2016- 4- 6
|
#1036
|
مُتميزة - بمدونات الأعضاء
|
رد: Abrar

“يأسرني لطفك و رحمتك ..
و يذيبني خجلاً و حباً عندما أشهد يقظة حالٍ بعد غفلة ،
و شهود قلب بعد أن أسره شهود العقل وحده ..
فشتان بين الإيمان العقلي والإيمان القلبي -إن صح التعبير - .
بين أن تعرف الله معرفة عقلية و بين أن يشهده قلبك ، شتان ما بينهما ..
بداية رحلة الحياة الإيمانية تبدأ في العقل ، فإذا لم تنتقل للقلب ظلت إسلاماً لا حلاوة فيها ..
صعبٌ و متكلّف ، تكاليف دون التمتع بحلاوة الإيمان .
ولن يدرك المرء الفرق حتى يذوق ، فإن ذاق عرف الوهدة التي كان فيها ،
و البون الشاسع الذي كان يفصله عن قلبه وربه !!
غريبٌ ذاك الحال ... يصعب وصفه مع أنه حياة بعد موت ! و يقظة بعد سبات ! وإبصار بعد عمى!
لقد رصدته في نفسي و في الآخرين فوجدته عطاء من الله و فضلاً محضاً لا يوازي الجهد المبذول
ولا الصدق المطلوب لمن يطلب خالق الكون ، لكن العبد لن يبلغه حتى يصدق و يبذل ،
فإن أجتهد في صدقه قابلته يد العناية الربانية بالبذل بعد الفقد ، و بالمنح بعد الأخذ ..
فشعر بحقيقة عبوديته و حجمه الحقيقي و عظم الله و قدره ،
فينجذب قلبه لذاك العطاء و ينخلع فؤاده أمام الرحمة الوافدة إليه ،
فيتعافى القلب من غروره و رؤية نفسه الظالمة ،
ليبدأ عهداً جديداً برؤية مختلفة، عهد الإيمان، فيه نورٌ من الله وفضل يؤتيه من يشاء
و يترقى في درجاتها وفق إستمراره في تزكية نفسه و تحري الإخلاص لوجهه سبحانه ،
و كلما عظم قدر الله في نفسه كان أهلاً للترقي
والمشاهدة الحقة لأحداث الحياة ومراحل الإيمان وسرّ الحياة ..
لا سبيل للترقي في مراحل المشاهدة الإيمانية دون ذاك الصدق والإخلاص ،
فلا تغرّك الدنيا و تلتف عليك نفسك ، فتطلب الدنيا والعلو فيها
ولو كانت على أنقاض صدقك معه ، ثم تبكي و تطلب الآخرة!
(يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك)!!!!”
|
|
|
|