رد: ﬗ▁★☀مذاكرة جماعية لمادة (علم الاجتماع السياسي )☀★▁ﬗ
المحاضره الحادية عشر :
مفهوم الصفوة في علم الاجتماع السياسي
مفهوم الصفوة :
الصفوة أو النخبة من المواضيع المهمة التي أهتم بها علماء الاجتماع السياسي بالدراسة و التحليل ومرد ذلك إلى الأهمية التي يكتسبها مفهوم الصفوة عند الحديث عن مجالات علم الاجتماع السياسي و خاصة أن موضوع الصفوة أيضا يتداخل مع دراسة الطبقات الاجتماعية.
إن التركيز الحديث نسبيا على استخدام مفهوم الصفوة ، لا يعني بأن مضامينه لم ترد في الفكر الاجتماعي و السياسي القديم ، فقد أشارت أدبيات الفكر الاجتماعي بأن معناه قد تردد منذ زمن بعيد ، حين توجه الاهتمام إلى دراسة طبيعة المجتمع الإنساني ، و العلاقة القائمة بين الجماعة الحاكمة التي تملك السلطة وبين الجماهير المحكومة ، وهل أن النظام السياسي القائم يعبرّ عن إرادة تلك الجماهير .
فمنذ ظهور الفكر الاجتماعي و السياسي اليوناني القديم نجد أن إفلاطون قد أهتم بهذه المسائل ، و كذلك فعل تلميذه أرسطو ، و رغم إن مصطلح نخبة بشكله الحالي لم يتم تناوله ، إلا في عصور متأخرة ، إلا أنه كمفهوم يشير إلى امتلاك القوة و استخدامها بالشكل الذي يمكن فيه تقسيم المجتمع إلى طبقات تكون إحداها تشغل رأس الهرم الاجتماعي و السياسي ، وذلك ما فعله إفلاطون عندما قسم المجتمع بشكل صارم إلى ثلاث طبقات ، وهي ( الحكام و الجند و العامة )
و أشار إلى أن طبقة الحكام يجب أن تتكون من الفلاسفة و الحكام الذين تتوافر فيهم أسمى النزعات وهي نزعة العقل و الحكمة ، وقد توالت استخدامات مفهوم النخبة بعد ذلك على يد ماركس ، ومن ثم كان أبرز روادها كل من باريتو و موسكا و ميشيلز وصولا إلى رايت ميلز و داهل .
تعريف الصفوة :
- يشير معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية إلى أن الصفوة و التي يطلق عليها أحيانا علية القوم أو الأعيان ، بأنها:
أقلية ذات نفوذ تسود جماعة أكبر حجما ، و أن الانتساب إلى الصفوة يتم اكتسابه بالوراثة في بعض المجتمعات .
- كما تعرف الصفوة بأنها : فئة قليلة داخل المجتمع ، لها مكانتها الاجتماعية العالية ، و تؤثر على أو تحكم بعض أو كل شرائح المجتمع الأخرى .
- و الصفوة مصطلح يشير معناه العام إلى : جماعة من الأفراد يشغلون مراكز النفوذ و السيطرة في مجتمع معين.
- أما ( بوتومور ) فيرى أن الصفوة عبارة عن : جماعات وظيفية و مهنية بصورة أساسية تتمتع بمكانة اجتماعية عالية في المجتمع .
أنواع الصفوة بشكل عام : يشير مصطلح الصفوة إلى الفئة العليا في أحد ميادين التنافس ، حيث أن الصفوة تضم
البارزين و المتفوقين بالقياس إلى غيرهم ، ما يجعلهم قادة في ميدان معين ، بذلك يمكن أن نشير إلى صفوة سياسية و صفوة في العمل و صفوة في الفن أو الرياضة و صفوة علمية و صفوة اقتصادية إلى غير ذلك من الميادين .
الصفوة : لمحة تاريخية :
لم يستخدم مصطلح النخبة إلا في القرن السابع عشر ، وكان استخدامه لوصف سلع ذات تفوق معين ثم توسع استخدامه فيما بعد ليشمل الإشارة إلى فئات اجتماعية متفوقة ، كالوحدات العسكرية الخاصة أو الطبقات العليا من النبلاء و يذهب " بوتومور " إلى أن أول استعمال معروف لكلمة النخبة في اللغة الإنجليزية يرجع إلى سنة 1823 م .
