لأننا في زمن يركض كرض الوحوش في البرية
ولأننا نريد العيش بسعادة وبصحه وبغنى وبدأنا نعتاد ونستهوي (تعاقب الاشياء بشكل سريع )
بدأنا نتنازل عن الأشياء . . . بشكل تدريجي
فالعلم لا نذهب إليه بل هو يذهب إلينا ويأتينا على الشاشه
فتنازل العلم لحتمية التطور . . .
لا نشعر بلذة طهو الطعام . . بل نرفع الهاتف ليطهوا غيرنا لنا
لا نعيش الحب بل نجد من المريح والبسيط متابعة مسلسل يعيش حباً !!
لو جمعت الوقت وأنت تكرر كلمة (بعدين -بكره -مشغول الحين -مو وقته )على أهلك
لكان الفعل اقصر وقتا من وقت ترديدك لهذه الكلمات . . فنحن لا نحب الانشغال بل نفضل أن نقول (نحن مشغولون )
لم يعد الآنسان نفسه حـكايه لم يعد معجزه بعد اليوم . . !!
أصبحت الطبيعة خادمه تحت أقدامه . . أصبح كالطفل المدلل المجبور على الحياة
سياره وموبايل وعطر وسبحه وقلم . . شخصية كرتونيه . . لا يوجد داخل هذا الطين أي شيء . . هراء فيزيائي ينفخ من جسده ويصبح جسده فراغ . .
ليس الهدوء هو خرس الاشياء من حولنا
وليس الحب الانسجام العلائقي بيننا
وليست الصداقه توأمة جسدان . . لايفترقان
احفر . . احفر داخل هذا الجسد الطيني . . .
لاتتوقف عن الحفر . . استخرج كل شيء فيه وتخطى كل شيء فيه
حاول ان تكتشف . . قال تعالى (وفي أنفسكم أفلا تبصرون )
فحديث الله ليس عن الشكل والجسد والطين . . بل أنفسكم . . لم يقل أجسادكم
روض نفسك وربط جشعها بالزهد ، ولقنها بالصبر ، اتقن فن التخفف ، لا تأكل كثيراً حتى وان كنت جائع
كلما تخففت من جسدك ، كلما أصبحت حليماً
بحـمد الله تم افتتاح مـدونتي . . والسلام عليكم ورحمته الله وبركاته . .