عرض مشاركة واحدة
قديم 2016- 4- 11   #13
هدى ابراهيم
متميزة في علم اجتماع المستوى الخامس
 
الصورة الرمزية هدى ابراهيم
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 122775
تاريخ التسجيل: Wed Sep 2012
المشاركات: 2,950
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 174654
مؤشر المستوى: 256
هدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: الأدآب
الدراسة: انتساب
التخصص: الخدمة الاجتماعية
المستوى: المستوى الثامن
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
هدى ابراهيم غير متواجد حالياً
رد: الثقافة والعولمة / د. زين العابدين مخلوف


المحاضرةالثانية عشر


العوامل المساهمة في العولمة وأسباب تزايدها

أسهم التقدم التقتي ونمو البنية التحتية للاتصالات في العالم في توسع نطاق التواصل العالمي وشهد نصف القرن الماضي تحولا عميقا في كثافة تدفق الاتصالات ومجالاتها المختلفة .
لقد تركت نظم الاتصال أثارا مذهلة في طبيعتها وأهميتها وتداعياتها . ففي الدول التي وصلت فيها البنية التحتية للاتصالات مرحلة متقدمة ، تستعمل المنازل والمكاتب شبكة متعددة الوصلات مع العالم الخارجي بما فيها الهواتف الأرضية والمحمولة وأجهزة الفاكس وأجهزة التلفاز الرقمية والعادية والبريد الالكتروني والانترنت . وبرزت شبكة الانترنت باعتبارها أسرع ما تم اختراعه حتي الآن من وسائل اتصال .
إن أشكال التقانة الحديثة هذه قد يسرت ضغط واختزال الزمان والمكان بحيث أصبح بمقدور شخصين علي سبيل المثال في طوكيو ولندن أن يتحادثا ويتبادلا الوثائق والمعلومات في لحظة واحدة باستخدام تطبيقات مختلفة من تقانة المعلومات . كما أدي انتشار استخدام الانترنت والهواتف المحمولة الي تسارع عملية العولمة وتعميقها .

دفع التكامل الاقتصادي العالمي بعملية العولمة قدما الي الأمام. وخلافا للمراحل السابقة لم يعد الاقتصاد العالمي يعتمد بصورة أساسية علي الزراعة أو الصناعة ، وأخذ بدلا من ذلك يعتمد بصورة جوهرية علي ما يسمي بالنشاط ” الخفيف“ أو غير الملموس . والمادة الأساسية لهذا النشاط الذي لا وزن له هي المعلومات ، كما هي الحالة في منتجات برمجيات الحاسوب ووسائل الإعلام والترفيه والخدمات التي تعتمد علي شبكات الانترنت .
تعبر صيرورة الاقتصاد العالمي عن التغيرات التي حدثت في عصر المعلوماتية . فأكثر جوانب الاقتصاد اليوم تعمل من خلال شبكات ممتدة تتجاوز حدود الدول والجنسيات ولا تتوقف عندها . وقد أعادت المؤسسات الاقتصادية والشركات هيكلة نفسها للمحافظة علي قدرتها التنافسية في ظروف العولمة الراهنة ، فأصبحت أكثر مرونة .


أسباب تزايد العولمة

- التغيرات السياسية
يقوم عدد من المؤثرات بدور فاعل بدفع عجلة العولمة في عالمنا المعاصر . ومن الأكثر العوامل تأثيرا في هذا المجال انهيار ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي الذي رافقته سلسلة من الثورات في أوربا الشرقية . ومنذ ذلك الحين بدأت كيانات أخري في الكتلة السوفيتية السابقة بالتحول الي الأنساق الغربية في المجالات السياسية والاقتصادية .
أما العامل المهم الثاني في نشر العولمة فهو نمو آليات الحكم الإقليمية والدولية . وتمثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي أبرز الأمثلة علي المنظمات الدولية التي تجمع منظومة من الدول في إطار سياسي واحد .
وأخيرا فان عملية العولمة قد اندفعت قدما الي الأمام بفعل أنشطة المنظمات الحكومية البينية والمنظمات الوطنية غير الحكومية . والمنظمة الحكومية البينية هي هيئة تشكلها الحكومات المشاركة وتضطلع بمسؤولية التنظيم والإشراف علي قطاع محدود من النشاط يتجاوز الحدود القومية .


- تدفق المعلومات
رأينا كيف أدي انتشار تقانة المعلومات الي الاتساع في إمكانيات الاحتكاك والتواصل بين الشعوب ، كما أنه أدي الي تسهيل تدفق المعلومات حول الناس والأحداث في أماكن نائية وغدا الأفراد الآن أكثر وعيا وإدراكا للتواصل المتبادل مع الآخرين ، وأقدر علي التعاطف أو المشاركة في القضايا العالمية أكثر من أي وقت مضي .
يشتمل الانتقال من النظرة المحدودة نسبيا الي الأفاق الأوسع علي بعدين رئيسيين مهمين : الأول – هو أن الناس باعتبارهم أفرادا في الجماعة العالمية قد أخذوا يدركون بصورة متزايدة أن المسؤولية الاجتماعية لا تقف عند حدود بلدانهم بل تتجاوزها الي أطراف أخري من العالم . أما البعد الثاني – فيتمثل في إن النظرة العالمية تعني تزايد المساعي لتشكيل هوياتهم عبر مصادر أخري غير تلك المتوافرة في أوطانهم .



- الشركات العابرة للقوميات
من بين العوامل الاقتصادية التي تحفز عمليات العولمة ، تكتسب الشركات العابرة للقوميات أهمية خاصة . وهذه الشركات هي مؤسسات تنتج السلع أو خدمات السوق في أكثر من بلد وتمثل أحد العناصر الجوهرية في صلب عملية العولمة الاقتصادية : إنها تمثل ثلثي التجارة الدولية ، كما أنها تلعب دورا مهما في نشر التقانة الجديدة حول العالم .
لقد أصبحت الشركات العابرة للقوميات ظاهرة عالمية في أعقاب الحرب العالمية الثانية . وبدأت الشركات الأمريكية بالتوسع بعد الحرب وتلتها في السبعينات من القرن الماضي عملية التوسع في الاستثمارات الخارجية للشركات الأوربية واليابانية . وفي الثمانينيات والتسعينات شهدت هذه الشركات العملاقة توسعا مثيرا بظهور ثلاث شبكات ضخمة من الأسواق الإقليمية : السوق الأوربية المشتركة ، إعلان أوساكا بضمان التجارة الحرة المفتوحة بحلول عام 2010م في أسيا والمحيط الهادي ، اتفاقية نافتا للتجارة الحرة في أمريكا الشمالية .
ويمثل الاقتصاد الالكتروني عاملا مهما أخر في العولمة الاقتصادية . فقد أصبح بوسع البنوك والمؤسسات الكبري ومديري القطاعات المالية والمستثمرين أن يحركوا وينقلوا الأرصدة المالية الضخمة عبر العالم بضغطة زر واحدة .
إن العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتقنية التي تم عرضها أنفا تتضافر لتنتج هذه الظاهرة ”العولمة“ التي لا مثيل لكثافتها واتساع نطاقها . وقد أسفرت ظاهرة العولمة حتي الآن عن كثير من النتائج التي سنتعرض لبعضها في محاضرة قادمة .