الاجــواء يحتلها عنفوان الرياح الباردة في الخارج .. تعوي كالأشباح تسن سكاكين الصقيع ونية الاقتحام !
الغرفة تبتلع اخــــــر ريق لبقعة ضوء تنفستها شمعة على منضدة عرجاء تحتضر.....دخلت كتائب العتمة بصمت خانق ..وبسطت سيادتها ...!
ارجل الكراسي الخشبية المتحلقة حول طاولة في الخلفية تهتز ولها اصوات تشبه طقطقة مفاصل العظام الهشة ....كأن الصقيع قد حل في نشارتها ..!
تحرك ما يشبه الشبح من خلال النافذة ...بـــــ الكاد المح عباءته ذات القماشة البيضاء ...!
تقدم باتجاهي .....فحملت حقيبتي لأغادر مواجهة المفاجئة.. الا ان قدماي كأنهما قـــد دقتا بمسامير صلبة في صخرة صلدة ....حاولت ....ان انزعها دون فائدة حاولت بإصرار يدفعه خوف المجهول مع الالم .. ..الا ان محاولاتي لم تنجح ..!
استسلمت لقدري والمجهول ولحظة المواجهة ....اقبل ذلك الشبح المتوشح بقماشة بيضاء ..!.
تناول ما يشبه رمح في طريقه كبير ومدبب الراس ....واتى متوجه نحوي ..مسرعاً.. يطير مرة وتارة كالماء يسيل ويجمد ..!!
كل ذلك بلمح البصر ..!!!
تشهدت واغمضت عيني ....وتذكرت اني قــد سرقت من عمتي فلوة 500 ريال ..!
وتذكرت اني قد احرقت بيت عمي هـــمـام . ..لأنه زوج حنان لوائل التي احبها ....!!..
وتذكرت اني قد شهدت زورا وبهتان ضد ابي حاتم صاحب الدكان لأنه لم يدينني ...!!
وتذكرت اني قد زورت شهادتي الطبية وقتلت الكثير من المرضى تحت مظلة الاخطاء طبية ...!
.كل ما تــذكرته ....كان اسرع من شريط الذاكرة ..واكبر من وسواس الفكرة
..!
استيقظت بعدها مفجوع وستار النافذة الابيض يراقص شبح النسمة