حيث كانت تطلق على فئات اجتماعية معينة ، غير أن هذا المصطلح لم يستخدم بشكل واسع في الكتابات السياسية و الاجتماعية في أوروبا حتى فترة متأخرة من القرن (19 م) ولم يشتهر في بريطانيا و أمريكا إلا في أوائل القرن(27 م )
خاصة عندما أنتشر عبر نظريات النخبة ، وقد أستخدم مصطلح الصفوة السياسية و بشكل أساسي عبر كتابات " باريتو " سنة 1937 م ، كأحد المناهج الشهيرة في التحليل السياسي و الاجتماعي منذ القرن (19 م ) خصوصا في الدراسات المتعلقة بتحديد دور الأجهزة البيروقراطية في عملية اتخاذ القرارات السياسية ذات الطبيعة السيادية .
التوجهات النظرية في موضوع الصفوة عند بعض العلماء :
فلفريدو باريتو : (1923 – 1848) :
تعد الأفكار التي قدمها عالم الاجتماع الإيطالي " باريتو " من أهم التوجهات النظرية التي جاء بها العلماء حول ظاهرة الصفوة ، باعتبارها ظاهرة اجتماعية سياسية تؤثر بشكل كبير في الحياة الاجتماعية و السياسية لأفراد المجتمع .
لقد أكد باريتو على وجود الطبقات في المجتمع ، بل وجعل ذلك أمرا محتوما ، وفي مقابل ذلك فإنه يشير إلى ضعف في الآراء و النظريات التي تدعو إلى الديمقراطية و المساواة و الحرية على أساس أنها بعيدة عن الواقع ، حيث أن اللامساواة و عدم وجود حرية و ديمقراطية تامة ، أمرا طبيعيا تعكسه الحقائق الواقعة التي أكدها من خلال تحليلاته السيكولوجية .
وقد أطلق باريتو على الصفوة الحاكمة اسم (الطبقة الحاكمة ) و ذلك تمييزا لها عن الصفوة غير الحاكمة ، وقد اتفق مع " موسكا " على أن الصفوة تمثل أقلية بالنسبة للمجتمع ، وهذه الأقلية من الأفراد تمتلك من الثروة و القدرة و المواهب ما يجعلها تختلف و تتميز عن الآخرين الذين هم خارج صفوفها .
لقد توصل " باريتو" إلى صياغة نظريته عن ( دورة الصفوة) من خلال دراسته المستفيضة للتغير الاجتماعي ، و
يذهب باريتو إلى أن الصفوة تتألف من الأفراد الذين يتميزون بقدرة عالية على الأداء في مجال تخصصهم ، و أن هناك فئتان أساسيتان من الصفوة هما : ( الصفوة الحاكمة التي بيدها السلطة السياسية و الصفوة غير الحاكمة التي تتألف من أفراد لديهم القدرة إلا أنهم ليسوا في مراكز قوة تمكنهم من ممارسة السلطة السياسية ) و يذهب باريتو إلى أنه يوجد لدى الصفوة ميل طبيعي نحو التناوب بين النوعين السابقين في شغل مراكز القوة السياسية .
وبذلك فإن باريتو قسم المجتمع إلى طبقتين : الطبقة العليا (الصفوة ) و التي بدورها تنقسم إلى قسمين وهما : الصفوة الحاكمة و الصفوة غير الحاكمة و الطبقة السفلى أو اللاصفوة من المجتمع .
غيتانو موسكا (1941 – 1858) :
وهو أول من أقام تمييزا منهجيا بين (الصفوة) و الجماهير رغم أنه قد استعان بمصطلحات أخرى ، و أنه أول من
حاول إقامة علم سياسة جديد على هذا الأساس ، وقد وردت أفكار موسكا هذه في كتابه ( الطبقة الحاكمة )*الذي نشر سنة 1896 م وقد تركزت تلك الأفكار على تفنيد ما جاءت به الماركسية في أن العامل الاقتصادي هو المحرك الأساسي للتاريخ ، و أن العامل الطبقي سيزول عندما تسود الشيوعية.
و يشير موسكا إلى أن(الصفوة لاتصل إلى وضعها نتيجة لسيادة اقتصادية ، و أن التغير السياسي و الاجتماعي كان نتيجة لتغير و دوران الصفوة ، بمعنى أنه لم يكن نتيجة عوامل اقتصادية) .
و موسكا مثله في ذلك مثل باريتو ، انطلق من التصور الأساسي لفكرة تقسيم المجتمع إلى طبقتين أساسيتين : تمثل إحداها الأقلية و تمثل الأخرى الأكثرية و يرجع مصدر قوة الصفوة في نظر موسكا إلى قدراتها التنظيمية و امكاناتها المتميزة على صعيد تنظيم نفسها بصورة كاملة و شاملة في مواجه الأغلبية (الجماهير ) التي تفتقد تلك الامكانات ، و بذلك يفسر موسكا حكم الأقلية للأغلبية .
