عرض مشاركة واحدة
قديم 2016- 3- 27   #2055
عازف الكلمه
متميز بقسم الخيمة الرمضانية
 
الصورة الرمزية عازف الكلمه
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 112920
تاريخ التسجيل: Thu Jul 2012
المشاركات: 10,136
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 870429
مؤشر المستوى: 1025
عازف الكلمه has a reputation beyond reputeعازف الكلمه has a reputation beyond reputeعازف الكلمه has a reputation beyond reputeعازف الكلمه has a reputation beyond reputeعازف الكلمه has a reputation beyond reputeعازف الكلمه has a reputation beyond reputeعازف الكلمه has a reputation beyond reputeعازف الكلمه has a reputation beyond reputeعازف الكلمه has a reputation beyond reputeعازف الكلمه has a reputation beyond reputeعازف الكلمه has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: الحياة
الدراسة: انتظام
التخصص: فلسفه
المستوى: دكتوراه
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
عازف الكلمه غير متواجد حالياً
رد: هل قرأت هذآ الكتاب ..؟! _( الختمة الثانية )

9- سورة التوبة

1- سورة التوبة هي السورة التاسعة في ترتيب المصحف.
2- وعدد آياتها مائة وتسعة وعشرون آية عند الكوفيين. ومائة وثلاثون آية عند جمهور العلماء.
3- أسماؤها:
عرفت هذه السورة منذ العهد النبوي بجملة من الأسماء منها:
(ا) التوبة: وسميت بهذا الاسم لتكرار الحديث فيها عن التوبة والتائبين ومن ذلك قوله- تعالى-: فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ... .
وقوله- تعالى-: فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ .
وقوله- تعالى-: ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ .
وقوله- تعالى-: وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ .. .
وقوله- تعالى-: وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ... .
إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي تكررت في هذه السورة عن التوبة والتائبين.
(ب) براءة: وسميت بذلك لافتتاحها بقوله- سبحانه-: بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ....
وهذان الاسمان- التوبة وبراءة- هما أشهر أسماء هذه السورة الكريمة.
(ج) الفاضحة: وسميت بهذا الاسم لحديثها المستفيض عن المنافقين وصفاتهم وأحوالهم.. وفضيحتهم على رءوس الأشهاد.
أخرج البخاري عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة التوبة قال: التوبة هي الفاضحة.
ما زالت تنزل: ومنهم ومنهم، حتى ظنوا أنها لن تبقى أحدا منهم إلا ذكر فيها .
(د) المنقرة: وسميت بذلك، لأنها نقرت عما في قلوب المنافقين والمشركين فكشفت عنه، وأظهرته للناس.
(هـ) المثيرة: وسميت بهذا الاسم، لأنها أثارت مثالبهم وعوراتهم. أى: أخرجتها من الخفاء إلى الظهور.
(و) المبعثرة: لأنها بعثرت أسرارهم. أى بينتها وعرفتها للمؤمنين.
(ز) المدمرة: أى المهلكة لهم.
إلى غير ذلك من الأسماء التي اشتهرت بها هذه السورة الكريمة .
هذا، وليس في سور القرآن الكريم أكثر أسماء منها ومن سورة الفاتحة.

4- زمان ومكان نزولها:
قال ابن كثير: هذه السورة الكريمة من أواخر ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال البخاري ... » .
وقال صاحب المنار: هي مدنية بالاتفاق. وقيل: إلا قوله- تعالى- ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى ... الآية

يتبين أن السورة بجملتها نزلت في العام التاسع من الهجرة. ولكنها لم تنزل دفعة واحدة.
إلا أنه يمكن الترجيح بأنها نزلت في ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى منها: كانت قبل غزوة تبوك في شهر رجب من هذا العام.
والمرحلة الثانية: كانت في أثناء الاستعداد لهذه الغزوة ثم في ثناياها.
والمرحلة الثالثة: كانت بعد العودة منها.
أما مقدمات السورة من أولها إلى نهاية الآية الثامنة والعشرين منها، فقد نزلت متأخرة في نهاية السنة التاسعة قبيل موسم الحج من ذي القعدة أو في ذي الحجة.

