الجزء الثالث :
استلام الوثيقة
في الثالث والعشـرون من ربيع الثاني قمت بإخلاء الطرف الإلكتروني من الجـامعة وحجز موعد ليوم الثلاثاء الموافق الثامن والعشرون من ربيع الثاني .
في نفس الوقت قمت بحجز رحلتي المتوجهـة إلى الدمّام وحجز الفندق الذي وقع عليه الاختيار في الخبر وحجز سيـارة من موقع رينتال كار .
استغلال الموقف
أول يوم في العمل الرسمي ليوم الأحد بعد الإجازة ، وأنا مستغلا موقف الوثائق ، قمت بطلب إجازة لمدة ثلاثة أيـام اعتبـارا من يوم الثلاثاء الموافق الثامن والعشرون ، فلم أختار يوم الثلاثاء إلا لتخطيطي الاستراتيجي لكي أحصل على خمسة أيـام بدلا من ثلاثة أيـام مع إجازة نهاية الأسبوع .
عند نهـاية الدوام الرسمي قمت بالاستعداد للسفر برفقة حقيبتي الصغيرة التي لم تفيق بعد من تهديدات الأخوان في جمهورية مصر حتى آخذهـا إلى الدمّام وقد شفقت عليـها حقـا ، ولكن تلك هي الظروف لا استطيع أن أذهـب بدونك .
توريد سيء
اليوم الثاني من العمل الرسمي ، برفقة حقيبتي السوداء وملابسي التي سأرتديها بعد الدوام .
قمت بإيقـاف سيارتي كـعادتي أول موظف في الحضـور ، ومن ثم توجهت إلى مكتبي المتواضع لأجد ورقة صـفراء تحت الباب ( أرجـو تزويد القسم بأحبار لآلة التصويـر وبعض المستلزمات المكتبية المكتوبة) .
(بصفتي مسؤول المشتريـات والمستودعـات أعلن لكم بأنني قد قصّرت في عملي فلا يوجد ذلك الحبـر في المستودع ،ولم أخبـر الموردين قبل الإجازة ، لإنشغالي بالنتائج ) .
عند قراءة الورقة قمت بفتح الكمبيوتر للبحث في قائمة الأصنـاف المتوفرة فكنت متوقع بعدم وجود ذلك الحبـر .
فزعة
ولكن لا تقلقـوا ، فلدي صديق من الموردين الداخليين ، يستطيع تزويدي بالمنتجـات المنتهيـة خلال سـاعات .
قمت بالاتصال على القسم، وقلت سوف تصلكم الطلـبات الخاصة بكم خلال سـاعات لم يكن اتصالي عبثا بل كان ثقة في عبدالله الذي يستطيع تزويدي بتلك الطلبات .
السـاعة العاشرة صباحا رن الهاتف الذي يحمل اسم لوجستيك أوفيس ، وفعلا كان في محل الثـقة أخبـرني عبدالله بأن الطلبـات في طريقها إلي .
تم ولله الحمد تسليم القسم بالنواقص ، حتى لا يكون عائـقا لتأخير رحلتي واستلام الوثيقة .
سوء خدمة
السـاعة الحادية عشر قمت بالاتصال بشركة رينتال كار لأتأكد من جاهزية السيـارة الخاصة بي .
فكانت الصاعقة بأن الحجز لم يؤكد حتى الآن ولم يتبقى على رحلتي سوى ساعات قليلة .
غضبت كثيرا وعاودت الاتصال الساعة الثانية عشـر ، وكانت نفس الصاعقة فطلبت من الموظف إلغاء الحجز واسترجـاع المبلغ الذي تم دفع عبر البطاقة الائتمانية.
العثور على الحجز
قمت بإرتداء الملابس التي أحملها في أحد الغرف داخل العمل ، ومن ثم توجهت إلى المطار الساعة الواحدة والنصف مساء .
فكانت الصـاعقة الثانية بأن البطارية قد أفرغت من هاتفي ولم استطع الحصول على الحجز ، لإصدار بطاقة صعود الطائرة من الخدمات الذاتية .
ولكن من حسن حظي بأنني أحمل بطاقة الفرسـان التي استطيع من خلالها طباعة بطاقة الصعود للطائرة دون الحاجة لرقم الحجز .
قمت بشـراء شـاحن متحرك من المـطار لكي استطيع استخدام الهاتف عندالوصول
أعزائنا المسافرين نرحب بكم على متن الخطوط الجوية السعودية عضو تحالف سكاي تيم المتوجهة بإذن الله تعالى إلى مطار الملك فهد الدولي في مدينة الدمام ، وقد تستغرق رحلتنا ساعة وخمسة وأربعون دقيقة .
كعـادتي النظامية وضعت هـاتفي على وضع الطيران ، لأفتح بعض الروايـات بحوزتي حتى أصـل إلى الوجهة .
