_
في خضم زوبعة تملأ الأجواء غباراً ملوثاً لابد وأن ينتشر الزكام الأخلاقـــي
الذي يعصف بأنوف الرجال والنساء ...
بتنا نتابع بإهتمام تراشق المفكرين بالتهم والتجهيل ،ونضحك لتنابز الألقاب بين العلماء ....
حتى نسي الصديق صديقه ،وتنكر الأخ لاخيه في مشهد تطاول فيه الأحياء على الأموات في القبور
أن يصل بنا الإسفاف لدرجة الإساءة ألى عوائل وأحياء وحارات وبلدان
أن يتدنى مستوى الرجال إلى جهالة الغمز واللمز والهمز
فقد كانت يوما أخلاق الرجال تأبى ذلك !!!!
أن ينحدر النقاش في بعض المواضيع وعلى مرآى الجميع
إلى التجني والتهكم والسخرية .!!!!
فهذا طبعا ليس من أخلاق الــرجال ...
من حقنا أن ننتقد وأن نعاتب ولما لا نعاقب لكن دون إحتقار
لأن من شرف خصومة الـــرجال عــدم الإبتذال ....!!
لماذا نكرس للبغض و الكراهية و الحسد و الغل المدفونين في أعماقنا مجالا في حوارنا وحياتنا ؟؟؟
لما لا نتوانى عن تأريخ عثـــرات الأخــرين ؟؟؟ !!!!
لما لا نقيم تلك المحاكم لمن يشرب نخب الفقراء داخل زجاجة الوطن
ويرقص فوق جثثهم بنشوة الكلاب .!!!
لما أصبح زماننا تقعيد للزندقة والتلون وكل من يمشي ،وفق ما يجوز
أصبح شاذا يجب حجبه أو بالأحــرى محـوه .....
لما نختصر الــرجولة في الخلسة خلف الأبواب نسترق السمع لهتك عــرض الأمة ....
لنهرع في الصباح من أجل الصراخ بأعلى الأصوات ،و فضح الضحية
والضحك على رجولة الأباء بكل خسة وجفاء
أيكفي التفنن في وصف الرجولة بتفخيم الأصوات ، وإشباع الفضول بالثرثـــرة الجوفاء ؟؟؟
أيصدق قول : (في الأمور العَظيمة، يَتظاهَر الرِّجَال كَما يَحلو لَهم، وفي الأمور الصَّغيرة يَبدون عَلى حَقيقتهم).
ولكم واسع النظر !!