5-لماذا لم تذكر البسملة في أول سورة التوبة؟.
للإجابة على هذا السؤال ذكر العلماء أقوالا متعددة لخصها القرطبي تلخيصا حسنا فقال:

واختلف العلماء في سبب سقوط البسملة من أول هذه السورة على أقوال خمسة:

الأول: - أنه قيل كان من شأن العرب في زمانها في الجاهلية، إذا كان بينهم وبين قوم عهد وأرادوا نقضه،
كتبوا إليهم كتابا ولم يكتبوا فيه بسملة فلما نزلت سورة براءة بنقض العهد الذي كان بين النبي صلى الله عليه وسلم والمشركين،
بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم على بن أبى طالب فقرأها عليهم في الموسم،
ولم يبسمل في ذلك على ما جرت به عادتهم في نقض العهود من ترك البسملة.

وقول ثان: - روى النسائي قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا محمد بن المثنى عن يحيى بن سعيد قال:
حدثنا عوف، قال: حدثنا يزيد الرقاشي- وفي صحيح الترمذي يزيد الفارسي- قال: قال لنا ابن عباس: قلت لعثمان:
ما حملكم على أن عمدتم إلى «الأنفال» وهي من المثاني، وإلى «براءة» وهي من المئين فقرنتم بينهما،
ولم تكتبوا سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال فما حملكم على ذلك؟
قال عثمان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده فيقول:
«ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا» وكانت «الأنفال» من أوائل ما أنزل- أى بعد الهجرة،
و «براءة» من آخر القرآن نزولا، وكانت قصتها شبيهة بقصتها.
وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها فظننت أنها منها،
فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم.

وقول ثالث: روى عن عثمان أيضا. وقال مالك فيما رواه ابن وهب وابن القاسم وابن عبد الحكم:
إنه لما سقط أولها سقط بسم الله الرحمن الرّحيم معه.
وروى ذلك عن ابن عجلان أنه بلغه أن سورة «براءة» كانت تعدل البقرة أو قربها فذهب منها: فلذلك لم يكتب بسم الله الرحمن الرحيم.
وقال سعيد بن جبير: كانت مثل سورة البقرة.

وقول رابع: - قاله خارجة وأبو عصمة وغيرهما. قالوا: لما كتبوا المصحف في خلافة عثمان
اختلف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: براءة والأنفال سورة واحدة،
وقال بعضهم: هما سورتان، فتركت بينهما فرجة لقول من قال إنهما سورتان وتركت بسم الله الرحمن الرحيم
لقول من قال هما سورة واحدة، فرضي الفريقان معا، وثبت حجتاهما في المصحف.

وقول خامس: قال عبد الله بن عباس: سألت على بن أبى طالب لماذا لم يكتب في براءة بسم الله الرّحمن الرحيم؟
قال: لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان، وبراءة نزلت بالسيف ليس فيها أمان.
- وكذا قال المبرد: إن التسمية افتتاح للخير، وأول هذه السورة وعيد ونقض عهود، فلذلك لم تفتتح بالتسمية.
ثم قال القرطبي والصحيح أن التسمية لم تكتب، لأن جبريل- عليه السلام- ما نزل بها في هذه السورة..» .
هذا، وقول القرطبي: والصحيح أن التسمية لم تكتب ... إلخ،
هو القول الذي نعتمده، وتطمئن إليه قلوبنا، وقد رجحه المحققون من العلماء.
فقد قال الفخر الرازي- وقد ذكر ستة أوجه في سبب إسقاط التسمية من أولها-:
الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم أمر بوضع هذه السورة بعد سورة الأنفال وحيا،
وأنه حذف بسم الله الرحمن الرحيم من أول هذه السورة وحيا .
وقال الجلال: ولم تكتب فيها البسملة لأنه صلى الله عليه وسلم لم يأمر بذلك، كما يؤكد من حديث رواه الحاكم.
أى أنه- كما يقول الجمل- لا مدخل لرأى أحد في الإثبات والترك،
وإنما المتبع في ذلك هو الوحى والتوقيف وحيث لم يبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك تعين ترك التسمية،
لأن عدم البيان من الشارع في موضع البيان بيان للعدم» .

