موقف طريف
بعد المقابله الشخصيه والتي كانت في غايه الروعه لم انسى عندما وقفت امام باب المكتب مستعدا للدخول حيث توقف فيها الزمن للحظه اجتمعت فيها كل احاسيس الارض وتصالح الماضي مع الحاضر وتعانق الحاضر مع المستقبل لطالما كان المجهول مخيفا في نظر الناس ولكن الغموض الذي يحمله هو ما يدفع الناس الى الشعور بالحماس لمعرفه طبيعه هذا المجهول خصوصا عندما تصل الى مفرق طريق يحدد خطوتك المستقبليه نحو الامام لقد استجمعت كل قواي ودخلت فإذا بي ارى الدكتور احمد الشعيبي يقف امامي وبإبتسامه جميله يقول لي لا تقلق انت مقبول لدينا ونحن هنا فقط لنتبادل اطراف الحديث ونتعرف على بعض اكثر انها مفاجأه لم أتوقع ان يأتيني الخبر الذي انتظرته شهرا كاملا ابتداءا من لحظه اعلان قبول اوراقي الى اللحظه الحاسمه التي تحدد قبولي في هذه الكليه او لا حقيقه لم اتوقع ان اسمع خبر قبولي بهذه السرعه ولانه كان بهذه السرعه كان له طعم خاص كم كان طعم هذا الخبر جميلا خصوصا اننا قطعنا اكثر من 400 كيلومتر الى الاحساء من بعد صلاه الفجر لنأتي بالوقت المحدد متحملين عناء السفر والضباب الكثيف فجرا على طريق الدمام والمتاهات التي واجهناها في الاحساء للوصول الى الجامعه جلسنا وتبادلنا اطراف الحديث لقد سألوني كيف سمعت عن هذه الكليه وماذا تعني وماهي اهدافك و سؤال اخر احتفظ به لنفسي لانه انساني ولا انسى لحظه خروجي من المكتب وانا ازف الخبر لوالدي الذي بدأت تباشير الفرح ترتسم على ملامحه فرحا بأمنيه كل اب لابنه بأن يراه يسير على طريق النجاح والانجاز وكانت هناك لفته كريمه من الكليه وهي حقيبه سوداء بشعار الكليه واسمها وتاريخ المقابله وقبولي بنفس الوقت لقد كان لهذه البادره اثرا كبيرا في نفسي وكأنها بدايه الحصاد وتشجيعا لمواصله المشوار وهنا لا انسى ما حدث في اليوم التالي الذي تقيمه الكليات للتعريف بالكليه والاهداف والاجابه على تساؤلات الطلاب عندما جئت الى الجامعه مشيا على الاقدام ودخلت بوابتها الكبيره اسير بين مبانيها نحو الكليه حتى استوقفني اثنان من الطلاب بجانب عماده القبول والتسجيل لقد كان الطلاب يقومون بعمليه الحذف والاضافه يدويا لحجز مقاعدهم واختيار الدكتور الذي سيقوم بتدريس الماده توقفت واذا بهم يسألوني ( لو سمحت دكتور مواد التخصص لم تضاف بعد هل نستطيع اضافتها عن طريق دكتور الماده ماذا نفعل نحن نخاف ان ينتهي التسجيل قبل اضافه المواد ) فقلت انني لا املك ادنى فكره فهذا ثاني يوم لي بالجامعه فاستغربوا ولا استطيع ان اعبر لكم عن ملامحهم عندما سمعوا هذا الكلام مني فقالوا ألست دكتورا فقلت انا طالب سنه اولى وهنا قالا بصوت واحد ( والشنطه ) هههههههههههههههههههههه
فقلت لهم مابها قالوا الشنطه للدكاتره اذا انت دكتور فقلت لهم ان شاء الله دعواتكم لي بالتوفيق وهنا تعززت قيمتها عندي فضحكنا جميعا ثم تمنيت لهم التوفيق وعلى الرغم من ان هذا الموقف قد حصل قبل 6 سنوات الا انه ما زال عالقا في الذاكره فيالها من ايام لا تنسى ويالها من تجربه لا تنسى