نظرٌة دوركاٌم فً الانحراف والجرٌمة
ٌعتبر منشتئ علم الاجتماع الحدٌث وفسر الجرٌمة من خلال فهمه للفرد والمجتمع والعلاقة الناتجة بٌنهما والتكوٌن الاجتماعً والتقسٌم الوظٌفً داخل هذا المجتمع وما ٌنتج عن ذلك من إخلال فً معاٌٌر القواعد الاجتماعٌة وهو ما ٌسمى
(الأنومًي ) فالعلاقة بٌن الفرد والمجتمع كما ٌراها دوركاٌم تحدد فً نوعٌن من الأسس:
1-تضامن آلًي / حدث بٌن اعضاء المجتمع وٌنتج عنه تكاتف وتعاون بٌن اعضاء المجتمع ٌفرضه العقل الجمعً وهذا النوع عادة ٌوجد فً المجتمعات البدائٌة البسٌطة والتضامن الآلى ٌكون قوٌا لان الفرد ٌخضع لها خضوعا تاما ولٌس له أي حرٌة فً التعبٌر والمشتاركة وٌفقد ذاتٌته فً القول والسلوك
2- -تضامن عقلًي /ختلف الافراد فٌه فً الافكار والمعتقدات والتعلٌم و ٌؤدى هذا الى الاختلاف والتنوع فً الوظائف والقواعد والعلاقات فً المجتمع ، وٌقل هنا سٌطرة العقل الجمعً
وٌري دوركاٌم فً تفسٌره للانحراف ان الجرٌمة ظاهرة اعتٌادٌة فً أي مجتمع ٌصعب القضاء علٌها وهى ظاهرة تتصل ببناء المجتمع وبطبٌعة حٌاته الاجتماعٌة فهً ظاهرة ٌنتجها المجتمع نفسه.
وٌرى ان جرٌمة الانتحار تكون بسبب حدوث ازمات اقتصادٌة شتدٌدة او بسبب الرخاء المفاجئ او بسبب التقدم الصناعً وعدم استطاعة الفرد استٌعاب هذا التطور خلافا لقدرته على السيطرة والمعرفة لذلك مما ٌجعل الفرد تحث ضغوط كبٌرة تؤدى الى ارتكاب الجرٌمة وخاصة فً بعض المجتمعات الغربٌة وٌرى ان اسباب الانتحار هً اسباب اجتماعٌة وكلما زاد ارتباط الشتخص بمجتمعه تكون هٌمنه العقل الجمعً على الأشتخاص قوٌة وٌقل الانتحار وعلى العكس من ذلك كلما ضعف تأثٌر المؤسسات المختلفة فً المجتمع ،كالمؤسسات الدٌنٌة والسٌاسٌة ،تقل سٌطرة
المجتمع على الاشتخاص مما ٌدفع بالكثٌرٌن منهم الى الانطوائٌة والعزلة النفسٌة والاجتماعٌة ونتٌجة لذلك تكثر ظاهر الانتحار
وقد قسم دور كاٌم الانتحار الى ثلاثة انواع :
1-الانتحار الأنومًي :
هذا النوع ٌعطى صورة عن المجتمع الحدٌث وٌحدث اذا كان هناك خلل فً ضوابط الحٌاة الاجتماعٌة كالأزمات الاقتصادٌة المفاجئة والكوارث والازمات الاسرٌة والحروب
2- الانتحار الأناني : ٌحدث عند الفرد الذى ٌفقد الامل فً الاستمرار فً الحٌاة لكون مجتمعه قد فقد الروابط الاجتماعٌة التً تجمع اعضاءه جمٌعا بسبب التفكك الاسرى والسٌاسً او الدٌنً
3-الانتحار الغيري : ٌحدث فً المجتمعات ذات العادات والتقالٌد القوٌة فالفرد ٌقتل نفسه حماٌة لشترفه او مجرد افتداء نفسه لغرض معٌن فبعض الاشتخاص ٌقتلون انفسهم لانهم ٌرون ان ما ٌعملونه انما هو استجابة لدعوة ربهم او بعض كبار السن ٌتخلصون من انفسهم لكى ٌرٌحوا غٌرهم من المضاٌقة .
خلاصة رأى دور كاٌم فً الجرٌمة
الجرٌمة ظاهرة سلٌمة بعكس ما ٌراها علماء الجرٌمة هً ظاهرة مفٌدة لسلامة كل مجتمع لا ٌؤٌد الجرٌمة ولا ٌعتبر المجرم طبٌعً التركٌب النفسً والبٌولوجً بل ٌراه انه نتٌجة طبٌعٌة لطبٌعة انسانٌة شترٌرة لا سبٌل الى تعدٌلها