وضح / وضحي أبرز مراحلالتخطيط الاجتماعي وبيّني أهمّ خطواته؟
ابرز مراحل التخطيط الاجتماعي واهم خطواته :
يتفق أغلب العاملين في مجالات التخطيط عليأن التخطيط للتنمية يمر في مجموعة من المراحل هي :
1. وضع الخطة 2. تنفيذ ا لخطه 3. متابعةالخطه 4. تقويم الخطه
وقد يبدو هذا التقسيم مفيدا من وجهة النظر التحليلية , غيرأن الواقع العملي يشير إلي تداخل هذه المراحل وتشابكها بحيث يتعذر وضع الحدود والفواصل القاطعة فيما بينها , فالمخططالاجتماعي حينما يبدأ في وضع الخطة لا يقف به الأمر عند المستوي الفكري , بل يحاولالربط بين المجال الفكري ومجال التنفيذ , محاولا تفهم الظروف التي يعمل في ظلها , ومقدراالامكانيات المتوفرة لديه , والصعاب التي يحتمل أن تواجهه , حتى يستطيعأن يضع خطة متكاملة الوظائف , متوازية الأهداف, ثم إن نجاح الخطة يستلزم متابعتها وتقويمها عند البدء في تنفيذ مشروعات التنمية لمعرفةما تحدثه من تغييرات , والوقوف علي ما يعترض سبيلها من صعوبات.
أولاً : وضع الخطة
يري (جوزيف هايمزJoseph Himes) أن وضع الخطة يمر في عدد من المراحلهي الاستقصاء (Investigation), والمناقشة (Discussion), والاتفاق –Agreement). ويري (لوبريتونLe Breton)و(هيننجHenning)أن وضع الخطة يستلزم إعداد الخطة , والموافقة عليها , ثم اتخاذ التدابير اللازمة لتنفيذها.ويري (أوسكار لانجOskarLange) أن وضع الخطة يستلزم مواجهة مشكلتين : إحداهما مشكلة الاختيار (Choice Problem) والأخرى مشكلة التدبير –Implementation Problem) . ويقصد بمشكلة الاختيار تحديد أهدافالخطة سواء أكانت أهدافا أولية أو مشتقة , أم مشكلة التدبير فيقصد بها دراسة واختياركافة التدابير والإجراءات اللازم توفرها لتحقيق تلك الأهداف.
ومع اختلاف المسميات التي يطلقها المفكرون الاجتماعيون عليالخطوات التي تمر بها مرحلة وضع الخطة , فإن الاختلاف علي جوهر هذه العمليات ليس كبيرا ومن الممكن تحديدهذه الخطوات فيما يلي:
أ-جمع البيانات الأساسية : لابدلأجهزة التخطيط من أن يتوافر لديها قدر كاف من البيانات عن ظروف المجتمع وأوضاعه الاجتماعيةوالاقتصادية والسياسية حتى تستطيع أن تقترح الأهداف الأولية للخطة بصورة واقعية تجعلهاقابلة للتنفيذ. ويمكن الحصول علي البيانات الأساسية بالرجوع إلي السجلات الإحصائية, أو بإجراء دراسات وبحوث اجتماعية تفيد في التوصل إلي المعلومات والحقائق التي لايمكن معرفتها أو التوصل إليها بالرجوع إلي السجلات.
ب- تحديد أهداف الخطة : بعد أن تنتهي أجهزة التخطيط من تجميع البيانات والحقائق المطلوبة, فإنها تقوم باقتراح أهداف الخطة. وليس من المتصور إطلاقا أن تنفصل أهداف الخطة الاجتماعيةعن أهداف الخطة الاقتصادية. فالتنمية الاقتصادية –كما سبقت الإشارة إلي ذلك - تجعلالتنمية الاجتماعية هدفا من أهدافها حيث إنها تستهدف في المدي البعيد رفاهية الإنسان, ورفع مستوي معيشته. كما أن التنمية الاجتماعية – رغم أنها غاية في ذاتها – تؤدي إليجانب وظيفتها الأساسية وظيفة أخري اجتماعية حيث إنها تستهدف في المدي البعيد إلي تحقيقأقصي استثمار ممكن للطاقات والإمكانات البشرية الموجودة في المجتمع. ولذا ينبغي عندتحديد أهداف الخطة مراعاة مبدأ التكامل والتوازن بين الأهداف الاقتصادية والاجتماعية.