روبرت ميشيلز :
تعد تحليلات ميشيلز أساسا ملائما لقضية مهمة أثارها أصحاب نظرية الصفوة و المتمثلة في حاجة التنظيم الاجتماعي المستمرة إلى الصفوة ، حيث أجرى دراسة شاملة للنزعات الأوليجاركية(حكم الأقلية) في الأحزاب السياسية معتمدا على تحليل تاريخ الحزب الألماني الديمقراطي الاشتراكي الذي يعتبر حزب الطبقة العاملة و ملتزم بالديمقراطية ، وقد انتهى ميشيلز من دراسته هذه إلى أن هناك ثلاثة أسباب رئيسة أدت إلى ظهور النزعة الأوليجاركية داخل المنظمات :
( 1 ـ خصائص التنظيم ذاته 2- سمات القادة 3- سمات الجماهير )
لقد عالج ميشيلز موضوع الصفوة معالجة مختلفة ، تتعارض مع ما قدمه كارل ماركس من تفسير للتاريخ ، وقد جاءت أفكاره هذه في مؤلفه ( الأحزاب السياسية ) وعلى الرغم من أن ميشيلز قد أقر أهمية العوامل الاقتصادية في إحداث التغير الاجتماعي ، متفقا في ذلك مع ماركس ، إلا أنه أوضح بأن هناك عوامل و قوى عديدة تحدد مصير الديمقراطية و الاشتراكية ، تتمثل في طبيعة الإنسان و نوعية الصراع السياسي ، فضلا عن شكل التنظيم .
إضافة إلى أن ميشيلز يعتقد أن الأحزاب السياسية ، مهما كانت توجهاتها و مسمياتها ، فإنه يوجد بها اتجاهات أو
ليجاركية ، تنتشر في أي تنظيم سياسي يسعى لتحقيق أهداف محددة ، أي أن هناك صفوات معينة تميل إلى التحكم في التنظيمات السياسية ، مبتعدة عن تحقيق الديمقراطية الحقيقية .
وقد أدى تعدد المتناولين بالدراسة و البحث لموضوع (الصفوة) إلى تعدد التعريفات الخاصة بها و نتج عن ذلك تعدد
المفاهيم بشكل يجعل حدودها غير واضحة ، لهذا يميل بعض الباحثين إلى أن تعريف الصفوة يعتمد على أربعة أبعاد رئيسية وهي :
1 ـ وجود مجموعة سائدة تملك من الخصائص و الصفات ما يميزها عن الآخرين .
2 ـ أن الصفوة ظاهرة جماعية ، فلا يطلق الاصطلاح على شخص واحد فقط .
3 ـ أن هذه المجموعة تملك من القدرات ما يمكنها من صنع القرار و التأثير على الآخرين .
4 ـ أن الصفوة مفهوم نسبي ، بمعنى أنها تمارِس تأثيرها و نفوذها في مجال معين تتمتع فيه
بميزة نسبية و بقدرة أكبر على التأثير و النفوذ .
1/ يعرف الصفوة بأنها : جماعات وظيفية ومهنية بصورة أساسية تتمتع بمكانة اجتماعية عالية في المجتمع :
- أرسطو
- بوتومور
- ماركس
2/ تضم الصفوة :
- البارزين
- المتفوقين
- الفئة العليا
- جميع ماسبق
3/ اشتهر مصطلح الصفوة في بريطانيا وامريكا في أوئل القرن :
- التاسع عشر
- العشرون
- الثامن عشر
4/ أجرى ميشيلز دراسة شاملة للنزعات الأوليجاركية (حكم الأقلية ) في الأحزاب السياسية وقد انتهى من دراسة هذة إلى أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية أدت إلى ظهور النزعة الأوليجاركية داخل المنظمات وهي :
ـ خصائص التنظيم ذاته
ـ سمات القادة
ـ سمات الجماهير
ـ جميع ماسبق
5/ أطلق على الصفوة الحاكمة اسم (الطبقة الحاكمة) وذلك تميزاً لها عن غير الحاكمة ، وقد اتفق مع "موسكا " على أن الصفوة تمثل أقلية بالنسبة للمجتمع ، وبذلك قسم المجتمع إلى طبقتين طبقه عليا وطبقه سفلى :
ـ باريتو
- ماركس
- ميشيلز
6/ أول من أقام تميزاً منهجياً بين الصفوة والجماهير ، ويشير إلى أن (الصفوة لاتصل إلى وضعها نتيجة لسيادة اقتصادية ، وأن التغير السياسي والاجتماعي كان نتيجة لتغير ودوران الصفوة ، بمعنى أنه لم يكن نتيجة عوامل اقتصادية ) :
ـ باريتو
ـ موسكا
ـ ميشيلز
7/ أستخدم مصطلح الصفوة السياسيه وبشكل أساسي عبر كتابات :
- باريتو
- ارسطو
- افلاطون
|