تم بحمدلله الوصول إلى مطار الملك فهد الدولي السـاعة الخامسة عصرا ،توجهت فورا إلى شـركات تأجير السيـارات في الدور السفـلي ، لأبحث عن السـيارة المنـاسبة ويستحسن أن تكون حـاملة لنظام الجي بي إس حتى لا استخدم الهـاتف إلا في الحالات الضرورية .
كنت قد لمحت شـركة الوفاق لتأجير السيـارات وهي نفس الشـركة المتعاقدة مع رينتال كار والتي سبق وان تم إلغاء الحجز منهـا .
طلبت نفس السيـارة التي تم حجزها سابقا ، وأفادني الموظف بأنها محجوزة وسوف يصل صاحبـها الآن ، طلبت منه اسم الشخص الذي قام بالحجز ، وأفادني بإسمي ،
يا للعحب ، قلت أنا هو ذلك الشخص ، فطلب مني الانتظار للاتصال بالمسؤول وأفاد بأن الحجز ألغي وتم حجز السيارة لشخص آخر ، فلم اتناقش كثيرا ، فطلبت منه سيارة أخرى وإن أمكن إعادة الحجز بالمبلغ السـابق لأنه قد سحب من بطاقتي ولم يتم استرجاعه حتى الآن .
وافق على طلبي وركبت السيارة التي اختارها لي لأتوجه إلى الخـبرتحديدا فندق الخبر كروم .
حليب بوني :)
وصلت إلى غرفتي بعد إجراءات الدخول السريـعة ، ولمحـت على طاولة المشروبـات (حليب بوني ) سعدت كثيرا لأنني لا استطيع أن أذهب إلى أي مكان قبل شرب ذلك الحليب مع النسكافيه فهي قهوتي المفضلة صباحا .
وضعت حقيبتي الخاصة على المكان المخصص لهـا وقمت بأداء الصلوات ، ومن ثم طلبت وجبة الغداء والعشـاء في آن واحـد من داخل الفندق .
فتحت التلفـاز قليلا لأرى ما به م قضـايا أو أفـلام ، حتى تخدّرت كالطفل الصغيـر ولم استيقظ إلا السـاعة الرابعة والنصف فجـرا من يوم الثلاثاء .
بعد الاستحمام قمت بتحضير كوب القهوة المفضـلة بالحليب البوني ، وأداء صلاة الفجر ، ومن ثم طلبت وجبة الإفطـار داخل الغـرفة .
ذهبت السـاعة الثامنة والنصف إلى طريق الهـفوف لكي استلم تلك الوثيـقة التي طال إنتظـارهـا فهي بدايـة لمرحلة اجراءات الدراسة بالخـارج .
عند وصولي إلى الجامعة دخلت إلى قـاعة الشيخ حسين ، وتوجهـت إلى الموظف المختص لإستلام الوثيـقة .
خطأ فادح
تخالطت لدي المشـاعر بين خوف وفـرح والتفكير في ذلك الحلم الذي ينتظرني حتى قاطعني الموظف وهو يقول تفضـل الوثيقة ووقّع هنـا .
لم انهض من الكرسي المقابل للموظف حتى قمت بالتدقيق والفحص الشـامل للوثيقة ربما يكون هنـاك أخطاء .
فعلا وجدت الخطأ الفـادح الذي يهمني كثيـرا تعديله وهو الإسم باللغة الانجليزية فلابد أن يكون مطابقا لجواز السـفر ، طلبت من الموظف التعديل ، حتى حضـرمسؤولا آخـر ليفيدني بأن التعديل يستغرق شهرا كـاملا .
فهنـا قد حضـر أبو يزن المشـاكس ، فلم اتمالك نفسي وغضبت كثيـرا حتى طلبت لقاء مدير الجـامعة ، وقاطعني المسؤول بكل برود بأن النظـام قد أغلق بسبب بعض الإصلاحات .
توجهت فورا إلى البوابة الخارجية لكي أذهب إلى مدير الجـامعة حتى استوقفني حارس الأمن بأمر من المسؤول السـابق ذكره ، بقوله لا داعي للقلق سنحـاول إعادة فتح النظـام .
رافقني ذلك المسؤول إلى تقنية المعلومات بصحبة وثائقي ومستنداتي وطلب مني الإنتظار ، حتى عاد بعد نصف سـاعة ليقول تم التعديل وسيتم استلامها ظهر هذا اليوم .
شكرته كثيـرا وطلبت منه المساعدة على موقع كلية إدارة الأعمال وذلك للحصول على التوصيـة المطلوبة .
توجهت إلى الكليـة ولم أجد أعضاء هيـئة التدريس وأفادني الموظف بأنهم في محـاضرات وله مسـاعات مكتبية خـاصة أبحث عنـها في الموقع الإلكتروني .
عدت أدراجي إلى القـاعة لإجد وثيقتي بصحبة ذلك المسؤول وطلب مني نسخ تلك المستندات ومن ثم إعادتـها لوضع الختم .
الآن قد استلمت الوثيـقة وهي بدايـة الرحـلة ومشـاقهـا وحواجزهـا .
نهاية الجزء الثالث