْبلُ نُصحُهُ ويطاعُ أمرُهُ ، وأمِنَ على نفسه المكروه ؛ فإن خشيَ أذىً فهو في حِلٍّ وسَعَةٍ , والله تعالى أعلم .
قال الفُضَيلُ بنُ عياض – رحمه الله تعالى – مبينا فضل النصيحة : ” ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة الصلاة والصيام ، وإنما أدركوا عندنا بسخاء النفس , وسلامة الصدر ، والنصحِ للأُمَّة ” .