عرض مشاركة واحدة
قديم 2016- 3- 21   #6
هدى ابراهيم
متميزة في علم اجتماع المستوى الخامس
 
الصورة الرمزية هدى ابراهيم
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 122775
تاريخ التسجيل: Wed Sep 2012
المشاركات: 2,950
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 174654
مؤشر المستوى: 257
هدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: الأدآب
الدراسة: انتساب
التخصص: الخدمة الاجتماعية
المستوى: المستوى الثامن
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
هدى ابراهيم غير متواجد حالياً
رد: الثقافة والعولمة / د. زين العابدين مخلوف


المحاضرة السادسة

محددات التفاعل الثقافي وآلياته


الإنسان كائن اجتماعي ، وطالما هو كذلك فانه يعيش حياته في كل زمان ومكان في اتصال مباشر وغير مباشر مع أقرانه ومحيطه. والاتصال هو أبرز آليات التفاعل بين الأفراد والجماعات. والتفاعل تبادلي يمكن ملاحظته داخل الجماعة وخارجها، وهو قد يأخذ ثلاثة أشكال: من شخص لأخر أو من شخص لجماعة أو من جماعة الي جماعة.
لكن آليات التفاعل متعددة تحاكي في كثرتها تعقد الحياة الاجتماعية ، وبالتالي هي حالات لا يمكن تصنيفها بسهولة لأنها في الحياة العملية لا تعمل بمعزل بعضها عن بعض .



وقد اخترنا خمس آليات أساسية للتفاعل الثقافي والاجتماعي تتمثل فيما يلي :


1 – التبادل : لطالما اعتبرنا التبادل عملية اقتصادية بحته ، لكن علماء الاجتماع المعاصرين أوضحوا أن التبادل هو أحد أشكال التفاعل الاجتماعي . يحدث التبادل بين المجموعات سواء كانت كبيرة تحاكي بحجمها الدول الحديثة ، أم صغيرة مساوية لمجموعة الزوجين الأساسية .
إن علم الاجتماع مدين لجورج سيمل في إبراز أهمية التبادل في دراسة التفاعل الاجتماعي .
يشير سيمل الي أن التبادل هو إعطاء شكل محسوس للتفاعل الاجتماعي بحيث يصبح واقعة قابلة للقياس نوعا ما .





وتتلخص نظرة سيمل بأنه



مهما كانت العلاقات حميمة وصادقة ، فإنها تظل متميزة بمعالم التبادل بحيث يقوم سلوك أحد الطرفين علي توقع المكافأة من الطرف الأخر أو الشخص الأخر . ولا يقتصر التبادل علي انه يرسخ روابط الصداقة بين الإقران فحسب ، لكنه يوجد أيضا فوارق في المقام ، فالشخص الذي يوفر لشخص أخر أشياء أو خدمات لا يمكن تعويضها أو مبادلة قيمتها ، لا يضع نفسه في مقام أرفع فحسب ، وإنما في مركز نفوز وسلطة .



علي أية حال سواء كانت آلية التبادل مولدة للصداقة والحب أو للاستياء والكره ، فأنها احدي أهم العناصر التي تدخل في عداد التفاعل الاجتماعي . صحيح إنها أكثر وضوحا في إطار التبادل الاقتصادي والعقود القانونية ، إلا أنها علي القدر نفسه من الأهمية في إطار العلاقات الشخصية بين البشر .

2- التعاون :هو السلوك التضامني أو المشترك لتحقيق هدف ما ، فيه مصلحة مشتركة لجميع الأطراف . والتعاون قد يكون عفويا أو موجها أو طوعيا أو قسريا ، رسميا أو غير رسمي ، كبيرا وواسعا أو ضيقا وصغيرا .


وعلي الرغم من ضرورة التمييز بين التعاون والتنافس ، إلا إننا في الحياة العملية قلما نجد هذين النشاطين منفصل احدهما عن الأخر ، ذلك أن التنافس يتطلب علي الأقل حدا من التعاون السابق .وللتعاون أنماط عديدة أهمها أربعة وهي :


أ – التعاون العفوي :وهو أقدم أشكال التعاون وأكثرها تلقائية ، وهو غير محكوم أو محدد بتقليد أو عرف . فهو يقوم في الغالب بين الأصدقاء دون حساب للربح أو للحوافز وهو دائما غير مخطط ، انه ظرفي بطبيعته .
ب – التعاون الموجه : حيث يتم توجيه العمل أو السلوك باتجاه هدف مشترك . لكن التعاون هنا ليس عفويا ، ولعل التنظيم العسكري هو أقدم أشكال التعاون الموجه .
ج – التعاون التقليدي : وهو ليس عفويا علي الإطلاق ، وكذلك يصعب وصفه بالموجه ، انه جزء من المعايير والتقاليد والأعراف الاجتماعية المتوازية ، فمجتمع القبيلة نموزج جيد للتعبير عن هذا النوع .
د – التعاون التعاقدي :تعتبر بنود هذا التفاعل محددة ومشروطة بإرادة المشاركين أو محكومة بالأنظمة القانونية . وقد يكون التعاون التعاقدي موجها أو غير موجه ، لكنه لا يمكن أن يكون عفويا . انه في كل الأحوال نتيجة للتدبير والتخطيط والتفويض السابق للمسئوليات والمهمات .


