رد: علم اجتماع التنظيم والتخطيط
-
| المحاضرة الثامنة | ،
المداخل النظرية في دراسة التنظيم
عرف ( بوج ) نظرية التنظيم بأنها :
- عبارة عن دراسة بناء ووظائف التنظيمات ، وكيفية أدائها لعملها ، بالإضافة إلي دراسة سلوك الجماعات والأفراد داخل التنظيمات .
- أن لنظرية التنظيم مجالاً واسعاً نظراً لتعدد الموضوعات والمشكلات التي تحاول دراستها ، مما أدى إلي صعوبة وجود نظرية شاملة للتنظيم
- نظراً لعدم وجود نظرية موحدة شاملة لدراسة التنظيم ، فقد تعددت المداخل النظرية في دراسة التنظيمات ، وخاصة أن التنظيم يعتبر موضوعاً للدراسة في كثير من العلوم مثل علم الاجتماع ، وعلم النفس ، والإدارة ، والسياسة ، والاقتصاد .
- حاول الباحثون في مختلف هذه العلوم دراسة التنظيمات في ضوء مفاهيمهم وتصوراتهم ،
- مما أدى إلي ظهور عدة مداخل نظرية في دراسة التنظيم ، تعكس وجهة نظر العلوم المختلفة وتعبر عن اهتمامها
أ - نظرية الإدارة العلمية :
- في أوائل القرن العشرين ، نشر المهندس الأمريكي ( فريدريك تايلور ) العرض المنظم الأول لما اطلق عليه حركة الإدارة العلمية ،
- والتي أصبحت نظرية في سلوك العمل تستند إلي المؤلفات التي كتبها تايلور
تذهب نظرية الإدارة العلمية إلي :
- أن التنظيمات عبارة عن أنساق رشيدة ، ذات أهداف محددة ،
- وتفترض أن العلم يستطيع أن يحدد دائما أسرع وأفضل الطرق لإنجاز العمل وتحقيق أعلى
درجة من الكفاءة التنظيمية .
- كما تفترض هذه النظرية أن التنظيمات تؤدى أعمالها بدون أية مشكلات كانساق مغلقة إلي
حد ما
- وتقدم نظرية الإدارة العلمية ثلاثة مبادئ أساسية تمثل بعض الإجراءات المحددة التي يجب أن تتبعها الإدارة لتحقيق الكفاءة التنظيمية وهى :
أولا : ضرورة التوصل إلي أعلى درجة من تقسيم العمل ، ويمكن استخدام دراسات الحركة والزمن بهدف التوصل إلي الطريقة المثلى والوحيدة لأداء العمل ، وهى الطريقة التي تسمح بتحقيق أعلى متوسط إنتاج يومي
ثانيا : التأكد من سلامة أداء العمل على نحو مناسب عن طريق الإشراف الدقيق على العمال ، مع استخدام أنواع مختلفة من الإشراف للتأكد من صلاحية وسائل العمل ، وسرعة العمل ونوعيته ، وطريقة الأداء . مع وجود إدارة للتخطيط لضبط عملية الإشراف
ثالثا : وضع نظام للحوافز على أساس الأجر بالقطعة ، فكلما زاد عدد الوحدات التي ينتجهـا العامل ، ارتفع أجره . إذ أن الأجر هو الحافز الرئيسي الذى يحفز الإنسان على العمل
يطلق على نظرية الإدارة العلمية ، نموذج التنظيم الآلي ( الميكانيكي ) :
نظرا لأنها اعتبرت العاملين في التنظيم بمثابة آلات
ونظرت إلي العمال على اعتبار أنهم :
- وحدات تتحرك آليا ،
- تجاهلت العنصر البشرى ،
- الأمر الذى جعلها تواجه مقاومة شديدة من كل من العمال وأعضاء النقابات والإداريين وذلك بسبب تحكمها الزائد في الجوانب الشخصية للعمل
ب- النموذج المثالي للتنظيم البيروقراطي :
- وضع عالم الاجتماع الألماني ( ماكس فيبر ) ما يسمى بالنموذج المثالي للتنظيم البيروقراطي ، وهو عبارة عن :
بناء عقلي يتم تكوينه على أساس ملاحظة عدة سمات أو خصائص معينة في الواقع
- يرى ( ماكس فيبر ) :
- أن النموذج المثالي للتنظيم البيروقراطي يتسم بمجموعة من الخصائص ،
- تزيد من فرص اتخـاذ القـرارات الرشيدة داخل التنظيم ،
- وتؤدى إلي الكفاءة التنظيمية ، التي تعد هي الهدف الأسمى للتنظيم البيروقراطي
- يؤكد ( ماكس فيبر )
- أن النموذج المثالي للتنظيم البيروقراطي يعد من أفضل نماذج التنظيمات التي تحقق الكفاءة التنظيمية ،
- عن طريق استبعاد العلاقات الشخصية والعاطفية لأعضاء التنظيم ،
- وتعريف هؤلاء الأعضاء بالمواقف المختلفة داخل التنظيم ، وبالرسميات والقواعد المتعلقة بتقسيم العمل ، والتباين في السلطة
ج- مدخل العلاقات الإنسانية :
- ظهرت مدرسة العلاقات الإنسانية في الـولايات المتحدة الأمريكية
- قبل الحرب العالمية الثانية ،
- ثم انتشر تأثيرها إلي بريطانيا لفترة قصيرة فيما بعد الحرب .
