يعيش قبالة ساحل ماليزيا مجموعة من الناس الذين تخلوا عن العيش على الأرض
وانتقلوا للعيش في المياه التي نادرًا ما يتركونها،
فهؤلاء هم شعب "باجاو" الذين مُنعوا من العيش في ماليزيا
باعتبارهم لاجئين فاتخذوا من ماء المحيط ملجأً لهم.
وبدلا من تعلم اللغات أو العلوم أو الرياضيات؛
يتعلم أطفال "باجاو" منذ صغرهم فنون الصيد
وصناعة الشبك وبناء القوارب يدويا
واصطياد الأسماك والأخطبوط
وغيره من الكائنات البحرية. 
ووفقا لموقع "الدايلي ميل" اعتاد شعب "باجاو" على العيش في المحيط،
كما أنهم يرون بطريقة أكثر وضوحًا تحت الماء، 
وكغيرهم من مرضى دوار البحر؛
يعاني هؤلاء اللاجئين من مرض شبيه هو "دوار الأرض"؛ 
حيث إن الأطفال لم يعتادوا يومًا على العيش خارج الماء،
وهو ما يصيبهم بالدوار إذا ذهبوا للأرض. 
وعلى الرغم من انعزالهم عن أرض ماليزيا تمامًا؛
إلا أنهم مضطرون للاتصال مع بعض الأشخاص أحيانًا؛
حيث يضطر بعض اللاجئين عند الاحتياج للماء إلى السفر لقرية قريبة؛
حيث يمكنهم التسوق وشراء بعض المستلزمات الضرورية
التي لا يستطيعون الحصول عليها من المحيط،
ولكنهم يحرصون على العودة إليه في أسرع وقت ممكن،
فهم كالأسماك لا يعيشون خارج المياه.
.gif "(258)")
وفي تجربة شيقة وممتعة؛ سافر المصور الماليزي "نغ تشو كيا"،
البالغ من العمر 43 عامًا، إلى تلك المجتمع المعزول ليلتقط بعض الصور
التي تبرز الحياة اليومية التي يعيشها "باجاو"،
وكي تخلق هذه الصور حلقة وصل بينهم وبين شعوب الأرض
ليتعرف الآخرون على هذا النوع الجديد من اللجوء. 
وأوضح تشو كيا، أن شعب "باجاو" هو مجموعة من اللاجئين
الذين غادروا الفلبين وليس لديهم جنسية،
واختاروا أن يعيشوا كامل حياتهم في البحر،
ويذهبون من فترة لأخرى إلى الأرض للتسوق وتجارة الأسماك
والحصول على مياه للشرب وغيره. .gif "(215)")
وأضاف، أن علاقة "باجاو" بالمحيط عميق جدًا، 
حتى أنهم يستطيعون حساب الوقت
عن طريق حركتي المد والجزر، كما أنهم يستطيعون حساب الدقائق والساعات بطريقة ما بدقة كبيرة. 
وتابع كيا، أن أبناء شعب "باجاو" الصيادين يتميزون بالشراسة؛ .gif "(181)")
حتى أن بعض الصيادين يذهبون للغوص لمسافة تصل إلى 20 مترًا تحت الماء
حيث يمكنهم مطاردة الأحياء البحرية هناك،
كما أن الأطفال الصغار يصطادون طعامهم اليومي بطرق بدائية
وعنيفة في بعض الأحيان،
فالمأكولات البحرية هي المصدر الرئيسي للغذاء هناك. .gif "(196)")
ويعتقد تشو كيا،
أن أطفال "باجاو" لديهم فرص ضئيلة جدا للانتقال من المحيط إلى الأرض
؛ فبالإضافة لتكيفهم على العيش بالماء وشعورهم بالدوار من الأرض؛
فهم أيضًا كلاجئين ليس لديهم أي فرص للذهاب إلى المدرسة. 
.gif "(177)")
وعلى الرغم من جمال الطبيعة وسحر الحياة التي يعيشها شعب "باجاو"؛
إلا أن تشو كيا لا يشجع الآخرين على العيش بهذه الطريقة 
التي يرى فيها انعزالًا كبيرًا عن العالم وعودة بالزمن إلى الوراء قبل قرون طويلة.
دمتم بود ابنآء الأرض 