2015- 12- 2
|
#14
|
متميزة في علم الاجتماع مستوى 8
|
رد: ☀ [ علم الاجتماع الصناعي والمهني ] ☀
-
المحاضرة 14
الصناعة والمجتمع
1- ماهية المجتمع الصناعي وطبيعة
ماذا نقصد بالمجتمع الصناعي؟
- هو ذلك المجتمع الذي تمثل فيه الصناعة الكبيرة بشكلها الحديث المعقد نمط الانتاج الأساسي.
- المجتمع الصناعي الذي يأخذ بسياسة التصنيع, له بناء ووظائف معقدة ليس من السهل إدراكها.
إلاّ أنّه يمكن إدراك خصائص هذا المجتمع الصناعي من خلال :
مقارنة بينه وبين غيره من المجتمعات التي تمرّ بمرحلة ما قبل التصنيع.
تنقسم المجتمعات الإنسانية إلى نمطين:
- مجتمعات ما قبل الصناعة.
- المجتمعات الصناعية.
يوضّح (روبرتسون) أهمّ الاختلافات الأساسية بين خصائص مجتمع ما قبل الصناعة, والمجتمع الصناعي على النحو التالي:
أ - من حيث حجم المجتمع:
- أن حجم مجتمع ما قبل الصناعة يعدّ صغيراً من الناحية النموذجية / مثل القرى
- أمّا حجم المجتمع الصناعي فهو كبير من الناحية النموذجية مثل / المدن.
ب- من حيث العلاقات الاجتماعية:
- مجتمع ما قبل الصناعة تسوده العلاقات الأولية الشخصية غالبا
- بينما نجد أن المجتمع الصناعي تسوده العلاقات الثانوية غير الشخصية.
ج- من حيث تقسيم العمل:
- يعدّ تقسيم العمل في مجتمع ما قبل الصناعة تقسيما بسيطاً نسبياً يقوم على أساس السنّ والنوع,
- بينما نجد تقسيم العمل في المجتمع الصناعي كبيرا ومعقدا إذ أنّ المهن تحتاج لدرجة عالية من التخصّص.
د- من حيث المكانات الاجتماعية:
- المكانات في مجتمع ما قبل الصناعة تعدّ موروثة غالباً,
- بينما نجد المكانات الاجتماعية في المجتمع الصناعي بعضها موروث وكثير منها مكتسب.
هـ- من حيث البناء الاجتماعي:
- يتميّز مجتمع ما قبل الصناعة ببناء اجتماعي بسيط نسبياً، فهو يتكوّن من مجموعة قليلة من المكانات الاجتماعية وقليل من النظم المحددة الواضحة,
- بينما نجد بناء المجتمع الصناعي معقداً, يتكون من كثير من المكانات الاجتماعية وكثيرٍ من النظم المحدّدة الواضحة.
و- من حيث القيم:
- قيم مجتمع ما قبل الصناعة تقليدية, تتركّز حول المقدّسات الدينية والأعراف والتقاليد،
- بينما نجد أنّ القيم في المجتمع الصناعي حديثة تتركّز حول مصادر فكرية واجتماعية مختلفة عمّا كان سائدا.
ز- من حيث الثقافة:
- نلاحظ أنّ ثقافة مجتمع ما قبل الصناعة متجانسة فمعظم الأفراد يشتركون في معايير وقيم متشابهة,
- بينما نجد أنّ ثقافة المجتمع الصناعي متباينة إذ يوجد كثير من الثقافات الفرعية التي تؤدّي إلى اختلاف المعايير والقيم في المجتمع.
ح- من حيث التكنولوجيا:
- نجد التكنولوجيا في مجتمع ما قبل الصناعة تتميّز بأنّها بدائية تعتمد بشكل أساسي على البشر والقوى الحيوانية،
- بينما نجد التكنولوجيا في المجتمع الصناعي متقدّمة تعتمد أساساً على الآلات.
ط - من حيث التغيّر الاجتماعي:
- يتميّز مجتمع ما قبل الصناعة بأنّ التغيّر الاجتماعي فيه بطيءٌ نسبياً بالمقارنة بالتغيّر السريع الذي يميّز المجتمع الصناعي.