3– التطابق :انه السلوك المنسجم أو المتطابق مع المعايير التوجيهية والتحريمية لأية مجموعة اجتماعية ، ومنه تنشأ مظاهر الاتفاق والوحدة التي تزود المجتمع بعناصر قوته وعادة ما يكون الإفراد شديدي التطابق مع تلك المجموعات التي يميلون الي الرجوع إليها وهي التي تسمي ” الجماعة المرجعية ” كالأسرة والعشيرة والقبيلة وجماعة الأصدقاء .إن التطابق هو أحد عمليات السلوك الاجتماعي الأكثر شمولا واستمرارا ، ذلك انه يساعد الفرد علي تكييف سلوكه وتكييف نفسه مع معايير معينة ، وذلك انعكاسا لتأثير الجماعة الاجتماعية بصورة مباشرة أو غير مباشرة .


4 – الإلزام :هو السلوك الناتج عن الإكراه والقهر في الغالب . وقد يبدو الإلزام سلوكا وحيد الجانب لا نمطا من التفاعل ، لكنه مع ذلك لا ينفصل عن الشخص أو الفريق الممارس عليه فعل الإلزام . كذلك يمكن للفرد أن يمارس الإلزام أو الإكراه علي نفسه ، فما نطلق عليه ”قوة الإرادة“ ما هو إلا شكل من أشكال الإلزام ، يكون فيها الفاعل والمفعول به شخصا واحدا بعينه .
إن للإلزام درجات متفاوتة من الشدة في العلاقة بين البشر والمجموعات ، وهي آلية عامة وشاملة ، لأنها فضلا عن وجودها المستقل نظريا ، لا تعمل بمعزل عن الأنماط الأخري (التبادل – التعاون – التطابق) .

5 – الصراع :انه السلوك الذي يحمل أفرادا أو مجموعات علي التنافس أو التناحر في ما بينهم لبلوغ هدف يسعي إليه الجميع . ويمكن للصراع أن يندلع في الإنسان نفسه وذلك حين يشتهي الإنسان شيئا لكنه يقاوم تلك الشهوة وينشأ نتيجة لذلك صراع نفسي داخلي . ومع ذلك يبقي الصراع بين الإفراد والجماعات أكثر بروزا وتأثيرا في التعامل الاجتماعي .




إن مظاهر الصراع كثيرة فقد يكون بين شخصين أو بين جماعتين أو بين دولتين ، وقد يكون الصراع بصفة مباشرة ووجه لوجه ، وقد يكون بصفة غير مباشرة حينما يسعي كل طرف لتحقيق مصلحته الخاصة وهو يعلم أن ذلك لن يتم إلا بالحيلولة دون تحقيق مصالح الطرف الأخر ، وقد ينمو الصراع في الخفاء ويتخذ مظاهر غير مشروعة كالقتل والاغتيال والدسائس والمؤامرات .
وإذا كان الصراع بين قوتين متكافئتين ، فأنه قد ينتهي الي التعاون بينهما لأن كلا منهما يسأم من استمرار فترة الصراع فتكون النتيجة تقارب وجهات النظر وإمكان الوصول الي حلول وسطي . أما إذا كان الصراع بين قوتين غير متكافئتين فان النصر يكون حليف الأقوى ولن يستطيع الأضعف الاستمرار في الصراع وغالبا ما ينتهي الصراع بسيادة الأقوى وخضوع الأضعف .



وأخيرا يمكننا القول أنه بدون التفاعل لا يكون هناك حياة اجتماعية أو ثقافية . فبمجرد وضع الأفراد في جوار مادي ينشأ عنه نوع من التفاعل البسيط ، لكنه يأخذ بالتعمق عندما يتحدث أو يعمل الأشخاص والجماعات مع بعضهم البعض في إطار هدف معين أو عندما يتنافسون أو يتشاجر مع بعضهم البعض . وقد يحدث التفاعل ويكون مباشرا وقد يكون رمزيا حين يتكون من أصوات أو إشارات أخري أو لغة سواء كانت منطوقة أو مقروءة .











.
.



الأمل لا يأتي من فراغ ولا يستحدث من العدم

هناك قيمة إيمانية عميقة وهي التوكل على الله والثقة به وإحسان الظن


.
.