
2015- 10- 21
|
 |
:: المراقب العام :: الساحة العامة
|
|
|
|
الاعتراف بالخطأ.. هل هو شجاعة ووضوح.. أم مثالية في غير محلها؟
النظرة المثالية للاعتراف بالخطأ أنها من الصفات الجميلة في الإنسان
لكن هل من الحكمة الاعتراف بالخطأ دائما ولأي شخص وفي أي وقت
طلب منك مديرك في العمل أن تنجز شيئا بعد ساعة, فتبدأ فيه ولكنك لا تنجزه بسبب انشغالك في جوالك, بعد نصف ساعة يتصل بك مديرك ليعرف أين وصلت في تنفيذ المهمة؛ هل ستعترف أنك لم تفعل شيئا بسبب انشغالك بالجوال, أم ستقول له أنك انشغلت ببعض الأمور وربما تتأخر قليلا في التنفيذ؟
لو كنتي في المنزل وكان ابنك ذو العام الواحد على سريرك, وغفلتي عنه لدقيقة خارج الغرفة وإذا به يقع من على السرير ويتأذى, إذا سألك زوجك "العصبي" ما به؟ هل ستقولين أنك غفلتي عنه فسقط, أم ستقولين أنه كان يمشي ووقع على الأرض أو ارتطم بالباب؟
ليس الكلام عن الكذب والصدق بالضرورة, فربما يكون الموضوع هو فقط إبهام للكلام, أو مراوغة في الشرح لتجنب العقاب, وعلى أساس "اعتقادي" أيضا أن معرفة الحقيقة لن تغير من الأمر شيئا.
أحد أصدقائي وزميلي في العمل حذرني بشدة من الاعتراف بالخطأ, لأن آثاره سلبية والناس الذين تعترف لهم غارقون في الأخطاء من رأسهم إلى أخمص قدميهم, وحسب ما رأيت نادرا جدا ما يعترف أحد أنه أخطأ
من تجاربي الشخصية في الاعتراف بالخطأ:
في إحدى المرات تعرضت للتوبيخ من شخص لا أعرفه لمجرد احتمالي بأنني أخطأت, واتضح بعد ذلك أنني لم أخطئ, وكانت تلك غلطتي في المبالغة في المثالية
ومرة أخرى ارتكبت خطأ في أمر له دخل ببعض كبار الشخصيات "أصحاب المعالي" وكان سهلا علي الإنكار لكن ذلك سيعقد الأمور على أشخاص آخرين لا يسعدني ضررهم, فاعترفت بخطئي, وبعكس توقعاتي لم أتعرض للتوبيخ نهائيا من أي أحد, بل إن الشخص الذي اعترفت له بالخطأ أعجبه تصرفي,
مما شجعني لارتكاب المزيد من الأخطاء << أمزح 
ومن أصعب أشكال الاعتراف بالخطأ هو الفعل الذي أعجب الآخرين أساسا, مثلا إذا كتبت رأيك في موضوع أو مشاركة في المنتدى, وجاءتك عليه الكثير من الإعجابات والتقييمات, ثم أثبت لك شخص بأن رأيك خاطئ, هل لديك الشجاعة للاعتراف بذلك والتراجع برغم الإعجابات والتقييمات
أم أن المكابرة مطلوبة هنا لحفظ ماء الوجه أمام المؤيدين
فهل يجب أن نعترف بأخطائنا دائما بغض النظر عن الأشخاص أو الظروف, أم أنها مثالية غير محمودة
أم أنه من الحكمة أن نمتنع عن ذلك قدر المستطاع لمصلحتنا الشخصية, ولأن أحدا لن يتضرر من الإنكار, أم أن ذلك خلاف الشجاعة والوضوح والصدق أيضا
هل من الصواب أن يعترف الطبيب للمريض بخطئه في التشخيص أو العلاج
أو أن يعترف التاجر للزبائن بالتقصير في التأكد من جودة منتجاته
أو أن يعترف الأب لأبنائه بظلمه لهم في بعض المواضع
أم أن تفاصيل الخطأ تخص صاحبها فقط, وما يهم الآخر هو ألا تتكرر فقط, وسيهتم هو بذلك
هذه بعض التساؤلات التي تحضرني أحيانا بخصوص هذا الموضوع, أحببت مشاركتها معكم
لكل من مر من هنا
التعديل الأخير تم بواسطة P e a c e ; 2015- 10- 21 الساعة 11:56 AM
|