إن مايؤلمنا ..ليست الظروف ولا المشاكل ..
ليست الوحده ..وليس الفقر ..وقلة الحيلة ..
أتصدقونني لو قلت أن مايؤلمنا ..هو بسبب (الأنانية )
نعم ..من وجهة نظري ..نحن لا نعترض على الابتلاءات والمصائب التي تأتينا من عند أنفسنا (قل هو من عند أنفسكم)
بل نحن في أعماقنا ..نرفض هذه الظروف ..والجواب (لماذا أنا )
أنا الذي تصدقت ..صليت وصمت ..
استغفرت الله في الخلوة
أنا التقي النقي الصادق الورعٍ
لماذا يفعل بي هكذا !؟
أوليس من أشنع مني تصرفاً وأسوأ مني أخلاقاً ..
لديه مال !
لديه أبناء
بيت
زوجة جميله
لماذا أنا الذي أتقرب إليه أكون أشد فقراً لغيره ؟ أستجدي مال هذا ..وأسأل عن واسطة هذا !!
بسبب هذه الأسئلة والتي ربما تراود بعضنا أو حتى نحن ..
سأقول وجهة نظري ...
إن الانسان الذي يمشي في الشارع ..ويرمي بقدمه (علبه فارغه ، وجدها )
ستتدحرج وستصدر ضجيجاً ...وألماً ..
لكنها ستصل بالنهاية وتقف ...إلى نقطه ما ..
هذا الضجيج هي شكاوينا ..المستمرة بأعلى الأصوات ..
ونحن لا نعي بأننا ونحن مستمرون بالصراخ وصراع الظروف ..نحن نستمر بالمشي والمواصله
قلت لصديقي ..أتصدق أود ان اكون سعيداً ..
فقال وهو يشرب الارقيله ويصدر ضجيج التلوث من فمه وكأنه منجم فحم ..
قال :أنت إذن حزين !
رغم عدم مقنوعية هذا الجواب إلا أنه حفر في قلباً خندقاً ورمى به كل الاشياء التي تؤلمني ..
نعم فلماذا أبحث عن السعاده !؟
لماذا .يجب أن نكون سعداء !
لنعيش ونرقص بأحزاننا
فلولى الألم ...لما عرفنا فلسفة شوبنهاور ونيتشه
لولى الحزن لما رأينا الادب الروسي زاخراً ..
لولى القهر ...والحزن ..والألم ...والنكد ..والضنك ..لما تقدم التاريخ ..
أهي فلسفلة للرضى بالحزن ..كي نكون سعداء !؟
أتفق مع فرويد عندما قال .نحن معشر الاطباء مهمتنا هي أن نبقي الانسان على تعاسته ...