المحاضرة الثالثة بعنوان
طريقة التشريع في عصر النبي صلى الله عليه وسلم
تشريع الأحكام في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتم بأحد طريقين :
الأول: نزول الأحكام عقب وقوع حوادث أو أسئلة تقتضى حكما من الشارع
الثاني: نزول الأحكام غير مسبوقة بحادثة ولا بسؤال: هناك أحكام كثيره تنزلت ولم تكن ثمة حادثة أو سؤال حيث رأى الشارع الحكيم أنه قد حان الوقت لتشريع هذه الأحكام ؛ لحاجة المجتمع إليها ولتنظيم أموره.
مزايا التشريع في عصر الرسالة
نعرض أهم مزايا التشريع في عصر الرسالة فيما يلي :
الميزة الأولى: التدرج في تشريع الأحكام:
سلك التشريع الإسلامي مسلكا يتناسب مع طبيعة الإنسان، فكما أن الدرء يخلق طورا بعد طور .
أنواع التدرج:
التدرج في تشريع الأحكام على نوعين : تدرج كلي، وتدرج جزئي .
1- التدرج الكلي : ويقصد به التدرج في تشريع الأحكام ذاتها فالأحكام التكليفية، لم تشرع دفعة واحدة، بل نزلت على مراحل
2- التدرج الجزئي : اراد به التدرج في تشريع الحكم الواحد على مراحل متعددة، بحيث يأخذ أحكاما مختلفة تمهيداً للحكم النهائي
والحكمة في كون الأحكام لم تشرع دفعة واحدة وإنما شرعت شيئا فشيئا هي أن ٌكون الحكم السابق معدّا للنفوس ومهيئاً لقبول اللاحق .
والأمثلة من وقائع الأحكام على هذا النوع كثيرة منها:
أ- التدرج في تحريم الخمر
ب- التدرج في تحريم الربا
الميزة الثانية: قلة التكاليف الشرعية :
من أظهر خصائص الشريعه الإسلامية أنها تميزت بقلة التكاليف، فالمتتبع لأحكامها ٌجد أنها سلكت طريقاً وسطا ٌجمع بين قلة التكاليف وعظم الأجر على الانقياد والطاعة.
فمثلا : الصلوات الخمس لا تأخذ من الوقت إلا القليل من اليوم والصوم شرع شهرا واحدا في السنة، والحج شرع مرة واحدة في العمر.
الميزة الثالثة: رفع الحرج ودفع المشقة:
الحرج: يعني الضيق، والمراد برفع الحرج: رفع الضيق عن الناس، والتيسير عليهم في تشريع الأحكام، ويتحقق ذلك برفع كل ما من شأنه أن يوقع الناس في عسر ومشقة.
الميزة الرابعة: تحقيق المصلحة:
تحقيق مصلحة الناس في العاجل والآجل من أهم مميزات التشريع الإسلامي ، فما من أمر شرعه الله إلا كان الغرض منه تحقيق المصلحة
سواء كانت مصلحة جماعيه ام فرديه .
الميزة الخامسة: العدل بين الناس:
من الأسس التي ارتكز عليهاا التشريع الإسلَامي العدل بين الناس، فقد أرسى دعائم العدل بأحسن صوره، والعدل الذي وضعه الإسلام هو العدل المطلق الذي يطبق على جميع البشر .
الميزة السادسة: عدم وجود الاختلاف:
اعتمد التشريع الإسلامي في هذا العصر على الكتاب والسنّة، فهما المصدران الوحيدان للتشريع .