هـــذيان فكرة ...!
السفر في عالم السؤال واللذة في البحث عن الاجابة ..!
سوف اهذي ومن لم يفهمني ابيح له ان يرجمني بواحدة فقط ويغادر دون ضجيج ..!
انا مسكون بالتفاصيل ..ليس في طبائع البشر فحسب بل في خلق الاشياء..!
قرأت في احد الكتب الفلسفية ذات مرة ..التي اجد فيها مرتع وفير وخصب للعقول ..!
انها النافذة - الفلسفة -التي تطل بك على عوالم جديدة لم تشاهدها منذ قبل وتراودك الفكرة البكر عن نفسها وتتمنع ...!!
تُسخّن معها جبال من جليد الرتابة فيذوب الجمود وتدب الحياة و تدك حصون من العوائق لتكون لحظة التأمل ..آه يا تلك النافذة !!!
بل انها تلك الافكار الجديدة العهد ..تحرر تجليات العقل من عقالها وتخرم سقوف المنع والتعتيم فتنكشف السماء وتـُـكسر قشرة البيض وتصقل المرآة من الغبش.. فتدهشك نصاعة الصورة ..مرة على عجل قبلتها تلك الصورة لفتنتها ولكنها وقعت القبلة على المرآة .. ..لا زال هناك حجاب ...!
هكذا اشعر ربما يختلف معي الكثيرين (..يصطفلوا. .).
وانا في طريقي الى البيت من العمل او في سيارتي وقت عصرية او في بهو فندق....او.. او ... اعتدت ان امارس طقوس صوفية ..... الخلوة مع الذات ..... أنا موغل في قراءة التفاصيل واستنطق صمت الاشياء ...لأني ارى وراء صمت الطبيعة تختبئ الف حكاية وحكاية ..!
عندما اشاهد مثلا ..
الغروب ...والاضواء تافل بالهوينا كأن النهار يبلع اخر ريقه على مشارف شهقة الشفق....او ذبيلة فانوس نضب الزيت الذي يبلل لهاتها ... والعصافير تضج بأصواتها ....!
يطرح علي التفكير سؤال بإلحاح ويوسوس دون ان يشاورني كعادته الوقحة ...لماذا العصافير لها ضجيج مزعج في الغروب وفي الصباح لها موسيقى طربية !؟ ويــُـقّلب سؤاله ايضا : هل هي في الاولى تودع يومها الى مثواه الاخير وكأنها تقبره في لحد العتمة ؟! وفي الثانية ..تبشر بالصبح الذي يشبه مولود للتو يمزق مشيمة الليل ؟!
ويتركني بكل وقاحة ..اشقى في البحث عن اجابة او لنقول التذ بها .. !!
هو سؤال .. ما ينفك يُقلقــني؛ في السيارة وعلى وسادتي وفي يوم ماطر وصحو... او في مناسبة عامة حين اجد فيها تكرار وملل ورتابة فأهرب الى شرفتي الداخلية خلسة وامارس نزهة التفكير ... !!
معليش نسيت ما قراته لذلك الفيلسوف ..لأنني لا اكتب الآن بل انا بالكاد وسيط بين الالهام والكتابة والهذيان ...!
يقول ذلك الفيلسوف بما معناه فانا لا احفظ عادة .. ..
الانسان في بطن امه يعيش وكل مداركه التي يلمسها هي حدود المشيمة ..ولم يتصور او يدور في خلده ماهو قادم بعد ولادته ...من سعة ورحابة واستقلالية ..وخروج من مكان ضيق مظلم الى عالم ممتد بحجم المعمورة سقفه السماء وارضه اديم الارض ....بل انهُ يخرج وهو يصرخ كأنه ينتزع من بين احشاء امهم التي يتشبث بها واعتاد ....!!
هي بالتمام كما نحن في هذه الدنيا ...نعيش في مشيمة الوجود بادراك قاصر وجهل بالقادم ..ونبكي عندما نشعر بالمغادرة كما حال الجنين ....ولا ندري عن ماهو افضل مما نحن فيه من ضيق ...!
نحن في هذه الدنيا نعيش بأمراضنا ان اصابنا الجوع تعالجنا بالشبع وان عطشنا تعالجنا بالارتواء وان سهرنا فلا بد لنا من ان نأخذ قسط من النوم.. وهكذا دواليك وديمومة الوجع و وصيرورة الدواء ..!
عندما امر بقرية قديمة مهجورة.. الا من ذكريات اصحابها ..اترجل وادخل بيوتها وتحدث حكايات ..تنسجها الإطلالة على منوال الذاكرة وعبث المخيلة القلقة ...مكان التنور الموقود .. كم مرة ُطبخ عليه ؟ ومن الضيوف ؟ وماذا فعلوا وهم يأكلون ؟ وماهي الاحداث التي دارت بينهم وكانت تشغلهم ؟ وماذا كانوا يلبسون ؟ وبعد اين انصرفوا؟
ونافذة بالكاد يطل منها ضوء تطل على اثار حقل وبستان تخشبت اشجاره ...ماهي الثمار التي زُرعت ؟ وكيف اسقوها ؟ والسواق وهي تمتلئ بضحكات المياه تغمر الحقل بالحياة ..!!
رائحة الطين وهو يبتل ...واصوات المزارعين والطيور المشاغبة وهي تسرق الغلة ترعى رزقها... واصوات اهل القرية الذين يعبرون الى مزارعهم المجاورة واصوات نشيد جماعي لنسوة يحصدن واخريات يحطبن !! وتدور الحكاية ونواعير الساقية ..وكل تلك الصور والاحداث على اثر رجعي من المخيلة ربما لم تحدث ...!!
والا كل ما هنالك مقبرة صامتة من الاطلال ..! ترهقني التفاصيل ..!
مرة وهذه اعدها نزوة ..شاهدت في بيت طيني تهدم اغلبه وبقت زاوية فيها كوة ..التي يضعون فيها الفانوس ....وفوقها في زاوية متصلة بالسقف بيت لعنكبوت ..خيوطه لا زالت متشبثة بالسقف كشاهد قبر لمن نسجها – رحمة الله عليه - ..قلتُ لو كانت هذه الزاوية يشغلها عدسة مصور وكانت تصور كل الحكايات أي البوم من الصور كنت سوف ارى ..؟!واي تناسل لأناس حبستهم الصور قد عبروا ..!؟!
اعود واقول لماذا لا اكون انا جزء من كل فصول الحكاية .. من الغروب وشهقة الشفق والشروق ونشيد العصافير مستبشرة وحتى في ضجيجها والنواح ..ومن الحقول والثمار وسواقيها من اطلالة بقية بيت الطين من خيوط العنكبوت رحمة الله عليه ...ومن كوة الفانوس ..! ومن صوت يشق الصمت ..لا اُرى مصدره .
(!!)كثيرة التي كتبتها على هذا المنوال ولكني اجد فيها جنون فامزقها ..!
التعديل الأخير تم بواسطة Dark Chocolate ; 2015- 10- 22 الساعة 03:32 PM
|