الموضوع: نزهة في مستشفى
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2008- 4- 24
★ NiGhT AnGeL ★
من مؤسسي الملتق
بيانات الموضوع:
المشاهدات: 1091
المشاركـات: 1
 
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 254
تاريخ التسجيل: Wed Jan 2007
المشاركات: 7,934
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 16067
مؤشر المستوى: 167
★ NiGhT AnGeL ★ has a reputation beyond repute★ NiGhT AnGeL ★ has a reputation beyond repute★ NiGhT AnGeL ★ has a reputation beyond repute★ NiGhT AnGeL ★ has a reputation beyond repute★ NiGhT AnGeL ★ has a reputation beyond repute★ NiGhT AnGeL ★ has a reputation beyond repute★ NiGhT AnGeL ★ has a reputation beyond repute★ NiGhT AnGeL ★ has a reputation beyond repute★ NiGhT AnGeL ★ has a reputation beyond repute★ NiGhT AnGeL ★ has a reputation beyond repute★ NiGhT AnGeL ★ has a reputation beyond repute
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
★ NiGhT AnGeL ★ غير متواجد حالياً
نزهة في مستشفى

نزهة في مستشفى

قدموا لإنهاء بعض أمورهم الشخصية، كما حضر البقية. ولكن في شكل مغاير، وطريقة مختلفة، عن بقية خلق الله. طريقة لم يعتد عليها أولو العقول المتفتحة – والقلوب الرحيمة - والآذان الواعية.
الآخرون جلوس في مقاعدهم، ينتظرون أدوارهم. رعاية للنظام، واتباعا للترتيب. لأن لا يؤذوا أنفسهم،أو يتسببوا في إزعاج الآخرين. خافتي الأصوات، تعمهم الرحمة، في هدوء وسكينة. لمعرفتهم بأن المكان الذي هم فيه، بحاجة إلى الهدوء. والناس الذين فيه، بحاجة ماسة لراحة الأعصاب، والابتعاد عن الاكتئاب.
أما هم فحالهم مختلف، فقد جاءوا في مجموعات. ولو اختلفت أسباب وجودهم، وتعددت دواعي حضورهم. وقوف على أرجلهم، كأنهم طيور لقلق، تخوض مياه بحيرة، باحثة عن رزقها! غادين - قافلين، كأنما ينتظرون ذات حمل لوضع حملها، وطفل يخرج من رحمها.
ضحكاتهم مجلجلة، وأحاديثهم صياح الديكة، كأنهم في حفلة ساهرة. صراخهم يجلس الميت في قبره، لبهتت السؤال، ومقابلة الملك الجبار. صغر المشفى، وضيق ممراته ، لم يحد من تحركاتهم، أو يقلص عدد جولاتهم. إن من يلاحظهم وهم في تلك الحالة، يعتقد أنهم في رحلة ترفيهية – أو جولة سياحية.
ضجت لضجتهم الجدران، وتجاوبت معهم الأسقف والحيطان، وتصارخت لتصارخهم الممرات. أخذت تردد صدى أصواتهم، فلا يعلم هل هي تشاركهم فرحتهم؟! أم تتعامل معهم بنفس طريقتهم؟! تراهم في كل مكان، بجوار الأطباء في مكاتبهم - وبجانب الممرضات في عياداتهن - وحول المرضى على أسرتهم. حتى وصل صيتهم خارج الحرم الطبي..
عندها ضج الزوار من وجودهم، واثر ذلك على نفسياتهم. فأخذوا يتحركون من مواقعهم، للتخفيف من تلك الضجة المفتعلة. غيروا مجالسهم، لعلهم ينبهونهم من غفلتهم - أو يداخلهم الحياء. مع إن ذلك قد يؤثر على سماع أسمائهم، عندما يطلبون للعلاج.
ولكن تلك العصبة الهمجية، لم يتغير حالها، ولم تشعر بمن حولها. ولم يغير شعورها، تأفف الناس وتذمرهم. فهم في فلك خاص يسبحون، ولا بمن حولهم يشعرون.
عندها أخذ المرضى المساكين، يتكلمون معبرين عن شعورهم، بكلام واضح مبين. مستنكرين الوضع، محتجين على تلك الجمهرة. مبدين امتعاضهم،إليهم مباشرة. مقدمين لهم النصح والموعظة. ولكن أسمعت لو ناديت حيا - ولكن لا حياة لمن تنادي.
انزعج الأطباء قبل الممرضات، لوجودهم بينهم في الغرفات. انزعجوا لدخولهم عليهم خلال الفحص، دون أن يؤذن لهم. كأنما هم حمم بركانية، لفظتها الأرض من قعرها، لتخفف مما يغلي في باطنها!
عند ذلك استدعي رجال الأمن، ليؤدوا واجبهم – ويقوموا بكامل دورهم. استدعوا ليجبروهم على التقيد بشروط المراجعة – ووضع المستشفى الحرجة. وليحدوا من هذه الظاهرة، غير الحضارية. بعد وصول السيل الزبى، ولم يعد هناك خير فيهم يرجى.

حسين نوح مشامع – القطيف




http://www.alyaum.com/issue/article....1&I=578506&G=1
رد مع اقتباس