المحاضرة الرابعة بعنوان
مصادر التشريع في عصر الرسالة
مصادر التشريع في عصر الرسالة :
اعتمد التشريع في عصر النبوة على الوحي الإلهي بقسميه : القرآن الكريم، والسنة المطهرة.
المصدر الأول: القرآن الكريم:
تعريف القرآن : القرآن في اللغه : مصدر بمعنى القراءة، والقراءة ضم الحروف والكلمات بعضها إلى بعض في الترتيل
القرآن في الاصطلاح :
القرآن الكريم ليس في حاجة إلى تعريف ، فالعلم به واقع بالضرورة والشهرة، إلا أن العلماء قاموا بتعريفه عند تعرضهم لأدلة الحكام.
ومن تعريفات القرآن الكريم ما يلي : عرفه بعضهم بأنه: (كلام الله تعالى الذي نزل به الروح الأمين على محمد صلى الله عليه وسلم بألفاظه
العربيه ومعانيه الحقه المنقول إلينا بالتواتر .
وللقرآن الكريم أسماء تطلق عليه؛ منها: الكتاب، والذكر، والتنزيل، والفرقان، وغيرها.
خصائص القرآن الكريم:
للقرآن الكريم خصائص ينفرد بها عن غيره، ومن أهم هذه الخصائص ما يلي :
1- لفظه ومعناه من عند الله تعالى، ولفظه بلسان عربي مبين .
2- منقول إلينا بالتواتر: وذلك على مر العصور كتابة وشفاهة، والنقل بالتواتر يفيد القطع واليقين بصحة المنقول .
3- كل آياته عربيه : ليس فيهاا شيء من لغات أخرى، وهو مذهب الجمهور الأعظم من المحققين .
4- نزوله منجما بحسب الحوادث : فقد نزل القرآن في أول الأمر إلى اللوح المحفوظ جملة واحدة .
وجوه اعجاز القرآن الكريم:
الإعجاز في اللغه : نسبة العجز إلى من لا يقدر أن يأتي بمثل ما أتي به غيره .
والإعجاز في القرآن : قصد إظهار صدق النبي صلى الله عليه وسلم في دعوى الرسالة .
ونتناول فيما يلي بعضا من وجوه إعجاز القرآن الكرٌم وهي :
1- التحدي
2- الإخبار ع أحوال الأمم السابقة
3- الإخبار عن الأمور المستقبليه
4- الإعجاز في الميداان العلمي
بيان القرآن الكريم للأحكام :
يلاحظ في منهج القرآن الكريم تقريره للأحكام على نحو كليا غالبا، فهو يقرر القواعد العامة، والأصول الكلية في معظم. أحكامه
وعلى هذا فإن بيان القرآن الكريم للأحكام الشرعيه ٌيأتي على نوعين؛ الإجمال، والتفصيل، ولكل منهما طبيعته، ونذكر ذلك تفصيلا فيما يلي :
النوع الأول : ما ورد على وجه الإجمال :
الإجمال يعنى ذكر القواعد العامة والأحكام الكلية التي تتفرع عنها الأحكام التفصيلية.
النوع الثاني ما ورد على وجه التفصيل :
ورد في كتاب الله تعالى أحكام تفصيليه، ولكنها قليلة جدا، كأحكام المواريث، وأحكام الأسرة من زواج وطلاق وعدة ونفقة ولعان، وأحكام الحدود وغير ذلك.
دلالة القرآن الكريم على الأحكام:
نصوص القرآن الكريم من جهة ورودها وثبوتها كلها قطعية الثبوت .
الأول : ما كان من هذه النصوص قطعً الدلالة :
ومعنى كونه قطعي الدلالة، أنه يدل على معنى واحد متعين
الثانيا : كان من هذه النصوص ظني الدلالة :
ومعنى كونه ظنً الدلالة : أن النص يحتمل في دلالته أكثر من معنى
أساليب القرآن في تشريع الأحكام العملية:
المتتبع لايات القرآن الكريم يضح له أن القرآن تنوعت أساليبه في طلب الفعل، وفي طلب الترك، وفي الإباحة.
(أولا) أسلوب القرآن في طلب الفعل
أساليب القرآن في تشريع الأحكام العملية:
صيغ طلب الفعل في القرآن الكريم كثيرة منها:
1- صريح الأمر
2- الإخبار بأن الفعل على جميع المكلفين
3- الإخبار بأن الفعل حق لطائفة بذاتها
4- حمل الفعل المطلوب على المطلوب منه
(ثانياًا) أسلوب القرآن في طلب ترك الفعل والكف عنه:
وأمثلته كثيرة في كتاب الله تعالى، ومنها:
1- صريح النهي
2- التصريح بالتحريم
3- نفي البر عن الفعل
5- ذكر الفعل مقرونا بوعيد
(ثالثا) أسلوب القرآن في التخير والإباحة بين طلب الفعل وطلب الترك :
للقرآن الكريم في تخٌٌر المكلف بين الفعل والترك صيغ نذكر منها:
1- نفي النجاح
2- نفي الاثم
المصدر الثاني: السنّة النبوية:
تعريف السنّه في اللغه : الطريقة والسيرة، محمودة كانت أو مذمومة، وتطلق السنّة أٌضا يراد بها التبيين .
أما السنّة في الاصطلاح: فقد تفاوت العلماء في تعرفها، وعبر كل منهم عن اتجاه ٌمثله
فهو عند علماء أصول الفقه: ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم غير القرآن من قول، أو فعل، أو تقرير
وهي عند الفقهاء : الصفة الشرعيه للفعل المطلوب طلبا غير جازم، بحيث يثاب المرء على فعله، ولا يعاقب على تركه.
وهي عندعلماءالحديث : ماأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول،أوفعل،أوتقرير،أوصفة ِخْلقيةأو خلقيه أوسنة.