رد: فتح فرع بالأحساء لجامعة الملك سعود للعلوم الصحية
الملك يوجه بالانتهاء من جامعة العلوم الصحية خلال عامين بدلا من 3
الرياض: فارس النواف
وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس، بإنهاء تشييد جامعة الملك سعود للعلوم الصحية خلال عامين بدلا من 3 أعوام.
وأبدى خادم الحرمين الشريفين لدى تشريفه حفل الشؤون الصحية بالحرس الوطني بمناسبة وضع حجر الأساس للجامعة رغبته بأن يتم إنجاز هذا المشروع خلال 24 شهرا بدلا من 36 شهرا.
واطلع الملك عبدالله خلال الحفل على مجسم للجامعة في مركزها الرئيس بالرياض ثم وضع حجر الأساس معلنا بذلك بدء إنشاء 5 مشاريع هي "مبنى الجامعة بالرياض، فرع الجامعة في جدة، فرع الجامعة بالأحساء، مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال والمراكز الطبية التخصصية".
وكان الحفل قد بدئ بآيات من القرآن الكريم، عقب ذلك ألقى نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية الفريق أول الركن متعب بن عبد الله بن عبد العزيز كلمة الحرس الوطني استعرض فيها بدايات الحرس الوطني مستذكرا توجيهات الملك عبدالله آنذاك بأن مهمة الحرس تتجاوز الدور العسكري القائم على حفظ الأمن والاستقرار الداخلي والدفاع عن مقدساته ومكتسباته مع بقية أفرع القوات المسلحة وقوى الأمن إلى دور تنموي وحضاري يهتم بتنمية الإنسان.
وقال الأمير متعب إن الفكر الحضاري والرؤية الثاقبة تلك أثمرت تاريخا مشرفا وحافلا بالإنجازات الكبيرة والمتعددة في كافة الجوانب التعليمية والاجتماعية والثقافية، وإنه في مجال الخدمات الطبية والرعاية الصحية ساهمت النجاحات المتواصلة للشؤون الصحية بالحرس الوطني في بناء صور المملكة الإنسانية على المستويين المحلي والعالمي حيث عكست عمليات فصل التوائم المتتالية القدرات الطبية للشؤون الصحية من جانب كما عكست إنسانية المملكة من جانب آخر حيث نفذت تلك العمليات لأطفال من دول متعددة وكان ذلك بأمر وتوجيه وإشراف مباشر من الملك عبدالله مما جعل الخدمات الطبية بالحرس الوطني أحد المكتسبات الحضارية للمملكة.
المستويات الراقية
وأضاف الأمير متعب قائلا إنه في سبيل تعزيز تلك النجاحات الطبية والمحافظة على المستويات الراقية التي وصلت إليها وتنميتها، وتحقيقاً لمتطلبات التنمية الدائمة من حيث ضرورة استقطاب الكوادر البشرية الطبية العاملة في الشؤون الصحية ودعم تواجدها بدلاً من هجرتها حال اكتسابها للخبرات الكبيرة، عملت الشؤون الصحية على تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين بإنشاء جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية لتكون صرحاً تعليمياً طبياً متخصصاً فريداً من نوعه على المستوى المحلي والعربي، يساهم في بناء جيل وطني متميز من الكوادر البشرية المؤهلة لتغطية الاحتياج المحلي بشكل دائم. واهتماما من الملك عبدالله بالبحث العلمي، فقد وجه بإنشاء مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية لكي تكتمل المنظومة العلمية، ولكي يتمكن أبناء الوطن من امتلاك ناصية العلم فيصبحون منتجين للتقنية لا مجرد مستوردين ومستهلكين لها.
