عرض مشاركة واحدة
قديم 2015- 1- 19   #6
وثائقي
أكـاديـمـي
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 141106
تاريخ التسجيل: Mon Apr 2013
المشاركات: 13
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 50
مؤشر المستوى: 0
وثائقي will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: غير طالب
الدراسة: غير طالب
التخصص: غير طالب
المستوى: قبل الجامعة
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
وثائقي غير متواجد حالياً
رد: قصص من واقع الحياة (1)

نتابع بأذن الله قصتنا وكنا قد توقفنا عند أصرار أخينا فايز على تطهير الرجل السيخ وجعله ينطق الشهادتين مع عدم أقتناع من الحاضرين من صدق نواياه وذهب أخينا فايز للبحث عن مقص شعر وقام أحد الرفقاء بالطلب من الرجل السيخ مغادرة المسجد فوراً وأمتثل الرجل للأمر وفعل ذلك مسرعاً وغادر المسجد وعندما عاد أخينا فايز ولم يجده جن جنونه وغضب غضباً شديداً وأخذ يوبخ رفيقنا على فعلته وأثناء احتدام النقاش عاد بقية الرفقاء وأثار التعب تعلوا وجوههم متسائلين عن سر غضب أخينا فايز وقصصنا عليهم ما جرى وأيدوا رأي الغالبية بتركه يغادر المكان دون جلب المزيد من المتاعب لأن المدينة تعمها الفوضى والقتل ثم جلسنا نتدارس الوضع العام القائم وماذا نحن بفاعلون حتى جاء الشيخ أسلم وأعلمنا بأن الحكومة أعلنت حالة الطوارئ العامة ومنع التجول تحت طائلة القتل والمسموح فقط ساعة واحدة في الصباح عند الساعة التاسعة ولغاية الساعة العاشره لشراء الأحتياجات الضرورية فقط فقررنا مغادرة المدينة في صباح اليوم التالي والعودة الى مديتنا أرض الثعابين (ناغبور ) وقضينا نهارنا بالكامل في المسجد وعند حلول الليل في حوالي الساعة التاسعة ليلاً بدأ بعض المدخنين من الرفقاء التسائل عن مدى امكانية الحصول على بعض السجائر للتدخين والمشكلة أن الجميع كانوا لا يملكون سيجارة واحدة وهنا أعتدل الرفيق فايز من جلسته وقال أنا أستطيع ان اجلب لكم علبة سجائر من الخارج هنا شعر الرفقاء بالخطر الشديد الذي ممكن أن يواجهه فايز في حال السماح له بمغادرة المكان ليلاً وخصوصا الطرق الرئيسية والتي تعج بجنود يمشطون الشوارع ويراقبونها وعندهم تعليمات مشددة بأطلاق الرصاص فوراً بأتجاه أي مدني يتحرك خارج منزله وهنا أستشاط الرفقاء غضباً من قول أخينا فايز ورموه بالجنون وقالوا له أتخاطر بحياتك من أجل سيجاره ولكن عبثاً ما يحاولون فقد أتخذ رفيقنا العنيد جداً قراره بالخروج واحضار السجائر فمسكته من ذراعه وقلت له يا أخي حكم عقلك ونفترض جدلاً أنك تمكنت من تجاوز كل هذه العقبات بربك قل لي من أين ستحضرها فجميع الأسواق مغلقة ولا يوجد مخلوق سوا الجنود ومركباتهم في الشارع فأجابني لا عليك تحضرني فكرة ما سأتمكن من تنفيذها بعون الله وأنجح في مهمتي ... رباه ما أشد عناده كتلة من الصخر لا تلين وفجأة نظر ألينا جميعا بأزدراء وقال ماذا ألا يوجد فيكم من يملك الشجاعة لمرافقتي أريد شخص واحد فقط يعاونني ويقوم على المراقبه من حولي وتنبيهي في حال أقتراب الجنود مني هيا أيها الجبناء تحركوا أريد شخص واحد فقط لا أدري لماذا تحركت بداخلي مشاعر الخوف الشديد من أن نخسره ونعود بدونه فوجدتني أقول له هيا أيها المعتوه سأرافقك فأبتسم وقال هيا أنت خفيف الحركة وستساعدني كثيراً ..

توكلنا على الله وخرجنا من المسجد والليل من حولنا حالك شديد الظلمة ولا تسمع سوى دبيب بساطير الجنود وقرع بنادقهم على الأرض لتحذير كل من تسول له نفسه التجول فنظرت الى وجه رفيقي فايز عله يكون قد أرتدع وصرف عنه هذه الفكره المجنونه ولكن ... هيهات ما زادته ألا أصرارا على ما سيفعل وبدأنا المسير بحذر سالكين الأزقة متحاشيين الشوارع الرئيسية وقمت بسؤاله هامساً هل تعرف أين ستذهب فأجابني غاضباً نعم يا أخي نعم لا تقلق وأكملنا المسير حتى أقتربنا من الهدف وكنا نختبئ خلف سور بيت قريب من الشارع الرئيسي وعندها جذبني من ذراعي وقال أسمع الأن حان وقت المغامرة فقلت له ماذا ... قال أسمع لا تخف أنظر الى هذه العمارة المقابلة لنا أتراها قلت له نعم أراها قال سنجري بأتجاهها مسرعين كالبرق دون أن ننظر حولنا فقط ركز نظرك على هذا الهدف وعندما أقول لك أنطلق تنفذ فوراً ..

