الموضوع: تطوير الذات الحياة على إيقاع الأصابع العشر
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2016- 2- 14
الصورة الرمزية الأصايل
الأصايل
أكـاديـمـي مـشـارك
بيانات الطالب:
الكلية: Bachelor's degree
الدراسة: انتساب
التخصص: English literature
المستوى: خريج جامعي
بيانات الموضوع:
المشاهدات: 1885
المشاركـات: 17
 
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 238710
تاريخ التسجيل: Sun Oct 2015
المشاركات: 8,674
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 336765
مؤشر المستوى: 459
الأصايل has a reputation beyond reputeالأصايل has a reputation beyond reputeالأصايل has a reputation beyond reputeالأصايل has a reputation beyond reputeالأصايل has a reputation beyond reputeالأصايل has a reputation beyond reputeالأصايل has a reputation beyond reputeالأصايل has a reputation beyond reputeالأصايل has a reputation beyond reputeالأصايل has a reputation beyond reputeالأصايل has a reputation beyond repute
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الأصايل غير متواجد حالياً
Thumbs up الحياة على إيقاع الأصابع العشر



الحياة على إيقاع الأصابع العشر


قرأت مرة أن نقطة الضعف في الإنسان أنه لا يملك أكثر من عشر أصابع ولذلك هو
لا يستطيع أن يحتفظ بكل شيء في يديه، وأن عليه أن يفلت الكثير كي يفسح المجال
للشيء الأهم والأغلى عنده لتحتفظ به أصابعه.


العبارة ترمز إلى أننا لانستطيع أن نحصل على كل ما نريد في هذه الحياة، وأن علينا أن
نختار ما يهمنا وما نراه الأنسب والأفضل لنا!!. قد يبدو هذا للوهلة الأولى صحيحا وربما
رأينا في تلك العبارة حكما عقلانيا، وعددناها قاعدة سلوكية صحيحة وخارطة طريق متى
اتبعها الإنسان ضمن لنفسه الصفاء والرضا طيلة حياته.
لكن عند التأمل قد نتراجع عن رأينا ذاك بعد أن نكتشف أن لاصفاء ولا رضا يمكن أن يجلبه
تطبيق تلك العبارة، لسبب جوهري وهو تعذر تطبيقها بشكل صحيح، فنحن في أحيان ليست
قليلة نفشل في تقدير الواقع وانتخاب الاختيار الأصوب والأفضل، فينتج عن ذلك وقوعنا في
الندم فيما بعد.
من أصعب الأشياء على الإنسان أن يجد نفسه أمام لحظة مصيرية، عليه أن يتخذ فيها قراره
بحسم وعزم ليفاضل بين ما يتخلى عنه وما يحتفظ به ليصحبه بقية عمره. الصعوبة هنا ليست
فقط لأننا نحب أشياء كثيرة ونود أن نحتفظ بها جميعها ويؤلمنا التخلي عنها ونبذها خارج حياتنا،
وإنما أيضا لأننا معرضون للخطأ في مفاضلتنا التي نبني عليها قرار الاختيار، وليس نادرا أن
نكتشف سوء ما اخترنا بعد فوات الأوان، فنقع في طاحونة من الندم تمزقنا كلما تذكرنا أننا
أضعنا فرصة كانت ستسعدنا أو صفقة ستغنينا أو وظيفة نرتقي من خلالها أو منحة دراسية تطورنا
أو غير ذلك من الفرص التي أحيانا يفلتها الإنسانمن يده ليحتفظ بغيرها مما يظنه أفضل بالنسبة له.
نحن غالبا نشكل اختياراتنا اعتمادا على المفاضلة ووزن المكاسب والخسائر التي سنجنيها
مقابل قرار الاحتفاظ أو التخلي، والمفاضلة في كثير من الأحيان تكون خادعة لأننا عند مفاضلتنا
بين الاختيارات يغلب علينا الوقوع تحت تأثيرات خفية من الرغبات والمشاعر وضغوط
الظروف المحيطة، وهي جميعها تؤثر على دوافع الاختيار في دواخلنا، لكنا نتجاهل ذلك ونوهم
أنفسنا أن اختياراتنا عقلية محضة ولابد لها أن تكون صوابا، بينما في واقع الأمر، نحن لا يقين
لدينا ولا ضمان على صواب ما اخترناه بدليل أننا في بعض المرات نجد أنفسنا بعد تغير المؤثرات
التي دفعتنا إلى اختيار أمر دون غيره، نادمين على اختيارنا الذي كنا نحسبه الأفضل ونود لو أن
فرصة الاختيار تعود ثانية لنغير ما اخترناه ولو كانت جميع اختياراتنا وليدة قرار عقلي محض
كما نظن، لظلت صوابا في عيوننا ولم نندم عليها.
مسألة أن نفلت من أيدينا كل مازاد عن قدرة أصابعنا العشر على حمله واستيعابه، ليست
مسألة بسيطة، كما أنها ليست مسألة مضمونة الصواب،فكم هم الذين أفلتوا من أصابعهم
أحمالا كان فيها خير لهم لكنهم عموا عن رؤيته وأفسحوا مكانا لأحمال بديلة ظنوا فيها الخير،
ثم ما لبثت الأيام أن كشفت عنها الغطاء فرؤوا سوءات اختيارهم بعد ما فات الأوان!!.
رد مع اقتباس