عقب ذلك شاهد الملك عبدالله والحضور عرضا مرئيا عن مسيرة تطور الشؤون الصحية بالحرس الوطني ثم ألقى المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني ومدير الجامعة الدكتور عبدالله الربيعة كلمة رحب بها بخادم الحرمين الشريفين، وقال إن الجامعة تحتفل اليوم بوضع حجر أساس مبانيها وفي الوقت ذاته هي تحتفلُ بتخريج كوكبة من الكوادر الوطنية من أبنائنا وبناتنا لنؤكّد للجميع أنها قد أَثمرتْ قبل زراعتِها، مُحققةً بعضاً من طُموحِات وتَوجيهاتِ خادم الحرمين الشريفين.
50 عاما من الخدمات الصحية
وأضاف الربيعة قائلا إن فرحة الشؤون الصحية بتفضُّل خادم الحرمَيْن الشَّريفيْن ومشاركتهم حفلهم هذا اليوم الَكبير أحاطهم بسعادة عظيمة حيث يصادف هذا العام 50 عاماً على إنشاء الخدمات الصحية بالحرس الوطني.
وقال الربيعة لا أُفشي سِرّاً إذا ذكرتُ أن خادمَ الحرميّنِ الشريفيْنِ لم يكتفِ بما وصلتْ إليهِ الشؤون الصحية بالحرس الوطني، لذا جاء التوجيهُ الكريمُ بوضعِ خُططِ الغد، وأن الملك قال ذات يوم "لا نجاح دون عمل ولا استمرار وإنجاز دون تخطيط ودراسة" وإنه وفقا لذلك قام رجال الشؤون الصحية وعلى مدى ثلاث سنوات بعقد اجتماعات وإجراء دراسات وتشاور، وَوُضِعَتْ خُطط استراتيجية للعشرين سنة القادمة، لتنظم عملَ الرعايةِ الصحّيةِ تحت مُسمّى المنظومة الصحية بالحرس الوطني، وتشتملُ هذه المنظومة على الخدمات الصحية، وجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية، ومركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية، ولم تَغفل الصناعة الصحّية ودورها لضمان التطوير والتمويل والأمن الصناعي الصحي.
وأضاف الربيعة في كلمته الموجهة للملك قائلا: عندما يتألم أطفال الوطن تتألمون، ولم تردّوا حفظكم الله حاجةً وأنتم تستطيعون، وكم دَمِعَتْ عينكم عندما يبكون، وها أنتم اليومَ تقدّمون وتعطون، حيث وجّهتُم بإنشاء أول مستشفى تخصصي مرجعي للأطفال في مملكة الإنسانية.
تحقيقا لأمنية الجميع
إن أطفالَ العالم منحوكَ وسامَ بسمةِ الطفولةِ العالمي وأنتَ الملك الوحيد الذي مُنِحَ هذا الوسام، واليوم حمّلني أطفالُ الوطن وبإلحاح كبير رجاءً وأملاً يرون في تحقيقه وساماً لهم، ونيابةً عنهم أتطلّع إلى تحقيق أمنيتهم وأمنية الجميع بأن يتشرّفَ مستشفى الأطفال التخصصي التعليمي بأن يحملَ اسمكم وفقكم الله ليصبح "مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال"، ليكونَ مَعْلَماً متميّزاً في العالم لعلاج الأمراض المستعصية والجراحات المعقّدة للأطفال والتي حملتم رايتها، ولكي يحافظَ على بناءِ قاعدةِ التدريبِ والتطويرِ لمُنجزاتِكم التي هي مُنجزات للوطن".
بعد ذلك بدأت مسيرة الخريجين والخريجات أمام خادم الحرمين الشريفين تلا ذلك عرض مرئي عن المشروع ثم تفضل خادم الحرمين بتدوين الكلمة التالية في سجل الزيارات:
بسم الله الرحمن الرحيم.. والحمد لله حمداً يليق بجلال قدره والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نحمد الله الذي أفاء علينا بنعمه ورسخ لهذا الوطن وعي أبنائه وبناته، فتجلى هذا الوعي الطموح المؤمن بربه في عطاء وطني أمثل على كل المستويات.. فمن ينهل من معين المعرفة علما لا بد وأن ينفع الله به أرض الرسالة والتوحيد، ولاشك أن وضع حجر الأساس لمشروع جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، ومركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية إضافة خلاقة يكتمل عقدها ونتاجها بسواعد رجالات ونساء هذا الوطن، فتأهيل للإنسان الوطني المدرك المعطاء أولوية أساسية قصوى لبناء الوطن..
