الإنسان عنده غرائز وعنده عقل
اتباعه للغرائز يعطيه شعورا بالسعادة الآنية المؤقتة, واتباعه للعقل يعطيه سعادة طويلة الأمد
مثلا عند تناول الدهون والسكريات يعطينا الدماغ شعورا بالسعادة والرضى لأن الدهون والسكريات من أساسيات الحياة في الجسم, فيعطينا الدماغ هذا الشعور من باب إشباع غريزة حب البقاء
لكن العقل يتحكم في هذا الأمر فلا يكون الإشباع لحد الإغراق والمرض
والناس بشكل عام يجنحون نحو إشباع الغرائز لأنها مبهجة للنفس إلى أن يتحول المجتمع شيئا فشيئا إلى مجتمع حيواني وإلى غابة يأكل فيها الكبير الصغير ويخنع فيها الصغير للكبير مقدما له القرابين كي لا يظلمه كثيرا
عندها يقيض الله للناس من يعيدهم إلى إنسانيتهم ويفيقهم من حيوانيتهم وغريزيتهم المفرطة المُمْرضة
لذلك دائما نرى في التاريخ أناسا أفنوا حياتهم في إصلاح مجتمعات غارقة في الغرائز, وتلك كانت مهمة الأنبياء والأولياء والصالحين
فالمجتمع العربي الجاهلي مثلا كان غارقا في السلب والنهب والدعارة والقتل والربا والخمور والنخاسة وغيرها إلى أن جاء الرسول بثورته السماوية الحضارية "الإسلام" ليصنع منهم أعظم أمة متحضرة إنسانية
نحن جميعا متهمون لإن الإصلاح مهمة الجميع, نسأل الله العفو والعافية
شكرا لك أختي إيثار على طرح هذا الموضوع الحساس
وشكرا لك على الدعوة
وكل عام وأنت والأمة الإسلامية بخير وسلام