كَكُل مرّة يقودني القدر لِقصة تعبث بي من جديد ...
جاءَ نِداءٌ لا ينقطع ، إنه النداء الأخير ...
أسرعتُ بِخطى مُتقاربة نحو القِطار بيدي حقيبةٌ وكِتاب ولا شيء سواهما ...
جلست في المقعد b42
فتحتُ كتابي ولم أنتبه إلا وهو يقول لو سمحتي كم مقعدكِ .. أعطيتهُ الورقة دون أن أتحدث أعادها ثم عادَ لِمقعده ...
كان مُقابلًا لي لكن في الجهة الأخرى ...
استرقتُ النظر إليه بنكهة خجولة !
أما هو فقد خدش الصمت بِنظرات جريئة .. تحاشيتها وعُدتُ لِكتابي لكني لم أعد !
تراقصت أمامي أسئلةٌ كثيرة مألوفٌ هذا الرجل ، أنفقَ ذاكرتي في اسئلة تنتظرُ طلوع الشمسِ عليها !
كانت الرحلة طويلة سبعَ ساعاتٍ وأنا أتجنب سهامه ...
قاطعني أريدُ فيشًا لِشحنِ هاتفي أخرجته من حقيبتي وأعطيتهُ إياه ..
كُنا وحدنا أو هذا ما يُهيأ لنا !
أما الكتاب فكان يتوسلُ مُقابلتي دونَ جدوى ...
فتحتُ هاتفي كي ألهو عنه ، تحدثتُ مع من أريد ولا أريد حتى أضل عنه ولا أضل عن نفسي !
قاطعني أحضر لكِ قهوة ؟
بإرتباك أجبتهُ بِ لا ...
ذهب ...
أخذتُ نفسًا عميقًا قيّم إحساسي !
لا أتحرّج الآن من النظر حولي ، صمتُ المكان تحوّل ضجيج !
ثم سرعان ما عاد وهو يحملُ كوبين من القهوة ، وضع أحدهما أمامي وهو يقول عيب !
شكرته ...
فضلتُ النظر من النافذة وأنا أرتشف قهوته بنكهة الحيرة ...
لأول مرة أشعرُ أن الصمت ثقيلًا .. تمنيتُ لو تطوى الأرض وأغادرُ هذا المكان بشيءٍ من السكينة !
قبل أن يتورّط قلبي به !