مساء الورد ...
دائما ما تنتقي يا "مشعلي" كل هادف ومعبر لهذه الحياة ..أشكرك
قد يرتبط مفهوم النجاح بالسعادة ،، وهنا تكون الكارثة حينما يصل المرء لما يتمناه لكنه يفتقد السعادة ..
مفهوم النجاح غير مرتبط أبدا بالحصول على أعلى الشهادات العلمية أو كسب أكبر الصفقات المالية
حينما تتزوج وتكون أسرة محبة لبعضها البعض تربيهم على الأخلاق . فهذا احد من أكبر و أهم النجاحات لدى المرء بنظري ..
أحيانا يوسوس لنا الشيطان بأن النجاح والسعادة تكمن بااخصول على المال والأبناء ..وننسى قوله تعالى :
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(14)إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ(15)فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(16) ﴾( سورة التغابن ).
بعض النعم تكون عدوة للإنسان تأخذه من دينه وحياته وتهوي به وهو يضحك ويلعب ! تفتنهم ..تنسيهم الله ..
فنحمد الله على حكمته بكيفية توزيع الرزق على العباد ونشكره ألف مرة بعد التفكير بتلك الحكم العظيمة ..
حضرتني قصة يامشعلي قد قرأتها مؤخرا : تحكي عن رجل فقير يحمل رغيفين خبز عائدا إلى منزله ليطعم أولاده الجوعى ..فيصطدم بامرأة على حضنها طفلين يبكيان من الجوع ،يشفق عليهم يعطيهم رغيف خبز ..فيجد الأم بلا كﻷ أيضا ...يفكر مليا ويتأنى ..فيعطيها الرغيف الاخير شافقا على حالتها ويعود خائب اليدين إلى أهله ...ينظر إلى عيناي المرأة والطفلين المليئين بدموع الشكر والعرفان ..فيبستم ويمضي ..
يتفاجأ بجاره وهو يبشره بميراث عظيم قد كتب من نصيبه بعد أن توفى أحد من أهله في مكان بعيد ..
تمضي الأيام ويصبح ثري جدا ..لكنه استمر بالانفاق في سبيل الله والتصدق والتبرع ..
فيرى ذات يوم مناما ..أنه واقف أمام الميزان يوم القيامة ..وقد رجحت كفة ذنوبه عن كفة الحسنات...فيستغرب ويقول ربي إني تصدقت وزكيت وأطعمت الفقراء لماذا هذه الذنوب !!!
فينظر إلى كفة الحسنات وبها شيء صفير ثقيل قد عفا الله عنه بسببه ألا وهو دموع الفقيرة هي وطفليها ..وصدقته عليهما وهو فقير تختلف عن صدقته وهو ثري فقد خالطه ذرات كبر وإعحاب بالعمل ورياء قليل أفقدته ثواب عمله ..!!!!
لا تعليق بعد القصة صراحة ...