لا شك أن اختيار المواد في الخطط الدراسية هو من أهم الأمور التي تعين الجامعات على تطوير طلابها و تحسين مخرجاتها و رفع كفاءة التدريس فيها
للأسف الشديد أشعر بأن تصميم خطط البرامج في الجامعة لا يتم وفق فلسفة بعيدة المدى بل يتم بطريقة القص و اللزق و حتى أكون أكثر وضوحا القاء نظرة على ما يتم في جامعة الملك سعود و جامعة عربية ( غالبا جامعة القاهرة ان كان المتعهد من الأشقاء المصريين أو الجامعة الأردنية ) و جامعة أمريكية و رابعة بريطانية و من ثم الحصول على خلطة سمك لبن تمر هندي بدون التفكير في احداث خطة تتناسب و احتياجات الجامعة و المنطقة و البلد عموما و معرفة سبب تصميم تلك الخطط في تلك الجامعات بهذه الطريقة أو تلك
أحد الأمثلة بصراحة هي مادة التحرير العربي التي ورثت مادة كانت تسمى الكتابة و التعبير في الخطة القديمة
محتوى المادة لا يحمل جديدا عما تم تدريسه في مرحلة التعليم العام و لا توجد مهارات أو معارف جديدة تقدمها المادة مما يتطلب تقديمه لكافة طلاب الجامعة و طالباتها
و اقتراحي هنا هو الغاء هذه المادة و استبدالها بمادة تسمى " مبادئ الكتابة الأكاديمية "
هذه المادة ستعلم الطالب أساسيات الكتابة في الجامعة من تلخيص و كتابة نقدية و كتابة المقالة العلمية و كيفية توثيق المراجع و هي بالمناسبة مهارات يحتاجها الطالب في الجامعة و لا توجد مادة تدرسه هذه المهارات علما بأنه طوال 12 سنة في التعليم العام لا يكتب الطالب مقالة أكاديمية واحدة ثم بقدرة قادر يطلب منه كتابة البحوث في الجامعة مما يدفعه ( و أنا هنا لا أبرر ) إلى دفع مبالغ لمن يكتب البحوث نيابة عنه لأنه طوال تلك السنوات كان يدرب على الكتابة الابداعية فقط
و لعل الخطأ الفادح هو الاحتجاج بأن مادة بهذا المسمى لا توجد في الجامعات الأمريكية و البريطانية و الرد بكل بساطة أن الطالب هناك لا يحتاجها لأنه أصلا يتم تعليمه تلك المهارات في المرحلة المتوسطة و الثانوية
مثلا في قسم اللغة الانجليزية أعتقد أن الطالب ضعيف في كتابة المقالة ليس لأن الدكاترة في قسم اللغة الانجليزية لا يؤدون عملهم بشكل جيد و لا أن الطالب كسول بل ببساطة لأنك تطالبه بكتابة شيء بالانجليزية و هو طوال حياته لم يكتبه بلغته الأم
في كلية التربية من غير المنطقي أن تطالب الطالب بدراسة مهارات البحث التربوي و هنالك فجوة و هي أن الطالب لم يدرس كتابة الفقرة و المقالة و الجمل المفتاحية و التسلسل المنطقي