الحُبّ وحده لا يكفي ..!!
.
الزواج الناجح هو الذي يُنصّب فيه الآخر حارساً لوحدته ..ويُريه ثقته به .. والقوة التي يمكن أن يهبها إياه.
(راينر ماريا ريلكه)
الحُبّ .. عنصر مهم ومؤثّر لثبات واستمرار أي علاقة
حتى في الأعمال .. يُعتبر الحب من العوامل المساعدة في نجاح العلاقة العملية.
فالحب المتبادل بين العاملين في منظّمة ما .. هو من عناصر نجاح المنظمة وتطوّرها وفعاليتها.
قد يختلف تعريف الحب ونوعيته باختلاف العلاقة ونوعيتها .. ولكنه يبقى هامّاً ومؤثّراً
في الزواج .. يُعتبر الحب من أهم عناصر النجاح
فهو من العناصر الأساسية العظيمة الأثر لاستمراره ونجاحه
وقدرته على تجاوز العقبات ومنغصات الحياة، ومما لا شك فيه
أن الحب قد ساهم بتكوين علاقات زواج ناجحة ما كانت لتتم أصلاً من دون هذا الحب.
بالمقابل هناك عدد كبير من الزيجات المبنيّة على قصص حب
ولكن هذه العلاقة لم تستمر
وهناك الكثير من الزيجات التي لم تكن على أساس حب ولكنها استمرت.
فالحب وإن كان عنصراً أساسياً .. إلا أنه لا يكفي وحده لنجاح العلاقة الزوجية
والحب ليس العنصر الوحيد المعني، فهو مجرد عنصر من مجموعة عناصر .. تساهم بفشل أو نجاح هذه العلاقة المقدّسة.
يعتقد البعض أن وجود الأبناء بين الزوجين هو أصل العلاقة وعماد نجاحها !!
ولكن هناك عدداً كبيراً من الزيجات فشلت بالرغم من وجود عدد وافر من الأبناء.
ذكر لي صديق أنه يعتقد بأن الصداقة وليس الحب هي أساس نجاح العلاقات الزوجية.
واعتقاده هذا منطقي .. فالصداقة تُبنى في الغالب بالهدوء والعقل والحكمة
بينما يُبنى الحب بالمشاعر والعواطف والأحاسيس
ولكن هل الصداقة وحدها تكفي ؟!!
هناك من يقول بأن الإحترام هو العنصر الحاسم في علاقات الزواج ..
مما لا شك فيه أن الإحترام أساس مهم لأي علاقة .. وتحديداً الزواج ..
فالحب دون احترام لن يستمر طويلاً.
وفي القرآن الكريم ربط الزواج بالمودّة والرحمة
فهل المودّة مرادفة للحب .. أم أنها أمرٌ مختلف ؟!!
والرحمة قد لا تتبادر إلى أذهان الكثيرين في مناقشة قضايا الزواج ..
علماً أنها قيمة عالية جداً لاستمرار أي علاقة ومن باب أولى الزواج.
فالرّحمة إذا غلّفت أي تصرّف – حتى وإن كان عقاباً –
جعلته يسمو ويعلو ويكون ذا فاعلية عالية وراقية.
إذاً .. فعلاقة الزواج هذه العلاقة السّامية، تحتاج إلى عدة عوامل لتستمر:
تحتاج إلى حب وإلى رحمة وإلى مودّة واحترام
وتحتاج أيضاً إلى تنازل وتفهّم وتفاهم
وتحتاج حتماً إلى طرفين يرغبان باستمرار هذه العلاقة.
رابطة الزواج مكوّن أساسي لأي مجتمع
واستمرار هذه الرابطة واستقراراها هو مسؤولية المجتمع بكامل أطيافه
ويحتاج المجتمع إلى أن يولي هذه الرابطة اهتماماً كبيراً
من حيث دعمها والتدريب على التعامل معها واستمرارها
ودراسة أسباب نجاحها وفشلها لتتم محاكاة التجارب الناجحة
وتجنّب العوامل التي ساهمت في فشل الزيجات التي لم يكتب لها النجاح.
فهل بعد كل ما ذُكِر يُعتبر الحُب مسؤولاً عن نجاح الزواج أو فشله ؟!
.
التعديل الأخير تم بواسطة مجتهد .. ; 2015- 4- 5 الساعة 08:02 PM
|