ج - تصميم الإطار المبدئي للخطة : من الممكن أن يتم وضع الخطة مبتدئا من القمة فهابطا إلي المستوياتالمحلية أو مبتدئا من القاعدة فصاعدا إلي أجهزة التخطيط. وفي الحالة الأولي توضع برامجومشروعات التنمية الاجتماعية في المستوي المركزي , ثم توزع إلي خطط إقليمية لتقرهاتلك المستويات , وفي الحالة الثانية تسير عملية التخطيط في سلسلة من الحلقات تبدأ منالقرية أو الحي حيث تقوم المجالس المحلية بدراسة الاحتياجات علي المستوي المحلي بالنسبةلجميع الخدمات , وصياغة هذه الاحتياجات فيشكل برامج ومشروعات مع تحديد أهدافها , ووضع الأولويات وتقدير التكاليف , ثم إرسالهذه المقترحات إلي وزارات الخدمات كل حسب اختصاصها , ثم تقوم كل وزارة بدراسة المقترحاتالخاصة بها وتعمل علي ترتيب المشروعات حسب أهميتها في كشف أولويات.
د - تصميم الإطار النهائي للخطة : بعد أن تنتهي اللجان الفنية بالهيئة المركزية للتخطيط مندراسة ما تجمع لديها من ردود واقتراحات , تتولي كل لجنة إعداد تقرير تفصيلي عن آرائهافيما تقترحه الوزارات المختلفة من إقامة مشروعات جديدة , أو التوسع في المشروعاتالقائمة ا وغالبا ما يتضح للمسئولين في لجان التخطيط أن الاستثمارات اللازمة لإقامةالمشروعات المقترحة من الوزارات والهيئات المختلفة تزيد بكثير عن إمكانيات التمويل.ولذا ينبغي دراسة المشروعات بدقة , والمفاضلة بينها وترتيبها في سلم الأولوية , وذلكعن طريق حساب الكفاية الإنتاجية لكل مشروع. وتقاس الكفاية الإنتاجية لأي مشروع بتقديرالنسبة بين التكاليف أو المدخلات (Inputs) إلي العائد أو المخرجات (Outputs).
ثانيا : تنفيذ الخطة :
يتوقف نجاح تنفيذ أي خطة علي وضوح أهدافها , وارتباطها بالحاجاتالفعلية للأهالي ومراعاتها للإمكانيات المادية والبشرية المتوفرة.ويحتاج تنفيذ الخطةإلي دراسة إجراءات التنفيذ , وتحديد أولوياتها , وفقا للشكل المحدد في إطار الخطة ,وبالتكلفة المخصصة , وفي حدود المدي الزمني المقرر. ولضمان تقسيم العمل , وتوزيع الاختصاصاتينبغي تحديد المشروعات التي تقوم بتنفيذها الأجهزة المركزية وحدها , والمشروعات التيتنفذها الأجهزة التنفيذية المحلية , والمشروعات التي تشترك في تنفيذها الأجهزة التنفيذيةفي المستويين القومي والمحلي.
ثالثا : المتابعة (Follow up) :
يقتضي نجاح خطط التنمية التعرف علي سير العمل واتجاهاته ومعدلاتأدائه , وضمان تنفيذ المشروعات وفقا للزمن المحدد , والتكلفة الموضوعة , والكشف عنمواطن الضعف وجوانب القصور في تنفيذ المشروعات , ولذا ينبغي متابعة سير الإجراءات التنفيذيةمنذ المراحل الأولي لتنفيذ الخطة.
أسس المتابعة
• أهداف المتابعة • أنواعالمتابعة • فترات المتابعة
رابعا : التقويم (Evaluation) :
مفهوم التقويم أهداف التقويم مستويات التقويم أجهزة التقويمصعوبات التقويم
مفهوم التقويم : يعرف التقويم بأنه (أداة أو منهج علمي يستهدف الكشف عن حقيقةالتأثير الكلي أو الجزئي لبرنامج من برامج التنمية الاجتماعية أو الاقتصادية في النطاقينالقومي والمحلي علي السواء , ووسيلته إلي تحقيق هذا الهدف هي الكشف عن حقيقة التغيرالاجتماعي الثقافي (المادي والمعنوي) كما يعرف بأنه ( دراسة علمية للمشروعات والمفاضلةبينها من وجهات نظر متعددة لاختيار أنسبها بالنسبة لما تحققه من أهداف الخطة المرسومةللدولة. فإذا قلنا إننا نقوم مشروعا من مشروعات الخطة تم تنفيذه , فإن ذلك يعني مقارنةالنتائج التي تحققت من هذا المشروع بما كان مستهدفا له. وهذه النتائج هي في الواقعمحصلة للجهود التي قام بها القائمون علي تنفيذ المشروع وإدارته.