أخذ فايز يراقب الشارع كالصقر وكان يبدوا بعض الجنود الذين يمشطون الشارع يتمركزون على مسافة 100 متر من موقعنا اللذي نختبئ عنده وما هي ألا لحظات وقال فايز أنطلق فأنطلقت أجري أسابق الريح بخط مستقيم وعندما أوشكنا على عبور الشارع سمعنا صوت أحد الجنود يصرخ عالياً توقف ولكن هيهات تخيلت نفسي في سباق العدائين بألعاب القوى وتمكنا من الدخول الى العمارة الهدف وأسرعنا بالقفز على الدرجات متوارين عن أعين الجنود المحدقة وقد أضاء المكان كله من نور كشافات مركباتهم يدقون الأرض بكعوب بنادقهم تحذيراً من أعادة المحاوله عندها سألت رفيقي فايز وماذا بعد أيها المغوار قال لي أتبعني بهدوء دون أن تصدر أي صوت وصعدنا الى الدور الثاني من العماره وتوجه صاحبي الى باب أحد الشقق السكنيه وبدأ بقرع الباب بعنف وأنا أكاد أصعق مما يقوم به هذا المعتوه ولحظات وأتى صوت رجل مذعور من داخل شقته يسأل من الطارق وماذا تريد بصوت شاحب خافت ... فأجابه رفيقي نحن الشرطه أفتح الباب فنظرت أليه ولسان حالي يقول ماذا تفعل أيها المجنون فأطبق بكفه على فمي وقال أصمت ولا تتكلم وما هي الا لحظات وفتح الرجل المذعور الباب وقال سيدي نحن مسالمون ولم نفعل شيئ قبل أن يتدارك أن من يقف أمامه رجلين لا يمتان للشرطة بصلة فعاجله وقبض عليه فتوسل الرجل اليه أن يتركه وأنه سيعطيه ما يريد يا للمسكين لم يكن يتخيل أن المطلوب علبة سجائر لا غير حيث يملك الرجل دكان صغير أسفل العمارة فقال له حسناً أعطيك ما تريد أنتظرني لحظات فصرخ عليه رفيقي بسرعه وأياك أن تغالطنا بفعلة تكون نهايتك نتيجتها فدخل الرجل بيته بسرعه وأحضر كرتون من عشرة علب وقال له خذها وأنصرف أرجوك ولا أريد ثمنا لها فقال له رفيقي وهل تظننا لصوص وناوله ثمنها وسحبني من ذراعي على عجاله ونزلنا الى الطابق السفلي مسرعين وأقتربنا من باب العمارة والأن ستبدا مغامرة أخرى وهي العودة من نفس الطريق مجبرين على قطع الشارع الرئيسي فقلت له وما العمل الآن فأجابني سنفعل نفس الأمر ننطلق مسرعين الى الطرف الأخر من الشارع وبدأ يراقب رفيقي حركة الشارع والتأكد من عدم أقتراب أي دورية منا وفي لحظات جذبني من ذراعي بشده وصرخ أنطلق وبدأت أرجلنا تسابق الريح ولكن هذه المرة لم يكتفي الجنود بالنداء علينا وبلحظات سمعنا دوي الرصاص ينطلق بأتجاهنا وشاء الله أن تغالطنا تلك الرصاصات وتوارينا خلف أسوار أحد المنازل منطلقين داخل الأزقة الضيقة كالسهام حتى وصلنا الى المسجد حيث ينتظرنا الرفقاء وعند رؤيتهم لنا هللوا وكبروا حمدا لله على سلامتنا ولكن وجدت نفسي أنهار على الأرض حيث لم تعد ساقاي تقوى على حملي وعاجلني أحد الرفقاء بكأس من الماء أروي به ظمأي وأستعيد أنفاسي التي فقدتها وبدأ الرفقاء مندهشين حينما شاهدوا رفيقي فايز يقبض بيده على كروز الدخان وأعتلت وجوههم ضحكة مجنونه!! يا لك من رجل معتوه عنيد لقد فعلتها ..

وجلسوا ليستمعوا منه تفاصيل هذه المغامرة المجنونة وطلبوا منه أن يوزع السجائر فرفض وقال أنتم لا تستحقون فقط رفيقي هذا من يستحق فقلت له أعطهم ما يطلبون فأنحرط الجميع بالضحكات وذهبنا لنخلد للنوم لكي نغادر غداً عائدين الى مدينتنا خوفاً من أن يطول تنفيذ قرار منع التجول .. وبالفعل قمنا من الفراش مبكرين وبدأنا نعد أمتعتنا ونجمعها أستعدادا للرحيل وعند الساعة التاسعة صباحاً غادرنا دار الضيافة مودعين مضيفنا على حسن ضيافتهم وتوجهنا الى محطة سكك الحديد وقمنا بحجز التذاكر بأنتظار قدوم القطار وعند وصوله ماذا رأينا ؟؟ يا الله العجب العجاب القطار ممتلئ لأخره بل الناس تركب على سطح القطار ولا يوجد سنتيمتر واحد فارغ لكي نتمكن من الدخول وكل ذلك بسبب الفوضى اللتي تعم البلاد من بعد أغتيال رئيسة الوزراء وعندها أصر الرفقاء على الدخول ولو بالقوة وقمنا بالدخول أخيراً بعد هرج ومرج من الركاب ولا أدري الى الآن كيف أحتملنا الصمود لستة ساعات داخل هذه المعصره والتي تسمى كابينة الركاب ووصلنا مديتنا بسلام ولكن كل ضلع في بدني يأن من الألم وعند وصولي لمنزلي رحت في سبات عميق لا أدري ربما غفوت لأكثر من 22 ساعة ومن ثم نهضت من نومي وكل عظامي تؤلمني وبادرني رفقائي بالسكن تعال الأن وأروي لنا ما حصل معك فطلبت منهم فنجان من الشاي السليماني (الأسود ) هكذا يسمونه الهنود وبدأت أروي لهم ما حدث ..

وماذا حدث بعد ذلك سنكمل لاحقاً ..
  رد مع اقتباس