*
المحاضرة التاسعة
الإعلام والتنمية
* مفهوم التنمية :
- فرؤية علماء الاجتماع تختلف عن رؤية علماء الاقتصاد والسياسة والانثربولوجيا والتربية.
- يعد تعريف هيئة الأمم المتحدة واحدًا من أهم هذه التعريفات والذي يرى أن التنمية هي : العملية التي بمقتضاها يتم توجيه الجهود لتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات المحلية لمساعدتها على الاندماج في حياة الأمة والإسهام في تقدمها بأقصى ما يمكن
- إن التنمية لا تقف عند الجوانب الاقتصادية وحدها، بل تتعداها إلى الجوانب الاجتماعية والثقافية، فينبغي أن يتم تنمية قدرات الأفراد وإمكانياتهم المتعددة، ويتمثل ذلك في الاهتمام بمستوى التعليم والصحة والإسكان والمرافق والبيئة النظيفة
ويتمثل دور الإعلام في عملية التنمية وإسهامه في نجاحها من خلال العناصر التالية:
1- الإعلام وتحقيق الوعي بأهمية التنمية
2- الإعلام وقضية الأمية
3- الإعلام وقضية الوعي الصحي
4- الإعلام والتنمية الاقتصادية
* دور الإعلام في التنمية :
1. الإعلام وتحقيق الوعي بأهمية التنمية
- هناك شبه إجماع بين العلماء على أن وسائل الإعلام يمكن أن تهيئ المناخ الصالح والصحي للتنمية والتغير،
فهي بما تقدمه من معلومات تلعب عدة أدوار منها:
أ. تتيح الانفتاح على العالم وتبرز ما أحرزته الدول المتقدمة من تقدم في كافة المجالات
ب. توسع من أفق الأفراد، وتزيد من حصيلة معلوماتهم وقدر ثقافتهم
ج. تعمل على إكساب الأفراد القدرة على تصور الذات في صورة مشرقة.
د. كما تلعب وسائل الإعلام دورًا هامًا ومؤثرًا في عملية الإقناع واتخاذ القرار
- يمثل الإعلام تعبيرًا موضوعيًا عن عقلية الجماهير وميولها واتجاهاتها في نفس الوقت، أي أن الإعلام أداة للمخاطبة مع المستويات العقلية المختلفة
* ولكي ينجح الإعلام في تحقيق الوعي بأهمية التنمية ينبغي أن يراعى الأسس التالية:
تقديم الحقائق التي تدعمها الأرقام والإحصاءات.
التحلي بالموضوعية في عرض الحقائق.
الصدق والأمانة في جمع البيانات من مصادرها الأصلية.
التعبير الصادق عن الجمهور الذي يتوجه إليه الإعلام.
- فوسائل الإعلام التقليدية والحديثة يجب أن تعمل من أجل تهيئة المجتمع وأفراده على قبول برامج التنمية والتكيف معها.
- ويكون لتلك الوسائل دور مهم في التوعية بأهمية المشاركة في التنمية، ويتم ذلك بالجمع بين وسائل الإعلام الجماهيرية كالراديو التليفزيون، والوسائل المباشرة عن طريق الاتصال الشخصي وبخاصة في المجتمعات التقليدية والمستحدثة التي تخضع لعملية التنمية.
2. الإعلام وقضية الأمية:
اختلف المشتغلون بمكافحة الأمية حول تحديد معنى الأمية
- فعرف بعضهم الأمي بأنه الشخص الذي لا يعرف القراءة والكتابة
- وعرفه البعض الآخر بأنه الشخص الذي لم يكمل أربع سنوات دراسية
- ومنهم من عرف الأمي بأنه الشخص الذي لم يكمل ست سنوات دراسية، وكذا منهم من يكتفي بالإشارة إلى عدم الإلمام بالقراءة والكتابة
- و معرفة القراءة والكتابة والحساب أمر ضروري للإنسان في العصر الحديث ، ومحو الأمية يجب ألا يتم في فراغ او بلا هدف
- يقوم الإعلام بدور مساعد ومهم في مجال التعليم ومحو الأمية على المستوى المجتمعي والمحلي
* ويتحدد دور الإعلام في محو الأمية في:
أ. نشر المشكلة والتعريف بأبعادها وخطورتها على التنمية
ب. حث المثقفين والمتعلمين على المشاركة والتطوع في العمل في برامج محو الأمية
ج. حث الأميين أنفسهم على السعي نحو التعلم والتخلص من الأمية
3. الإعلام وقضية الوعي الصحي:
- تمثل الصحة ركنًا أساسيًا ومهمًا من أركان التنمية
- فالذين ينفذون برامج التنمية ويستفيدون منها في نفس الوقت هم الأفراد
- ويعني ذلك ضرورة وجود وعي صحي عالٍ لديهم بأسباب الأمراض وكيفية مواجهتها.
- والصحة وفقًا لتعريف منظمة الصحة العالمية ليست مجرد الخلو من المرض
- وإنما الصحة هي حالة السلامة الكاملة من النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية
- وانطلاقًا من أهمية الصحة ودورها في عملية التنمية،
* وكشفت الدراسات أيضًا عن أن وسائل الإعلام وخاصة التليفزيون تسهم في:
أ. نشر الوعي الصحي في المجتمع
ب. زيادة المعلومات الصحية السليمة لدى الأفراد
ج. التوعية بتجنب الإصابة بالأمراض المعدية
د. الاهتمام بالصحة العامة ونظافة البيئة التي تتضمن النظافة الشخصية
4. الإعلام والتنمية الاقتصادية:
- يمثل الجانب الاقتصادي في التنمية بعدًا هامًا في رفع مستوى معيشة الأفراد، وزيادة مستوى دخولهم
* ففي مجال الزراعة يمكن أن يلعب أدوارً متعددة منها ما يلي:
- ويمكن أن تلعب وسائل الإعلام دورًا مهمًا في تقديم الأفكار الجديدة والسليمة المتعلقة بالزراعة
- التوعية بمقاومة الآفات والأمراض الزراعية
- التوعية بأهمية استخدام الآلات والأدوات الجديدة في الزراعة
* وبالإضافة إلى ما سبق، فإن وسائل الإعلام تلعب دورًا هامًا في النواحي الأخرى للتنمية، ومنها:
أ. دور الإعلام في نقل التراث الشعبي وتنميته، وإبراز الجوانب الإيجابية وإضاءتها
ب. ويمكن أن يساهم الإعلام في رصد المشكلات الاجتماعية التي تعاني منها المجتمعات
- يتكشف لنا بوضوح الدور المهم الذي يمكن أن يقوم به الإعلام في قضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
- والأمر المهم الذي ينبغي الإشارة إليه في هذا الصدد هو ضرورة أن يكون هناك تعاون علمي منظم بين رجال الإعلام وعلماء الاجتماع والنفس والأنثروبولوجيا .
- فلا يمكن أن تؤدي هذه الرسالة دورها بدون أن يكون هناك وعي بطبيعة البناء الاجتماعي والثقافي للمجتمع .
*