ولذا فإن كثيرا من الدول تعمل في الوقت الحاضر علي الجمعبين أجهزة التخطيط والتنفيذ في تقويم المشروعات حيث إن ذلك من شأنه أن يشيع مناخا ديمقراطيا يتسم بالمشاركة في تحديد الأهداف, وفي وضع الخطط , وفي تنفيذ الإجراءات , ومتابعة وتقويم المشروعات. وقد أخذت حكومةالهند بهذا الأسلوب بالإضافة إلي أنها تستعين بخبراء خارجيين من غير القائمين بتنفيذخطة التنمية وضمانا لصدق التقويم وموضوعيته. ولتقويم مشروعات التنمية الاجتماعية يمكناتباع مجموعة من الخطوات نذكرها فيما يلي:
اهم خطواته :
1.تحديد أهداف المشروع أو البرنامج 2. تحديد أهداف التقويم
3. تحديد محكا ت التقويم 4. تحديد المناهجالمستخدمة
5. اختيار الأدوات المناسبة 6. جمع البيانات
7. استخلاص النتائج
1. تحديد أهدافالمشروع أو البرنامج :لكلمشروع أو برنامج أهداف محددة يسعى إلي تحقيقها. ومن الضروري أن يلتزم القائمون بالتقويمبما تحدد للمشروع من أهداف وغايات. وتعتبر هذه الخطوة من أهم خطوات التقويم حيثإنها تؤثر في جميع الخطوات التي تليها , فهي التي تحدد للقائمين بالتقويم نوعالبيانات المطلوبة , وطبيعة المناهجوالأدوات اللازمة لجمع تلك البيانات , وكذلك نوع النتائج والتفسيرات التي يرتجيالوصول إليها.
2. تحديد أهداف التقويم :بعد تحديد أهداف المشروع ينبغي تحديد أهداف التقويم : هل يكون تقويما شاملاأم يقتصر علي نقط معينة , ويتوقف ذلك علي إمكانيات الباحث المادية والعلمية. ومنالمهم أيضا أن يحدد الباحث المراحل الزمنية للتقويم , وغالبا ما يستعين الباحثبالمسح القبلي والبعد ي في جمع البيانات المطلوبة. فعن طريق المسح القبلي يمكنتسجيل مختلف جوانب الموقف الاجتماعي قبل البدء في تنفيذ المشروع , وعن طريق المسحالبعد ي يمكن تحديد نوع التغير الذي يمكن أن يكون قد حدث نتيجة لتنفيذ المشروع ,ومعرفة مقدار ذلك التغير.
3. تحديد محكا ت التقويم :في شتي عملياتالتقويم يتم قياس متغيرات متعددة معنوية ومادية , وللقياس أبعاد , ولكل هذهالأبعاد أدوات للقياس. وفي الوقت الذي يسهل فيه قياس المتغيرات الماديةالملموسة...نجد أن من الصعب قياس المتغيرات المعنوية حيث إنها تعبر عن أشياء مجردةليس لها وجود مادي ملموس. ولذا فإن من الضروري تحديد المحكات التي تستخدم فيالتقويم والاستعانة بالتعريفات الإجرائية في تحديد المفاهيم والمتغيرات الاجتماعيةحتى يمكن إخضاعها للقياس الموضوعي بقدر الإمكان.
4. تحديد المناهج المستخدمة :يستخدم القائمون بالتقويم مجموعة من المناهج من بينهاالمسح الاجتماعي ودراسة الحالة والمنهج التجريبي. ويفيد المسح الاجتماعي في جمعالبيانات عن المجتمع قبل وأثناء وبعد تنفيذ البرامج والمشروعات. أما البياناتالأولي فتجمع في المسح القبلي , بينما تجمع الثانية والثالثة في المسح الدوريوالبعد ي. وقد يكون المسح عاما يعالج عدة أوجه من الحياة الاجتماعية كالجوانبالتعليمية والصحية والدينية والترويحية , أو خاصا بناحية واحدة كمشروعات التعليمأو الصحة أو الإسكان أو الترويح.
5. اختيار الأدوات المناسبة : نظرا لتنوع موضوعات التقويم فإن أدواته تتنوع تبعا لذلك.ويتوقف اختيار الباحث للأداة أو الأدوات اللازمة لجمع البيانات علي عوامل كثيرةفبعض أدوات البحث تصلح في بعض المواقف عنها في غيرها....
6. جمع البيانات : بعد تحديدالمنهج الذي يتبع في عملية التقويم , والأداةأو الأدوات التي تجمع بواسطتها البيانات , ينبغي أن يقوم القائم بالتقويم بجمعالبيانات المطلوبة , ثم يراجعها أولا بأول, وبعد ذلك يشرع في تفريغها وتصنيفها وجدولتها تمهيدا لتحليلها واستخلاص النتائجمنها.
7. استخلاص النتائج : بعد جدولة البيانات ينبغي تحليلها إحصائيا لإعطاء صورةوصفية دقيقة للبيانات التي أمكن الحصول عليها , ولتحديد الدرجة التي يمكن أن تعمم بهاالنتائج.
وبعد الانتهاء من التحليل الإحصائي ينبغي أن يفسر القائمبالتقويم النتائج التي حصل عليها حتى يستطيع أن يكشف عن العلاقة بين المتغيرات المختلفة.