
2015- 4- 2
|
 |
:: المراقب العام :: الساحة العامة
|
|
|
|
لماذا يمر الزمن أسرع كلما تقدم بنا العمر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أسرع مرور الأيام
لماذا كلما تقدم بنا العمر أصبحنا نرى الأيام تمضي أسرع وأسرع
لماذا نحس أن أيام الطفولة كانت طويلة جدا
وأيام الصبا والشباب مرت بسرعة
بينما أيام الكهولة تمر كالبرق
الأشخاص الأربعينيون مثلا لا يرون أن كأس العالم بعد أربع سنوات هو مدة طويلة
بينما المراهقون لا يستطيعون انتظار بداية الموسم القادم ليلعب فريقهم من جديد ويرونها مدة طويلة جدا
هناك عدة فرضيات تحاول شرح ذلك
أحدها هو "الجزئية العمرية" أو مقارنة الفترة بالعمر, وهي ناحية رياضية حسابية
فالطفل ذو السنة الواحدة سيكون العام بالنسبة له هو عمره كله
والطفل ذو الأربع سنوات ينظر إلى السنة على أنها ربع عمره
السنتان بالنسبة لطفلة في السادسة هي ثلث حياتها
الرجل ذو العشرين عاما يستوعب السنة على أنها 1/20 من عمره
المرأة ذات الثمانين عاما تمثل لها السنة 1/80 من عمرها, لذلك فهي لديها شيء بسيط جدا مقارنة بما عاشته ,وتمر عليها السنة بسرعة لا تشعر بطولها
وعندما نتذكر طفولتنا وصبانا فإننا نسترجع ذكريات خزنها دماغنا على أنها فترة طويلة وجزء كبير من العمر فنراها طويلة
وهذا الشكل يوضح هذه الفكرة وطريقة تعاطينا مع هذه الفترات من عمرنا

فرضية أخرى تقول أن الإنسان يختلف إحساسه بالزمن كلما تقدم في العمر
في تجربة قامت بها إذاعة NPR طلبت من بعض المتطوعين أن يغمضوا أعينهم ويقدروا الوقت اللازم لمرور دقيقة
وجدت أن الأشخاص العشرينيين قدروا الدقيقة بشكل شبه دقيق قرابة 65 ثانية
بينما الثمانيون وصل تقديرهم لغاية 90 ثانية تقريبا
هناك فرضية أيضا تشير إلى "التجربة الأولى"
عندما نفعل الشيء لأول مرة فإننا نحس بالزمن أكثر, لأن دماغنا يبذل جهدا أكبر في تخزين تفاصيل هذا الحدث الجديد
فيرسخ في ذاكرتنا دائما أول أيام المدرسة وأول سفر وأول وظيفة وأول جوال وأول بيت وهكذا
لكن عند تكرار التجربة فليس هناك أشياء كثيرة ليخزنها المخ في الذاكرة فلا تحجز هذه الفترة الكثير من ذاكرتنا الزمانية
كتجربة شخصية مثلا, أول وظيفة حصلت عليها كانت في شركة عملت فيها لمدة 6 أشهر فقط, لكني أراها فترة طويلة فيها الكثير من الأحداث والذكريات والإثارة
على عكس وظيفتي الحالية, لي فيها أكثر من عشر سنوات, لكن مرور السنة فيها سريع جدا جدا لا أكاد أشعر به صدقا
أحيانا عندما لا يكون هناك شيء جديد أفعله أحاول أن أنظر إلى الأشياء الروتينية على أني أفعلها للمرة الأولى
فعند عودتي من العمل للمنزل مثلا أحاول تناسي خبراتي السابقة عن الطريق وأنظر إلى الشارع كأنني أراه للمرة الأولى فأحس بشعور جميل, العملية تحتاج إلى تركيز لكن نتائجها جميلة
لذلك ينصح دائما بخوض تجارب جديدة وفعل أشياء لم تفعلها من قبل لتستمتع بالحياة أكثر
أما الحياة الرتيبة التي ليس فيها "دهشة" فتجعل العمر يمر بسرعة وبلا استمتاع
أتمنى لكم حياة جميلة مليئة بالخير والصحة والأحداث الجديدة المثيرة
|