بالبداية نتحدث عن مفهوم السياسة الاجتماعية وكما ذكر عاطف غيث في مصطلح السياسة الاجتماعية (يصف مخططات الحكومة بشان الخدمات الاجتماعية مثل الصحة والتعليم والإسكان والتأمين الاجتماعي) فقد عرفت السياسة بأنها محصلة التفكير المنظم الذي يستند إلى ايدلوجية المجتمع ويسعى إلى تحديد الأهداف الاستراتيجية طويلة الأجل ، وتوضيح مجالات خدمات وبرامج ومشروعات الرعاية الاجتماعية كما يوضح ويحدد هذا التفكير المنظم والاتجاهات العامة التي تحكم جهود التخطيط لخدمات وبرامج ومشروعات الرعاية فيتم بمقتضى صياغة السياسة تحديد مجالات الرعاية الاجتماعية أي الفئات التي توجه أليها الخدمات وقطاعات النشاط مثل التعليم ، والإسكان ...الخ ووسائل وأساليب العمل التي يجب إتباعها وإعداد وتنفيذ الخطط والبرامج والمشروعات التي تحقق الأهداف والغايات ، وتشمل الاهتمامات الرئيسية للسياسة الاجتماعية على سبيل المثال توفير الخدمات الاجتماعية والبنية التحتية فهي من ضمن المهام الملقاة على عاتق الحكومة التأكيد على توفير البنية التحتية والخدمات الاجتماعية الفعالة ويراع فيها المساواة وان تكون متمشية مع الاحتياجات المتغيرة للمجتمع المحلي وتساعد في بناء المجتمعات المحلية القوية ،كما أنه من المناطق المشتركة بين السياسة الاجتماعية والخدمة الاجتماعية هي( القيم والمبادئ الموجهة ) حيث أنهما ينبثقان من إيديولوجيه المجتمع.
كذلك ترسم السياسة والخدمة الاجتماعية من خلال نظريات وقواعد عامه ، وتستخدم نفس اللغة والمصطلحات الفكرية .
وتوضح قيم الخدمة الاجتماعية قاعدة من الأخلاقيات المهنية التي توجه ممارسة السياسة الاجتماعية والتي تتمثل في القيم التالية :
1/ بعض منها ما يتصل بالبنية التحتية للسياسة الاجتماعية مثل المفاهيم الرئيسية التي تستند إليها السياسة مثل
قيم( العدل والعدالة الاجتماعية والمساواة وحق تقرير المصير
2/ ومنها ما يتصل بالغايات الرئيسية للسياسة مثل الحاجات والتطلعات الإنسانية والمشكلات الاجتماعية في مجال أخلاقيات المهنة الخدمة الاجتماعية ويختار الأخصائيون الاجتماعيون غالبا نموذج العدالة في ممارسة وتطبيق السياسة الاجتماعية ويعد الاهتمام بالعدالة هو البناء الأساسي للمجتمع (أي الطريقة التي يتم بها توزيع الحقوق الأساسية والواجبات والخدمات والتي بها تتساوى الامتيازات) وعلى الرغم من أن اهتمام الخدمة الاجتماعية جاء حديثاً بالسياسة الاجتماعية ، والتخطيط الاجتماعي وتحليل السياسة ، إلا أن الأخصائيين الاجتماعيين ساهموا في تطوير هذه المجالات حتى ولو كان ذلك قد تم على أساس محدود .
فيشترك الأخصائيون الاجتماعيون في وضع السياسة الاجتماعية وتحليلها ولو حتى عن طريق غير مباشر ، حيث يشتركون ومنظماتهم المهنية التي يعملون بها في كل مراحل وضع السياسة ، وفي محاولة التأثير في اتجاه الأحداث ، كما تتوافر العديد من الأرضيات المشتركة بين الخدمة الاجتماعية وممارسة وتحليل السياسة بشكل عام ، والسياسة الاجتماعية بوجه خاص ، وهذا شيء هام بالنسبة لمستقبل الخدمة الاجتماعية كمهنة.
كما أن الأخصائيين الاجتماعيين من الممكن أن يؤثروا في السياسة الاجتماعية ، وذلك من خلال أدوارهم كخبراء ، كباحثين ، كمدافعين ، كجماعة ضغط ، كمنظمين للمجتمع ، كمخططين ، كمعالجين ، كما أن بعض الأخصائيين قد ساهموا في هذا الميدان الناشئ ، والآخرين عملوا على تطوير اتجاهات البحث في الخدمة الاجتماعية وتوجيهه نحو السياسة الاجتماعية على اعتبار أنه ممارسة للسياسة .