2- الصناعة والمجتمع
- لا يقتصر تأثير الصناعة على الذين يعملون بها,
- بل تنتقل تأثيراتها إلى سكّان المجتمع المحلّي,
- بل كلّ سكان المجتمع القومي.
نجد أنّ نموّ السكان يتأثّر بثلاثة عوامل:
- نسبة المواليد, نسبة الوفيات, ومعدّلات الهجرة.
- ويؤدّي ارتفاع نسبة المواليد عن نسبة الوفيات إلى حدوث زيادة طبيعية في عدد السكان.
- كما تؤدّي الهجرة أيضاً إلى نموّ حجم سكّان المجتمع, وحدوث زيادة غير طبيعية في السكان.
- تُعتبَر ظاهرةُ الهجرة إحدى الظواهر الاجتماعية المصاحبة للتصنيع والمرتبطة به ارتباطاً وثيقاً،
- إذْ يترتّب على أخذ الدولة بأسلوب التنمية الصناعية وسيرها في حركة التصنيع ذلك النموُّ المطّرد في هجرة العمال - خاصّة الريفيين - إلى المناطق الحضرية الصناعية,
- الاستفادة من فرص العمل الكثيرة المتاحة فيها, والانتفاع من الخدمات الاجتماعية المتنوّعة المتوافرة فيها.
- ولا يقتصر تأثير الهجرة على نموّ حجم المجتمع وزيادة كثافة السكّان,
- بل إنّها تؤثّر أيضاً في التركيب النوعي والعمري للمجتمع.
- نجد أنّ هذه التغيّرات التي تحدث في المجتمع نتيجة الهجرة, قد يصاحبها مشكلات اجتماعية متعدّدة, وعلى سبيل المثال:
( نجد أنّ الهجرات الداخلية الوافدة إلى المدينة من قلب الريف كانت من أهمّ العوامل التي أدّت إلى وجود ظاهرة « تَرْييف المدينة ». )
- وقد كانت ظاهرة « ترييف المدينة » من :
- السمات الاجتماعية التي تميّز مناطق الصناعة منذ المراحل الأولى للثورة الصناعية,
- واتّسع نطاقها بشكل ملحوظ بعد الحرب العالمية الثانية.
- تُفضي الهجرة باتجاه المدن إلى حدوث ما يمكن تسميته بالصراع الثقافي،
- فما المقصود بعملية التلاقح والتزاوج الثقافي التي تعمل عملها في كلّ حالات الثنائيات أو التجمعات الثقافية؟.
- قوانين الصراع الثقافي تشير دائماً إلى :
- انتصار الثقافة الأعمق أصولاً
- والأكثر تقدّماً
- والأوسع انتشاراً من حيث النطاق الديموغرافي,
- كما يتوقّف هذا الانتصار على عنصر التعليم
- وانخفاض نسبة الأمّية
- ومدى تطويع الثقافة الفرعية للثقافة الأمّ,
- فإن انتصار ثقافة المدينة أمر محقق.
يختلف الصراع الثقافي في :
- طبيعته
- شدّته
- درجته ، تبعاً لاختلاف الخصوصيات الثقافية.
يمكن عن طريق توجيه عملية الهجرة وضبطها والإشراف على تنظيمها من قبل الحكومات المختلفة تلافي كثير من سوء التنظيم والمشاكل الاقتصادية المترتّبة على الهجرة.
3- الصناعة والأسرة :
هناك علاقات وتأثيرات متبادلة بين نظام الأسرة وعملية التصنيع :
- يمكن القول إنّ نمط الأسرة النووية أو الزواجية هو النمط الملائم للتصنيع وما يصاحبه من حراك جغرافي واجتماعي.
- كما أنّ الأسرة الممتدّة هي النمط الملائم للمجتمعات التقليديّة غير الصناعية.
- فالأسرة الممتدّة :
تجعل أعضاء الأسرة مرتبطين بالأرض، ولا تسمح لهم بالحركة الجغرافية والانتقال المكاني.
- أمّا الأسرة النووية :
فهي تحرّر أعضاءها من قيود المكان وتشجّعهم على الحركة والانتقال.
- لم يؤثّر التصنيع في شكل الأسرة وبنائها فقط،
- بل إنّه قد يؤثّر على وظائفها.
