تغير نمط العلاقات المجتمعية والأسرية:
جاءت عملية التصنيع محدثة وراءها التغيّرات التي ظهرت سواءً داخل المصانع أو خارجها، مثل ما حدث تغيّرٌ في البناء الطبقي والمهني وظهور طبقة رأس المال وطبقه العمّال، كما تغيرت العلاقات والأدوار الاجتماعية بينهم.
ونلاحظ أيضاً أنّ نمط العلاقات الأسرية قد تغيّر ولا سيما بعد تغيّر البناء الاجتماعي التقليدي الذي كان يقوم على أساس علاقة القرابة ووجود الأسرة الممتدّة أو العائلة الكبيرة.
نشأة المدن الصناعية
لم تُحدِث الصناعةُ تغيّرات على طبيعة الإنتاج والعلاقات الاجتماعية والبناء الطبقي وظهور مؤسسات اجتماعية جديدة فقط، ولكن جاءت الصناعة محدّدة أماكن جغرافية وإيكولوجية بيئية جديدة لها تقام عليها المصانع والشركات التجارية، كما أدّت نشأة المدن إلى ظهور الهجرة الريفيّة الحضرية.
تطوّر علم الاجتماع
عندما ظهر علم الاجتماع مع البدايات الأولى لظهور المجتمع الصناعي الحديث، لم تكن ملامحُه الأكاديمية والعلمية قد تبلورتْ بصورة كاملة، خاصّة أنّ مؤسسي هذا العلم من روّاد علم الاجتماع الفرنسيين من أمثال أوجست كونت كانوا يصارعون بشدّة العديد من المتخصّصين في العلوم الاخرى.
علاقة علم الاجتماع الصناعي بعلم الاقتصاد
يعرِّف «ساملسون و نوروهاس» الاقتصاد بأنه (دراسة الانشطة ذات العلاقة بإنتاج وتبادل السلع)، ويقولان أيضا (إنّ الاقتصاد هو علم الاختيار)، فهو يدرس أسباب اختيار الناس واستعمالهم الموارد القليلة والمحدودة (الأرض والعمل والآلات والمعرفة التقنية) لغرض انتاج سلع متعدّدة، ويقومون بتوزيع هذه السلع لمختلف أفراد المجتمع لغرض استهلاكها.
ويتّضح من هذين التعريفين لعلم الاقتصاد العلاقة الوثيقة بين علم الاجتماع الصناعي وعلم الاقتصاد.
حيث أنّ علم الاجتماع الصناعي يهتم بأنشطة الانتاج داخل المصنع، والعلاقة التي تربط هذه المؤسسات الصناعية بالمجتمع المحلي.