عرض مشاركة واحدة
قديم 2016- 3- 19   #5
هدى ابراهيم
متميزة في علم اجتماع المستوى الخامس
 
الصورة الرمزية هدى ابراهيم
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 122775
تاريخ التسجيل: Wed Sep 2012
المشاركات: 2,950
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 174654
مؤشر المستوى: 256
هدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: الأدآب
الدراسة: انتساب
التخصص: الخدمة الاجتماعية
المستوى: المستوى الثامن
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
هدى ابراهيم غير متواجد حالياً
رد: الثقافة والعولمة / د. زين العابدين مخلوف

المحاضرة الخامسة




خصائص الثقافة وعناصرها



خصائص الثقافة

كما ينفرد الإنسان عن جميع المخلوقات بقدرته علي صنع الثقافة ، كذلك ينفرد كل مجتمع بشري بخصائص ثقافية تميزه عن باقي المجتمعات . وهناك خصائص عمومية للثقافة ويمكن تحديد أبرزها فيما يلي :
- الثقافة إنسانية : فهي تخص الإنسان فقط لأنها نتاج عقلي ، والإنسان يمتاز عن باقي المخلوقات بقدرته العقلية وإمكاناته الإبداعية ، ولا يشارك الإنسان في هذه الظاهرة ” الثقافة“ أيا من المخلوقات الحية . فالثقافة من صنع الإنسان ولا تنتقل إلا من خلاله . فلا وجود للثقافة دون مجتمع إنساني ولا وجود للمجتمع الإنساني دون ثقافة ما .

- الثقافة مكتسبة :فالثقافة ليست شيئا غريزيا أو فطريا أو ينتقل بيولوجيا ، ولكنها مكونة من عادات واتجاهات مكتسبة يتعلمها كل فرد خلال خبرته الذاتية بعد ولادته من خلال صلته وعلاقته بالآخرين . فالأطفال علي سبيل المثال حين يشبون في أسرهم وجماعاتهم فإنهم يكتسبون عن طريق عملية التنشئة الاجتماعية طرق السلوك والتفكير والاعتقاد والشعور التي يفصح عنها آبائهم وأقربائهم وجيرانهم .

- الثقافة كل أو نسيج متكامل : فلا تتكون الثقافة من مجموعة من الأعمال والأفكار المنعزلة عن بعضها ، وإنما تتكون من كل متداخل العناصر متكامل الأجزاء . وقد يكون التداخل أو التساند وظيفيا كما يقول الوظيفيون ، وقد يكون نوعا من التكامل البنيوي كما يقول البنيويون .

- الثقافة انتقالية وتراكمية :تنتقل الثقافة من جيل الي جيل في شكل عادات وتقاليد ونظم وأفكار ومعارف يتوارثها الخلف عن السلف عن طريق المخلفات المادية والرموز اللغوية ، كما أنها تنتقل من وسط اجتماعي الي وسط اجتماعي أخر . وبهذا المعني فأنها تراكمية ، فالإنسان يستطيع أن يبني علي أساس منجزات الجيل السابق أو الأجيال السابقة ، فهو ليس في حاجة الي أن يبدأ دائما من جديد .

- الثقافة أفكار وأعمال :لم يقف الإنسان عاجزا أمام البيئة وإنما أقام معها علاقات أخذت أبعادا ثلاثة : مادية وفكرية ورمزية . فمن خلال البعد المادي تحولت علاقة الإنسان مع البيئة الي أعمال ومنجزات ، بدءا بالآلات والأدوات الي المنازل والمدارس والمصانع ... وكل عمل إنساني من هذه الأعمال لا يمكن أن يتحقق ما لم تسبقه فكرة وإرادة وتنفيذ . وهكذا فالبعد المادي لا يخرج عن كونه أفكارا تم تجسيدها في أعمال .