- ولقد استمدت أفكار هذه المدرسة سندها من تجارب أو دراسات هاوثورن
- التي أجريت في شيكاغو في منتصف العشرينيات وحتى أوائل الأربعينات
تسعى حركة العلاقات الإنسانية إلي :
- فهم الأسباب المتعلقة بعدم الرضا لدي العمال عن العمل ، والنضال النقابي ، والصراع
الصناعي .
وقد اشتهر انصار العلاقات الإنسانية بالرغبـة في التقليل من أهمية دور الدوافع الاقتصادية داخل مكان العمل ، والتأكيد في مقابل ذلك على منطق المشاعر الذى يحكم سلوك العمال .
قد بدأت دراسات هاوثورن والتي أشرف عليها التون مايو وزملاؤه من الباحثين من أجل :
- استكشاف العلاقة بين ظروف العمل الفيزيقية وبين الإنتاجية ،
ثم اتسعت هذه الدراسات بحيث :
- أصبحت تتناول جماعات العمل من حيث البناء ،والروح المعنوية، والقيم ، والاتجاهات ، والمعايير ، والدافعية .
وقد كشفت هذه الدراسات عن أهمية البناء غير الرسمي للتنظيم ، وعن أثر جماعات
العمل غير الرسمية في التأثير على سلوك العمال واتجاهاتهم وإنتاجهم
يمكن عرض أهم النتائج التي كشفت عنها دراسات التون مايو فيما يلى :
1- أن العمل نشاط جمعي
2- تتمركز حياة الراشد الاجتماعية حول نشاط العمل وتتشكل وفقا له .
3- أن الحاجة إلي التقدير والأمن ، والشعور بالانتماء لهما أهمية كبيرة في تحديد الروح المعنوية للعمال وإنتاجيتهم من الظروف الفيزيقية التي يعملون في ظلها
4- أن الشكوى لا تكون بالضرورة تقريراً موضوعيا للحقائق ، فهي في الغالب عرض يفصح عن اضطراب في مكانة الفرد .
5- أن العامل شخص تتحكم في اتجاهاته ومدى فاعليته المطالب الاجتماعية التي تأتى من داخل مكان العمل أو خارجه .
6- تمارس الجماعات غير الرسمية داخل مكان العمل ، ضبطاً اجتماعيا قوياً على عادات العمل ، واتجاهات العامل
نجد أن نتائج دراسات ( التون مايو ) :
- قد شكلت جوهر نظرية العلاقـات الإنسانيـة ،
- وهى على عكس جميع الافتراضات التى قدمتها نظرية الإدارة العلمية ،
- وتؤكد على أن الكفاية التنظيمية وارتفاع مستوى الإنتاجية يعتمد على القـوى الاجتماعية ، وخاصة العلاقات غير الرسمية بين العاملين .
- وترى نظرية العلاقات الإنسانية أن زيادة الإنتاجية لا تعتمد على التنظيم الرسمي ، وإنما تعتمد على التنظيم غير الرسمي الذى يتشكل عن طريق الجماعات غير الرسمية والعلاقات بين أعضائها
|