· نظرية المعرفة في التراث الإسلامي
- استوقف موضوع المعرفة ونظرية المعرفة علماء المسلمين؛ فلاسفة ومتكلمين، وعقدوا أبوابا وفصولا، بل كتبا في العلم والمعرفة:
فالقاضي عبد الجبار المعتزلي (ت 415هـ) صنف مجلدا كبيرا، من موسوعته (المغني) سماه (النظر والمعارف)، تحدث فيه بالتفصيل عن حد النظر والعلم والمعرفة وطرقها وحقيقتها، وطرق معرفة صحة النظر، ودرجات المعرفة من الشك على الظن على اليقين. وتحدث عن الدليل العقلي والسمعي، وأول ما يجب على المكلف، وطريق وجوب المعرفة ...
ثم نجد الباقلاني (ت 403هـ) يقدم لكتابه (التمهيد) بباب العلوم في (العلم وأقسامه وطرقه).
ثم البغدادي (ت429هـ) في كتابه (أصول الدين) جعل الأصل الأول منه معقودا على بيان الحقائق وإثباتها وطرق تحصيلها وأقسامها.
والرازي أيضا جعل الركن الأول لكتابه (التحصيل) في العلم والنظر.
كما أن الإيجي يجعل الموقف الأول في كتابه (المواقف) في العلم والنظر كذلك، يجمع فيه آراء المدارس ويناقشها.
ونجدها أيضا في مقالات الفرق، ككتاب (مقالات الإسلاميين) للأشعري، و(الفرق بين الفرق) للبغدادي، و(المنقذ من الضلال) و(المستصفى) للغزالي. وكذلك في كتاب (التعريفات) للجرجاني.
ونجد الكندي (يعقوب بن إسحاق) حاول ضبط العلم والمعرفة في مؤلفاته، ومنها (رسالة في حدود الأشياء ورسومها).
وأبو نصر الفارابي الذي تحدث عن العلم وحده وتقسيماته في (البرهان) وفي كتب أخرى.
وابن سينا الذي تناول الإدراك والعلم واليقين في كتابه (الإشارات والتنبيهات) وفي غيرها من كتبه.
وابن رشد الذي سعى تمييز العلم الحقيقي من غيره في (تهافت التهافت).
والآمدي في (الإحكام في أصول الأحكام) الذي تحدث فيه عن العلم والكلي والجزئي وغيره من المفاهيم.
ونجد ابن الحاجب في (مختصر المنتهى الأصولي) يتناول قضايا المعرفة والتصور والتصديق وغيرها.
والقزويني في (الرسالة الشمسية)، يتناول حد العلم وكيفية حصوله في العقل.
- وهناك عدد كبير من علماء المسلمين من الأصوليين والفقهاء والمتكلمين والفلاسفة وغيرهم ممن تناول موضوعا أو أكثر من موضوعات المعرفة في كتبه.
- الملاحظ من خلال استعراضنا لتاريخ نشأة نظرية المعرفة أنها عند الفلاسفة الأقدمين، كانت مبثوثة متفرقة، في ثنايا أبحاث الوجود والقيم