- فقد كانت الأسرة التقليدية تقوم بكثير من الوظائف والمهامّ بحيث شملت معظم شؤون الحياة الاجتماعية
- غير أنّه مع تحضّر المجتمع وحدوث التحضّر والتصنيع قلّت وظائف الأسرة وضاقت اختصاصاتها بشكل واضح.
- ونجد أنّ التصنيع قد أحدث بعض التغيرات في وظائف الأسرة.
- فقد أدّى التصنيع إلى أن قلّت وظائف الأسرة وظهرت هيئات جديدة حلّت محلّ الأسرة
- وأصبحت تتولّى الأشراف على كثير من الشؤون الاقتصادية والتشريعية والقضائية والحربية والتربوية التي كانت تؤدّيها من قبل.
4- الصناعة والتربية :
من الآثار الاجتماعية للتصنيع بالنسبة للنظام التربوي :
- تغيّر النظام التقليدي للتعليم وأهدافه التقليدية التي سادت زمناً طويلا,
- بحيث أصبحت المدرسة تعلّم الحرفة للطلاب, أي تقوم بالتعليم الفنّي أو على الأقلّ توجِّه له بعد أن كانت النظرة التقليدية ترى أنّ الحرف مهارات عملية تكتسب من الخبرة المباشرة,
- أمّا الخبرة العمليّة فيمكن الحصول عليها في المصانع وليس المدارس.
ويصاحب التصنيع عادة الاهتمام بالتربية :
- فلم تعد هناك حاجة إلى عمل كثير من الأطفال في الزراعة كما هي الحال في المجتمعات التقليدية،
- إذ أنّ استخدام الآلات الزراعية من شأنه أن يوفّر كثيرا من الأيدي العاملة.
- ويترتّب على ذلك اتجاه الأطفال نحو إعداد أنفسهم تربويا لأنواع من المهن الصناعية التي أصبح المجتمع في حاجة إليها.
- ويبدو أثر الصناعة في التعليم بشكل واضح في اختيار موضوعات الدراسة داخل المدارس وطرق تدريس هذه الموضوعات.
- بل إنّنا نجد أنّ هناك نماذج متعدّدة من المدارس ذات الطابع المهني المباشر أو غير المباشر.
5- أثر الصناعة في نُظم المجتمع :
- هناك بعض المظاهر المرضية التي تصاحب بدء عملية التوطّن الصناعي مثل الأمراض والرذيلة والجريمة والفساد السياسي ومشكلة الأحياء المزدحمة الفقيرة.
- ولعلّ أهمّ السمات الباثولوجية (المرضية) التي تصاحب التوطن الصناعي:
- البطالة
- جنوح الأحداث
- الطلاق
- الجريمة.
- مشكلة البطالة :
- خطرها لا يقتصر على العاطل وحدة,
- وقد يمتدّ إلى بناء المجتمع نفسه من حيث أنّها تعوق الإفادة من القوّة المنتجة وما يترتب على ذلك من انخفاض الدخل القومي.
- وقد تبيّن من كثير من الدراسات الاجتماعية وجود علاقة موجبة بين البطالة والجريمة.
- أمّا ظاهرة جنوح الاحداث :
- فهناك ما يشير إلى أنّها ظاهرة حضرية تبدو أكثر وضوحاً في المناطق الصناعية.
- وقد يكون لنزول الزوجة إلى ميدان العمل واختلاف أوقات العمل بالنسبة إلى الزوج والزوجة أو طول فراغ الاحداث وما إلى ذلك أثرهُ في ارتفاع نسبة الجانحين وازدياد نسب الطلاق في المناطق التي تتوطّن فيها الصناعة عنها في المناطق الزراعية.
- وتعدّ ظاهرة الجريمة من أخطر السمات «الباثولوجية» :
- التي تصاحب عملية التصنيع,
- إذ تشير الكثير من الدراسات الاجتماعية إلى ارتفاع نسبة الجريمة بين عمّال الصناعة عنها بين المشتغلين بالزراعة
- يرجع ذلك إلى أنّ الانتقال إلى مناطق الصناعة :
هو انتقال إلى تنظيم اجتماعي مختلف وثقافة مختلفة ، ممّا يؤدّي إلى ظهور ألوانٍ من الصراع الثقافي قد يؤدّي بدورهِ إلى حدوث مشكلة الجريمة.
تم بحمد الله '
|
|
|
|