|
رد: مجلس استذكار مقرر نصوص أدبية 2
النص:
- الأدب العربي وحدة لا تتجزأ في جميع بلاده:بالمغرب والمشرق في الأندلس وصقلية، فلا
نعود نذكر الأدب الأندلسي، ولا الأدب العراقي، سواء تلك التي طوتها أحداث التاريخ أو التي
بعثتها النهضة الحديثة.
- فإنما هي أدب واحد يشارك في إنتاجه بلاد متصل بعضها ببعض ، بحكم قانون واحد، ثم هي
متشابهة في التكوين والخلُق والمزاج، واللغة التي تعبر بها عن أفكارها وخواطرها
وحاجاتهاواحدة، فكيف لا يكون لها أدب واحد؟
- وليس هذا فقط فالمعاني والأفكار، بل القوالب والأساليب هي نفسها التي يتداولها
الجميع، لأن الرصيد الأدبي واللغوي إنما هو تراث مشاع بين أبناء هذه الأقطار كلهم، ما
طرف منه وما تَلِد، وما قدم منه وما حدث، كله معهود لديهم متصالح بينهم ، إليه
يرجعون ، منه ينفقون.
- فالتجاوب الفكري بين الأدباء في عصرنا هو ما كان عليه حال عصر الجاهلية في الجزيرة
العربية.
التعريف بالكاتب:
عبد الله كنُّون ( بتشديد النون) كاتب وشاعر مغربي،
ولد بمدينة فأس عام ١٩٠٨ م،
خرج بهوالده مهاجراً بعد الحملة الفرنسية فاستقر به المقام في طنجة وفيها تعلم وتثقف العربية والفرنسية ونظم الشعر وزاول الكتابة ، وشارك في العمل السياسي، وقاوم الاستعمار الفرنسي.
مناسبة النص:
نشط دعاة التغريب من ربائب الاستعمار في أعقاب الحرب العالمية الأولى، في دعوتهم لروح
الاقليمية في الأدب العربي وتجزئته، بهدف تلوين الحياة المحلية في كل قطر عربي بلون
خاص، وبتلك الدعوة تعود البلاد العربية التي توحدت بإسلامها وعروبتها إلى مظاهر الفرقة
والانشعاب وذلك ما يهدف إليه الاستعمار وأذنابه، ومن ثمَّ تصبح بلاد العرب أكثر قبولاً لأصول
المدنيات الأوربية الاستعمارية، ويومها يحقق الاستعمار ما يريد.
وقد وعي كاتبنا هذه الدعوة وفهم أهداغها وغاياتها، ومن ثمَّ نهض مقاوماً لها بفكره وثقافته
الواسعة، التي جمعت بين الثقافة العربية والثقافة الفرنسية.
وهذه المقاومة لحركة الغريب والكراهية الشديدة لروح الاقليمية في الأدب العربي هي التي
أملت على الكاتب هذا المقال وغيره من كتاباته الكثيرة التي تعالج القضايا الأدبية.
اللغويات:
طرف: المستحدث من المال.
تَلِد: المال القديم الذي وُلِدَ عندك.
مضمون النص:
١- يرد الكاتب على دعاة التجزئة دعواتهم، فقرر الحقيقة التي يؤمن بها، ويطمئن إليها،
ويستريح لها ضميره، وهي أن الأدب العربي وحدة لاتتجزأ، متكاملة في جميع بلاده، لايمكن
الفصل بينها أو تجزئتها بحال، فما نتج منه في الشرق أو الغرب من الوطن العربي متشابه في
كل الخصائص.
٢- الأدلة على صدق هذه الحقيقة قائمة وظاهرة، فلا مجال لانكارها أو التشكيك فيها، قالتاريخ
تاريخ مشترك واللغة لغة واحدة في كل الأقطار العربية المنتجة لهذا الأدب متشابهة في تكوينها
النفسي والأخلاقي والثقافي، وفي عاداتها وتقاليدها. (فكيف لايكون لها أدب واحد؟).
٣- وليس هذا فقط، فإنتاج الأدباء من شعر ونثر يسيطر عليه إطار واحد، فهناك وحدة في
المعاني وما يتصل بها من أفكار، وتشابه في الألفاظ وما ينشأ عن تأليفها من صيغ وتراكيب،
وشكل بناء هذه الصيغ والتراكيب.
٤- ومرجع هذه الوحدة الأدبية ومردها هو أن التراث الفكري والأدبي الموروث لأبناء هذه
الأقطار عن أجدادهم، قدر مشترك بين هؤلاء الأبناء ومتعارف عليه، ومن ثمَّ فلا غرابة أن
يطبع الانتاج بطابع واحد هو طابع العروبة والإسلام.
الأساليب:
١- صاغ الكاتب الحقيقة التي يؤمن بها – وهي أن الأدب العربي وحدة لاتتجزأ في جميع بلاده
– في الجملة الأسمية التي تعطي معنى الثبوت والاستقرار، ونفي مؤكداً إمكان التجزئة عن
طريق الإظهار مرة، وعن طريق الاضمار مرة أخرى، وزاد تأكيده بقوله:( في جميع بلاده ).
٢- اختار الكاتب لفكرته الألفاظ الواضحة، التي لا إغراب فيها ولا ابتذال، وصاغ عباراته في
دقة وتركيز يمتاز بالوضوح والصفاء.
٣- استخدم الكاتب لتوضيح فكرته بعض ألوان المقابلة كقوله:
( سواء تلك التي طوتها أحداث التاريخ أو التي بعثتها النهضة الحديثة)، وكقوله: ( ما طرف
منه وما تلد ما قدم منه وما حدُث).
الإعراب:
( يشارك في إنتاجه بلاد متصل بعضها ببعض):
(يشارك): فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة،
(بلاد): فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
(بعضها):فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة ل(متَّصِل)وهو اسم فاعل مشتق يعمل عمل فعله.
(هو ما كان عليه حال عصر الجاهلية):
(كان): فعل ماض ناقص،
(عليه): جار ومجرور خبر(كان) مقدم،
(حال):اسم كان مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.
( يرجعون – ينفقون ): فعلان مضارعان مرفوعان بثبوت النون، واو الجماعة ضمير مبنيعلى السكون في محل رفع فاعل.
الصرف:
(يشارك): على وزن يفاعل.
(متَّصِل): اسم فاعل على وزن مفتعل.
(خواطر): على وزن فواعل.
لم تعجبني هذه المحاضرة لم أشعر بمتعة
أعانكم المولى علي 
|