اليوم ينضم هذان المشروعان العملاقان لسلسلة إنجازات ومشاريع الوطن ليشكلا معها امتداداً مؤثرا لمعنى الإنسان وأهمية التعلم ومثالية العطاء.
بعدها قدمت لمقام خادم الحرمين الشريفين الخطة الاستراتيجية للشؤون الصحية بالحرس الوطني ثم تشرف أعضاء المجلس الاستشاري العالمي للجامعة بالسلام على خادم الحرمين، بعدها قدم الدكتور عبدالله الربيعة هدية لخادم الحرمين الشريفين.
بعد ذلك تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز بوضع حجر الأساس للمشاريع الجامعية والطبية.
وتشمل المشاريع التي وضع حجر أساسها بالأمس، المدينة الجامعية بالرياض على مساحة 5 ملايين متر مربع إضافة للمدينتين الجامعييتين في كل من جدة والأحساء، وتضم الجامعة تخصصات الطب، التمريض، طب الأسنان، العلوم التطبيقية، الصيدلة، العلوم الصحية الأساسية، الصحة العامة والمعلوماتية، كما تضم 4 مراكز علاجية للسرطان، والسكر، زراعة الأعضاء، ومركزاً للعلاج الطبيعي، إضافة لمركز تدريب عملي مماثل لبيئة المستشفيات، ومختبراً مركزياً.
ويقام ضمن منشآت الجامعة مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث والذي يعتبر إضافة نوعية للخدمات الصحية في السعودية، ويقوم مركز الأبحاث على مساحة: 35.000م2 لإيجاد بيئة علمية متخصصة تدعم الأبحاث الطبية.
كما تضم المدينة الجامعية مستشفى تعليميا تخصصيا للأطفال وهو تجربة رائدة سواء على مستوى التخصص الطبي، أو التعليمي، ويمتد على مساحة: 82.000م2 بسعة استيعابية تصل 350 سريرا.
ثقافة تعليمية
وتقوم الجامعة على تأسيس ثقافة تعليمية جديدة تربط مخرجات التعليم الصحي بواقع الاحتياج في القطاعات التخصصية المختلفة، وتهدف لتخريج كوادر تخصصية مؤهلة من خلال تطبيق معايير عالمية دقيقة على الطلاب والطالبات، المناهج، البيئة التعليمية، وأعضاء هيئات التدريس، كما تعتمد على التفاعل والتواصل التقني بين مختلف كلياتها وتخصصاتها عبر شبكات معلوماتية إلكترونية شاملة.
وسترتبط أجزاء المدينة الجامعية بشبكة مواصلات متطورة من أجل تسهيل تنقلات أعضاء هيئة التدريس والعاملين بين الكليات ومختلف المواقع اختزالاً لأوقاتهم وجهدهم من أجل استثمارها دعمًا للرسالة التعليمية والأكاديمية المنوطة بهم، وتنشيطًا لمشروعات البحث العلمي، ولذلك روعي في توزيع الكليات والمرافق الأخرى عوامل ارتباطها المباشر بالمدينة الطبية عبر ممرات مظللة للمشاة وطرق للنقل بجانب المجسمات الجمالية والمسطحات الخضراء بما يضمن إنشاء بيئة صحية نقية.
وتتمثل ميكانيكية المحور الرئيسي بوجود نظام نقل ذكي يربط بين عناصر المشروع في المدينة الجامعية ومدينة الملك عبد العزيز الطبية حيث ستستخدم عربات نقل تعمل بالكهرباء للحفاظ على البيئة تنطلق من بداية المستشفى الحالي مروراً بالحرم الجامعي حتى نهاية المباني السكنية، وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمدينة الجامعية 10 آلاف طالب قابلة للتوسع المستقبلي
http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...4104&groupID=0
|