للفائدة ياسادة سأخبركم بشيء من الواقع
في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات انهيت المرحلة الثانوية
كان عدد الجامعات قليل ولابد ان تكون من سكان المدن الرئيسية لتكمل تعليمك او تواجه الغربة وتسكن خارج مدينتك ( جربت غربتين ولم اتأقلم ) قررت ان ابحث عن وظيفة لكنني كنت متفائلا فلا يوجد وظائف في ذاك العهد كان الوضع اسوأ من اليوم لم اجد الا وظيفة جندي وحين ذهبت لتقديم طلبي وجدت المئات قد سبقوني وعلمنا ان المطلوب 150 والمتقدمون 8000 والأولوية للواسطة فانسحبت ! وتكرر الامر كثيرا جدا وجلست عاطلا حتى تهور صدام حسين وارسل صواريخ سكود فوق سماء المملكة فاعلنت جهة حربية عن وظائف عسكرية فتركت مدينتي الهادئة وتوجهت للشرقية للتقديم غير آبهٍ بالصواريخ لكن حدث خطأ في التقديم وفي محاولة لتداركه فقدت ملفي كاملا مع صاحب تاكسي فقضى على املي في الوظيفة
وبعيدا عن اهلي ومدينتي - غريبا وحيدا - عملت على بند الساعات براتب 1500 ريال لمدة شهور ثم انتقلت للعمل بشركة خاصة براتب 2900 ريال
ولم اكن وحدي من يعاني بل كل جيلي واجه ايام عصيبة في التوظيف ولم تكن الطرق مفروشة لنا بالورود ولم يكن احد يسأل عنا او يهتم بأمرنا ، كما هو الحال اليوم
اقسم بالله انني في احد الايام لم اجد ريالا في جيبي لادفعه قيمة الوجبة الجامعية ( كان سعرها رمزيا ريالا واحدا ) فجمعت هللا من غرفتي ووقفت في الطابور وحين وصلني الدور اخرجتها بتردد كي لا يراها احدا لكن المحاسب قال بصوت سمعه من خلفي : ما نقبل هلل !!!! .............. اترك لكم تخيل الموقف !!! لكنني لم افكر بتفجير او قتل ولم يفكر غيري بذلك !