9) ناقش/ ناقشي اضطهاد المسلمين في أثيوبيا.
إن المسلمون في إثيوبيا يمثلون أكثرية ويشكلون الجزء الأكبر من تركيبة السكان إثيوبيا البالغ أكثر من 68 مليون نسمة. مع أنهم يشكلون الأغلبية إلاّ أنهم لا يحظون بنفوذ سياسي يتناسب مع هذا العدد الكبير، و هذا يعود إلى المعاناة الشديدة من نظم الحكم المتتالية، سواء في الإمبراطورية أو الجمهورية؛ إذ يُنظر إليهم على أنهم أعداء البلاد، ويقومون بهدم مساجدهم و مؤسساتهم الدعوية. على الرغم من تغير الأوضاع بعد سقوط النظام الشيوعي و صياغة دستور إثيوبي يسوِّي بين جميع الديانات، و تزايد اهتمام الحكومة الحالية بأوضاع المسلمين، و تبني خطط تنموية لمناطقهم، إلاّ أن هذا الأمر لم يواكبه صعود سياسي للمسلمين أو تزايد لتمثيلهم في مجلس الوزراء و حكم الولايات. أعداد المدارس محدودة في كل الأراضي الإثيوبية وخصوصًا في مناطق المسلمين، لدرجة أن مسلمي إثيوبيا قد اعتمدوا على المسجد كمؤسسة أولى لمكافحة الأمية، و قد لعب دورًا تاريخيًا في هذا الصدد، إلاّ أن أوضاع المساجد لا تقل حالتها سُوءًا عن المدارس، لدرجة أن أديس أبابا فقط كانت تضم في السابق أكثر من (160) مسجدًا. غير أن هذا لا يعني أن المسلمين قد استسلموا لهذه المشكلة بل إن هناك صحوة كبيرة في البلاد في الإقبال على التعليم بمختلف أنواعه، وكذلك على حفظ القرآن الكريم، انطلاقاً من قاعدة أن التعليم هو السبيل الوحيد لاستعادة المسلمين لوضعهم في المجتمع الإثيوبي.