وقال بعض العلماء: ولم تكتب في أولها البسملة لعدم أمره صلى الله عليه وسلم بكتابتها،
إذ لم ينزل بها جبريل- عليه السلام- والأصل في ذلك التوقيف» .
والخلاصة أن القول بأنهما سورة واحدة، قول لا وزن له، ولا يعول عليه للأسباب التي ذكرناها آنفا.

6- مناسبتها لسورة الأنفال:
قال الآلوسى: ووجه مناسبتها للأنفال أن في الأولى قسمة الغنائم وجعل خمسها لخمسة أصناف على ما علمت.
وفي الأولى- أيضا- ذكر العهود وهنا نبذها. وأنه- سبحانه- أمر في الأولى بالإعداد فقال:
وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ونعى هنا على المنافقين عدم الإعداد بقوله:
وَلَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً.
وأنه- سبحانه- ختم الأولى بإيجاب أن يوالى المؤمنون بعضهم بعضا وأن يكونوا منقطعين عن الكفار بالكلية،
وصرح- جل شأنه- في هذه بهذا المعنى فقال: بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ...
إلى غير ذلك من وجوه المناسبة .
وقال صاحب المنار: وأما التناسب بينها وبين ما قبلها فإنه أظهر من التناسب بين سائر السور بعضها مع بعض،
فهي- أى التوبة- كالمتممة لسورة الأنفال في معظم ما فيهما من أصول الدين وفروعه والسنن الإلهية والتشريع وأحكام المعاهدات..
فما بدئ به في الأولى أتم في الثانية، مثال ذلك.
1- أن العهود ذكرت في سورة الأنفال، وافتتحت سورة التوبة بتفصيل الكلام فيها، ولا سيما نبذها الذي قيد في الأولى بخوف خيانة الأعداء.
2- تفصيل الكلام في قتال المشركين وأهل الكتاب في كل منهما.
3- ذكر في الأولى صد المشركين عن المسجد الحرام وأنهم ليسوا بأوليائه، وجاء في الثانية ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ....
4- ذكر في أول الأولى صفات المؤمنين الكاملين، وذكر بعد ذلك بعض صفات الكافرين،
ثم ذكر في آخرها حكم الولاية بين كل من الفريقين. وجاء في الثانية مثل هذا في مواضع أيضا .
والحق أن الذي يقرأ السورتين بتأمل وتدبر
يراهما تعطيانه ما يشبه أن يكون صورة تاريخية مجملة لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم وجهاده إلى أن أتم الله له نعمة النصر.
فمثلا عند ما نقرأ سورة الأنفال نراها تتحدث عن حالة المسلمين قبل الهجرة كما في قوله- تعالى-
وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ ... الآية 26.
كما تتحدث عن المكر السيئ الذي صدر عن المشركين والذي كان من أسباب الهجرة،
كما في قوله- تعالى- وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ الآية 30.
ثم نراها تفيض في الحديث عن غزوة بدر، وتشير إلى ما ظهر من المنافقين فيها
إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ. الآية 49.
وإلى ما حدث من اليهود من نقض للعهود وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ الآية 58.
أما سورة التوبة فنراها تذكر المسلمين بالنصر الذي منحه الله لهم في مواطن كثيرة قال- تعالى-
لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ ... «الآية 25» كما تصف بالتفصيل مواقف المنافقين في غزوة تبوك وغيرها.
ولعل قيام السورتين الكريمتين بإعطاء القارئ ما يشبه أن يكون صورة تاريخية مجملة للدعوة الإسلامية
هو الحكمة في وضعهما مقترنتين وفي تسميتهما بالقرينتين.
قال القرطبي: كانتا تدعيان القرينتين فوجب أن تجمعا وتضم إحداهما إلى الأخرى للوصف الذي لزمهما من الاقتران ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى

التعديل الأخير تم بواسطة عازف الكلمه ; 2016- 3- 27 الساعة 10:42 PM
  رد مع اقتباس