
2016- 2- 15
|
 |
:: المراقب العام :: الساحة العامة
|
|
|
|
جمال المرأة السمينة في التراث العربي
يقول الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم في معلقته وهو يصف معشوقته:
ومَأْكَمَةً يَضيقُ البابُ عَنْها... وَكَشْحا قد جُننت به جُنونا
يقول أن فتحة الباب ضيقة على حبيبته من شدة سمنتها, وهي صفة جمالية بالنسبة له
ويقول الأعشى في معلقته:
غراء فرعاء مصقول عوارضها.... تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل
يقول الأعشى أن محبوبته تمشي بتثاقل وبطء بسبب سمنتها المفرضة كما يمشي الإنسان في الوحل بثقل وصعوبة خوفا من الغوص في الوحل
طبعا كان هذا هو الشائع في العصر الجاهلي وعند العرب قديما بشكل عام وحتى بعد الإسلام, فقد قال التابعي وقاضي الكوفة ابن شبرمة: " ما رأيت لباسا على رجل أحسن من فصاحة, ولا على امرأة من شحم"
وقد قيل أيضا: السمن نصف الحسن, وهو يستر كل عيب في المرأة ويبدي محاسنها
وتقول العرب "الجميلة هي السمينة" من الجميل وهو الشحم المذاب, كما جاء في معجم لسان العرب
يقول ابن منظور في لسان العرب " جمل الشيء: جمعه, والجميل: الشحم يذاب ثم يجمل: أي يجمع"
وقالت أعرابية لابنتها: تجملي وتعففي, أي كلي الجميل وهو الشحم المذاب, أي ضعيه في طعامك إداما وكلي, وتعففي أي اشربي العفافة وهو باقي اللبن في الضرع
وكان من مواصفات الجمال ألا يُحس ولا يُرى من المرأة عِرق ولا عظم, يقول هشام ابن عبد الملك عن جاريته ميمونة, وكانت بدينة: " لو أن رجلا ابتلع ميمونة ما اعترض في حلقه منها شيء للينها"
وكانت العرب تحب المرأة "العبلاء" وهي التي أعلاها خفيف وأسفلها كثيب, أما "العصلاء" فربما تمكث في بيت أبيها بلا زواج
وكان العرب يتعوذون بالله من المرأة النحيفة الزلاء (خفيفة الشحم):
أعوذ بالله من زلاء ضاوية.... كأن ثوبيها علقا على عود
يعني يا نساء لو إنكم في العصر الجاهلي كان حياتكم كلها يوم مفتوح 
تحياتي للجميع
|