من الشريكات اللغويات اللواتي ما أزال أتذكرها طالبة في قسم العلوم السياسية مع تخصص فرعي في اللغات الشرقية من ولاية أوهايو اسمها كاتلين و كانت فتاة طموحة تسعى لرفع حصيلتها من اللغة العربية لتحصل على وظيفة دبلوماسية في يوم من الأيام
و كنا نلتقي في أحد المقاهي في وسط المدينة التي كنت أسكن فيها في ولاية مشيجان
في كل مرة كانت تسألني عن قضية معينة في السعودية أو في البلاد العربية
مرة سألتني عن سبب ارتفاع أسعار الكبسة في السعودية في تلك السنة
مرة سألتني عن سبب توقف مسلسل طاش ما طاش
مرة سألتني عن رأيي في سحب القوات الأمريكية من العراق
مرة أحضرت قصاصة لصحيفة الحياة و تسأل عن بعض الكلمات التي لم تفهمها
و لكنها رحلت عن الولاية للعمل متطوعة في الصيف في سفارة العراق و من بعدها حصلت على منحة لدراسة اللغة العربية في جامعة جورج واشنطن و منحة سنة للدراسة في مصر مقابل تدريس اللغة الانجليزية و من المصادفة أنها صادفت الشهور الأولى لثورة 25 يناير
كاتلين بالمناسبة والدها يعمل موظفا بسيطا في شركة و والدتها المنفصلة عنه تعمل ساعية بريد و لكن لم يمنعها ذلك من أن تنال شهادة أعلى من والديها و أن تحقق الكثير من أحلامها خاصة اللغوية منها
همسة : أوردت هذه القصة للتأكيد للعديد ممن يقرأ هذا الموضوع أن تعلم اللغة صعب و لكنه ممكن فقط عليك الصبر و بذل الأسباب