وهكذا تعمل الخدمة الاجتماعية كمهنة عامة تحت مظلة السياسات الاجتماعية ومن أجل لأن يكون الأخصائي الاجتماعي عضو مشارك في عمليات اتخاذ القرار ، يحتاج الأخصائي الاجتماعي إلى تنمية وزيادة المهارات اللازمة لتحليل وتقييم وتنفيذ السياسة العامة لطريقة منظمة وجيدة ، ورغم ان الخدمة الاجتماعية تهتم في الاساس بسياسة الرعاية الاجتماعية والخدمات الاجتماعية الا ان حتى الثمانينات من القرن الماضي بدأت نظرية السياسة الاجتماعية وتطبيقاتها في التبلور في خلال هذه الفترة تأثرت السياسة الاجتماعية الخاصة بالرعاية الاجتماعية بالتطورات التكنولوجية التي طرأت على مجال تنمية السياسة والتي تم تطبيقها بنجاح على قطاعات ووظائف مجتمعية متعددة بما في ذلك السياسة الاقتصادية ، سياسة الدفاع ، السياسة البيئية ، السياسة الخارجية ، وعملية صنع القرار العام ، كما تطورت عملية صنع وتنفيذ السياسة العامة تطورا تدريجيا بعد الحرب العالمية الثانية فتحولت الى نشاط منظم على مستوى القطاعين العام والخاص.
وقد بدأت الخدمة الاجتماعية مع العلوم الاخرى تتحد مع نظرية السياسة الاجتماعية والتكنولوجيا والتطبيقية والاستفادة من ذلك في ممارسة الخدمة الاجتماعية في الثمانينات وهكذا تم التطوير ووضع نظريات السياسة الاجتماعية ومهارات تطبيقية خاصة بممارسة الخدمة الاجتماعية .
ايضا يقوم اخصائيون التخطيط وواضعي السياسة الاجتماعية الخاصة بالخدمة الاجتماعية بصياغة الانشطة والسياسات الاجتماعية والبرامج والمشروعات التي تهدف الى تغيير واصلاح المجتمع كما يقوموا ايضا بتوجيه عملية التنفيذ والتطبيق.
شكل العلاقة بين الخدمة الاجتماعية والسياسة الاجتماعية:
1- من خلال السياسة الاجتماعية تستطيع الخدمة الاجتماعية ان تحسن الخدمات الاجتماعية المقدمة للأفراد واسرهم . كما تستطيع المساهمة والمساعدة في ايجاد حلول لبعض المشكلات الاجتماعية والظروف الاجتماعية الضارة مثل الجوع – الفقر – الاضطهاد – اجبار الاطفال على العمل – المرض البدني والعقلي – الهجرة -الغربة .
2- يرى الاخصائيون الاجتماعيون ان بعض اشكال المنظمات الاجتماعية وبعض البيئات قادرة اكثر من غيرها على اشباع حاجات الفرد . فاختيار السياسات الاجتماعية والنماذج التطبيقية المناسبة والتي تزيد من جودة سبل المعيشة ويعد امرا هاما لمعيشة وحياة العملاء ومن خلال تطبيق السياسة الاجتماعية تستطيع الخدمة الاجتماعية ان تحقق التوازن بين عنصر الفردية والعنصر الاجتماعي ، وبدأت مناهج الخدمة الاجتماعية تعكس تطورات السياسة من اجل اعطاء الطلبة الفرصة للمشاركة في ممارسة السياسات الاجتماعية.
ومما تقدم نجد ان السياسة الاجتماعية :
- تعطى المعاني الانسانية للجهود التنفيذية فهي تربط بين الفلسفة والمبادئ والقيم الأخلاقية.
- وعن طريق السياسة الاجتماعية يمكن تحقيق أمثل استثمار ممكن للإمكانيات والموارد البشرية والمادية والتنظيمية المتاحة في المجتمع ، فيساهم تحديد السياسة الاجتماعية في تنظيم العلاقات المتبادلة بين أنساق المجتمع القائمة.
- وعن طريق السياسة الاجتماعية يمكن إشباع أقصى قدر من احتياجات الأفراد في المجتمع ،
-كما ان السياسة الاجتماعية تسعى الى حصر أهم القضايا والمشكلات التي يعانى منها مجتمعنا في الوقت الحاضر.
-كما انها تسعى الى الاجابة عن تلك القضايا والتي من أهمها :
أ - الزيادة الرهيبة في حجم السكان والناتجة عن ارتفاع معدلات الانجاب. بالرغم من التقدم الهائل في العلاج الطبي وزيادة متوسط عمر الفرد إلا أن هناك من يسقطون للأمراض المزمنة
ب- ايضا البحث عن اليات للتخفيف من مشكلتي الفقر والبطالة في المجتمعات.
هذا حلي اخذت فيه 10 من 10 السمستر اللي راح ناقص تعريف الخدمه الاجتماعيه