- الثقافة متباينة المضمون ومتشابهة الكل : تختلف الثقافات في مضمونها اختلافا كبيرا وقد يصل الاختلاف الي درجة التناقض ، بحيث نجد أن النظم التي يتبعها مجتمع ما ويعتقد أنها الفضيلة بعينها قد تعتبر أمرا مخالفا في مجتمع أخر وقد يعاقب عليه القانون . فمثلا يستطيع العربي المسلم المقيم في دولة عربية أن يتزوج أمرآتين أو ثلاثة أو أربعة في ظروف معينة ، أما في الولايات المتحدة الأمريكية فيعد ذلك جريمة تعرف باسم ” جريمة تعدد الزوجات ” ويعاقب عيها الفرد حتي ولو كان مسلما .
وبالرغم من إن الثقافات متنوعة في مضمونها لدرجة التناقض ، فان الإطار الخارجي لجميع الثقافات واحد ومتشابه . ففي كل ثقافة نجد أشكالا ثقافية واحدة مثل نظام العائلة واللغة والدين والفنون والنظم الاجتماعية الخ..... والتشابه هنا ينصب علي الشكل العام الخارجي للثقافات .

- الثقافة مثالية وواقعية :يمكن القول بأنه الي درجة كبيرة فان عادات الجماعة والتي تتكون منها الثقافة توضع في معايير مثالية أو أنماط سلوك مثالية ينبغي علي أعضاء الجماعة أو أفراد المجتمع أن يحتذوها أو يمتثلوا لها . والثقافة أيضا واقعية من حيث أنها تمثل السلوك الفعلي والواقعي في المجتمع .

- الثقافة اشباعية :فالثقافة دائما تشبع الحاجات البيولوجية الأساسية والحاجات الثانوية المنبثقة عنها . فعناصر الثقافة وسائل مجربة لإشباع الدوافع الإنسانية في تفاعل الإنسان بعالمه الخارجي .ويترتب علي كون الثقافة اشباعية وجود تشابهات ثقافية واسعة المديبين المجتمعات ناتجة عن الحقيقة القائلة بأن الدوافع الإنسانية الأساسية تتطلب أشكالا متماثلة من الإشباع

- الثقافة تكييفية :إن الثقافة تتغير وتتميز عملية التغير الثقافي بأنها عملية تكييفية ، فتميل الثقافات – خلال فترات زمنية معينة – الي التكيف مع البيئة الجغرافية ، وتتكيف الثقافات أيضا عن طريق الاستعارة والتنظيم وذلك بالنسبة للبيئة الاجتماعية للشعوب المجاورة ، وتتكيف الثقافات لنفسها كذلك ، بمعني أن تتكيف للتغيرات المختلفة التي تطرأ علي مظاهرها بسرعات مختلفة . وأخيرا فان الثقافات عليها أن تتكيف للمتطلبات البيولوجية والسيكولوجية للكائن الحي .

- الثقافة انتقائية :يتم انتقال الثقافة من جيل الي أخر علي نحو مختلف كل الاختلاف عن توارث الصفات الجسمية والحيوية في اغلب الكائنات الحية . فقوانين الوراثة الحيوية ثابتة مطردة الي حد بعيد ، أما انتقال الثقافة فلا يتم بمثل هذه الآلية والحتمية ، بل يتم غالبا عن وعي وإدراك وانتقاء . ولكن يجب أن نبرز تلك الحقيقة الجوهرية وهي أنه ليس معني الانتقاء هنا أن لنا اختيارا تاما في قبول عناصر ثقافية أو رفضها . فما لا شك فيه أن هذه العناصر تعلو علي مشيئتنا الي حد ما ، وغاية ما هنالك أن قبولنا الواعي لعناصر الثقافة يجعل لنا نوعا من القدرة علي تكييفها تبعا لظروفنا والوقوف منها موقف الانتقاء لا موقف التلقي السلبي .

- الثقافة مجتمعية :بمعني أنها عادات المجتمع ، ويلزم علي جميع أفراد المجتمع إتباعها غير أنه لا تتمتع كل النظم الثقافية بذلك الشمول في التطبيق ، بل إن عددا كبيرا من النظم يطبق علي جماعة معينة داخل المجتمع الواحد ولا يطبق علي الجماعات الأخرى .

