الواقــع يــقول بخلاف ذلك اخي الحبيب نائل ...نحن عندما تقام معارض الكتاب تحتشد الجموع وتتأهب لمنعه او على الاقل مصادرة العناوين التي تختلف معنا من افكار والتضيق على الناس حتى لا يمكنهم ان يتسوقوا او يتبضعوا بيسر ..بل كأنك داخل في معسكر من كثرة كتائب المراقبين والمحتسبين ...!
وطباعة الكتاب والتأليف والنشر حتوتة اخرى ..عليها رقابة شديدة هذا على المستوى الداخلي ولكن القراءة التي بإمكانك ان تقوم بها من خلال المواقع الانترنتية كما عقبت على استاذي الحبيب ابان ..فهي ميسرة ومتاحة ..ولكننا لا نشجع القراءة افقيا وعموديا ابتداءً في المدارس والبيت وحتى المسجد بل نحذر منها ونجعلها سبب في الشتات والشبهة وننحاز ونزكي كتب ومؤلفات بعينها بعناوين محددة حتى اصبحت مخرجاتنا واحدة ..تنفر من المخلف وترتبك .. فلذلك خرجت دراسة تقول نسبة معدل القراءة في تقرير التنمية الثقافية الذي تصدره "مؤسسة الفكر العربي" أن العربي يقرأ بمعدل 6 دقائق سنوياً بينما يقرأ الأوروبي بمعدّل 200 ساعة سنوياً. تتفاوت الأرقام بين دراسة وأخرى بالنسبة لمعدّل قراءة الأوروبي ولكنها تجمع على معدّل قراءة العربي. لتقريب الصورة أكثر من ذهن القارئ، تتحدث بعض الدراسات عن أن كل 20 عربياً يقرأون كتاباً واحداً في السنة في الوقت الذي يقرأ فيه البريطاني 7 كتب والأميركي 11 كتاباً.
على صعيد الترجمة، تلفت النظر المقارنات الواردة في "تقرير التنمية البشرية لعام 2003". بحسب هذا التقرير، إن حصيلة الكتب التي ترجمها العرب منذ عصر الخليفة المأمون حتى بداية التسعينات من القرن الماضي لا تتجاوز الـ10 آلاف كتاب وهو عدد تترجمه أسبانيا سنوياً! وإن العرب أجمعين يترجمون سنوياً خمس ما تترجمه اليونان.
ماذا على صعيد إنتاج الكتب؟ يشير "تقرير التنمية الثقافية" إلى أن عدد كتب الثقافة العامة التي تنشر سنوياً في العالم العربي لا تتجاوز الـ5000 عنوان. للمقارنة مع باقي العالم، يصدر في أميركا، سنوياً، حوالى 300 ألف كتاب ثقافي. هذه الأرقام، رغم فظاعتها لا تزال بسيطة! كيف؟ عدد النسخ المطبوعة من كل كتاب عربي هو ألف أو ألفين ويصل، في حالات نادرة، إلى 5 آلاف، بينما تتجاوز نسخ الكتاب المطبوع في الغرب عادةً الـ50 ألف نسخة وهي كما ترى اخي نائل مخيبة للآمال واحمل المؤسسات الثقافية والمدارس والاندية الادبية والفكرية الاسباب ...وبيروقراطية السماح واخذ التصاريح والتزكية من قبل الانظمة المعقدة التي تقهر أي فكرة تدعو وتدعم الانفتاح على الاخر ...والقراءة العفوية وحق الاختيار ..فتجدنا نتشابه في كل شي حتى ان فهد استدراك على حواراتنا انها تبدا بأفكار انسانية وابداعية منفتحة وتنتهي الى جدل وحوار ديني !!