ويمكن تقسيم النظم الثقافية علي أساس مدي شمولها الي ثلاثة أنواع :
أ – العموميات :وهي النظم الثقافية التي يتبعها كل أفراد المجتمع . ومن أمثلة ذلك اللغة في المجتمعات البدائية خاصة ، فانه يندر أن يعرف أحد من أفراد القبيلة لغة غير لغة قبيلته . وتعتبر العموميات قليلة لعدد النظم الثقافية الأخرى في المجتمع ، وتؤدي دورا هاما في تماسك المجتمع وترابطه نظرا لشمولية تطبيقها .
ب – المتغيرات ”البدائل“ :وهي مجموعة من النظم والعناصر الثقافية الي تطبق في موقف معين وللفرد الحرية في اختيار أحدها وترك الباقي . ومن أمثلة ذلك نظام الزواج في الثقافة الإسلامية ، فالمسلم يستطيع أن يتزوج زوجة واحدة أو زوجتين أو ثلاثة أو
أربعة ، وذلك في إطار ظروف وشروط معينة . ومثلا يستطيع الفرد أن يتعلم أي حرفة” من الحرف التي توافق عليها ثقافته غير أنه ليس من المباح قانونا أن يتعلم الفرد ” النشل“
ولكنه يستطيع أن يختار قيادة السيارات أو الزراعة أو التجارة أو الهندسة وما الي ذلك . ويجب هنا ألا يفهم أن هذه الحرية لا قيود لها ولا حدود عليها ، وإنما هناك حدود تضعها الثقافة ذاتها .

ج – الخصوصيات : يشتمل كل مجتمع علي تقسيمات فرعية في داخله ، وتزداد تلك التقسيمات كلما تقدمت ثقافته وزادت درجة التخصص بين أعضائه ، وتتميز كل جماعة بنظم وعناصر ثقافية خاصة بها ولا توجد في كثير من الأحيان عند غيرها . فإذا نظرنا الي مجتمع مدينة الرياض مثلا نجد بداخله الآلاف من التقسيمات الفرعية ، وكل قسم يشتمل علي جماعة متماسكة الأجزاء لها نظمها الثقافية الخاصة بها ، فهناك جماعات العمال والطلبة والأطباء والصيادلة والمهندسين والمحاسبة والضباط والتجار...الخ
ويطلق علي كل تلك الأنماط الخاصة التي تميز الجماعات داخل المجتمع“الخصوصيات“

عناصر الثقافة ” أقسامها“
يذهب كثير من المفكرين الي تقسيم الثقافة الي عنصرين :
أ – عنصر مادي :ويشمل كل ما يتعلق بالمسكن والمأكل والمشرب والملبس والأدواتوالتكنولوجيا وما الي ذلك .


ب – عنصر لا مادي ” معنوي ” :و يشتمل علي الآراء والأفكار والقيم الاجتماعية ، أو يشتمل بصفة عامة علي كل العناصر المجردة التي توصل إليها الإنسان كاللغة والآداب والعلوم والفنون والقوانين وما الي ذلك .
يقسم ” روبرت بيرستد ” الثقافة الي عناصر ثلاثة هي :

1 – الماديات :وهي تمثل الجانب الأكثر وضوحا والأيسر فهما من عناصر الثقافة . ويشير هذا العنصر الي كل الأشياء المادية التي يستحوذ عليها أفراد المجتمع ويستخدمونها في حياتهم .

2 – الأفكار : فالثقافة في أي مجتمع تتضمن طوائف من الأفكار المتصلة بمختلف نواحي
الحياة في المجتمع. وتحرص المجتمعات المتقدمة علي تسجيل هذه الأفكار وحفظها في صورة مؤلفات ووثائق .

3 – قواعد السلوك : تشير الي الطرائق التي يتبعها الأفراد في السلوك والعمل . إن هذه القواعد تعتبر بمثابة أنماط تحدد سلوك الأفراد في مختلف المواقف التي يجدون أنفسهم فيها وفي مختلف قطاعات الحياة.

وعموما يمكن تحديد العناصر الثقافية التي يشيع استخدامها بين الاجتماعيين في : التكنولوجيا ، الاقتصاد ، التنظيم الاجتماعي ، الدين ، المعتقدات ، الثقافة الرمزية كاللغة والفنون والتصوير والموسيقي والأدب الخ.... ، العادات ، التقاليد ، الأعراف .



.
.
إذا جاءك يوم يسوءك فلا تجزع فسيأتي يوم يسرك
هكذا الحياة تتقلب فيها الأيام يوم لك وآخر عليك
(وتلك الأيام نداولها بين الناس)



التعديل الأخير تم بواسطة هدى ابراهيم ; 2016- 3- 19 الساعة 04:18 PM