|
رد: الثقافة والعولمة / د. زين العابدين مخلوف
المحاضرةالرابعة عشر
الحملة من أجل العولمة العادلة
العولمة واللامساواة
تنتهج العولمة طريقا لا توازن فيه ولا إنصاف . فأثارها تتفاوت في وقعها علي الشعوب والمجتمعات كما أن نتائجها لا تكون حميدة علي التجمعات البشرية التي تصيبها .
اللامساواة وتقسيم العالم : يتركز الجانب الأكبر من ثروة العالم في هذه الأيام في الدول الصناعية أو الدول المتقدمة النمو ، بينما تتسم الدول النامية والأقل نموا بمستويات متفاوتة ولكنها عالية من الفقر والانفجار السكاني وتعاظم الدين الخارجي ، وبتردي مستويات التعليم والرعاية الصحية . وقد اتسعت الفجوة بين الدول المتقدمة من جهة والنامية من جهة أخري طيلة القرن العشرين وبلغت أوجها في مطلع القرن الحادي والعشرين .
إن تقرير التنمية البشرية للعام 1999م الصادر عن الأمم المتحدة كشف النقاب عن ان متوسط الدخل لدي خمس سكان العالم الذين يعيشون في البلدان الأكثر ثراء يزيد 74 ضعف عن معدل الدخل لخمس السكان الذين يعيشون في البلدان الأفقر .
الحملة من أجل العولمة العادلة
منذ أواخر عام 1999م بدأ المعارضون للعولمة احتجاجاتهم وحملاتهم العنيفة وعلي نطاق عالمي ضد سياسات العولمة . ففي ذلك الوقت انعقد مؤتمر عالمي في مدينة ”سياتل“ بولاية واشنطن لمناقشة الموضوعات المطروحة علي جدول أعمال ما يسمي بجولة الألفية الثالثة لمنظمة التجارة العالمية . وتجمهر في ذلك الوقت عشرات الآلاف من المحتجين لعدة أيام للإعراب عن معارضتهم لسياسة العولمة باعتبارها استغلالا ونهبا لما تبقي من موارد العالم الثالث والمجتمعات النامية . وتوالت مظاهر الاحتجاج العالمية هذه في الاجتماعات اللاحقة لمنظمة التجارة العالمية . ويري المعترضون أن منظمة التجارة العالمية مؤسسة غير ديمقراطية تهيمن عليها وتسيرها الدول الأغنى في العالم وعلي رأسها الولايات المتحدة الأمريكية .ومن الانتقادات الأخرى الموجهة لمنظمة التجارة العالمية أنها تقوم بأنشطتها وعملياتها بصورة شبه سرية .
الجدير بالذكر أن الدول الصناعية تمتلك 97% من العلامات التجارية وبراءات الاختراع في العالم بينما يعتبر مفهوم حقوق الملكية هذا غريبا عن العالم النامي .
ويري معارضو منظمة التجارة العالمية ومؤسسات دولية أخري مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي أن الإصرار علي مسألة التكامل والاندماج الاقتصادي وحرية التجارة يرغم الشعوب علي العيش في ”اقتصادات“ لا في ”مجتمعات“ .
الحاجة الي منظمات عالمية أكثر عدلا
في الوقت الذي تمضي فيه عملية العولمة قدما الي الأمام ، تبدو البني والنماذج السياسية القائمة علي المستوي الدولي عاجزة وغير مؤهلة لتدبير شئون عالمنا المعاصر الحافل بالمخاطر وأنواع اللامساواة والتحديات التي تتجاوز الحدود القومية .ولذلك يدعو البعض من الباحثين والمفكرين الي قيام شكل جديد من الحكم العالمي يستطيع مواجهة المشكلات العالمية علي الصعيد العالمي .
ولقد تم اتخاذ بعض الخطوات في هذا الاتجاه في الماضي القريب منها قيام منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي ، وقد تحذو حذوه تجمعات مشابهة في مناطق أخري في العالم.
نقاط موجزة
لقد تميز العقد الماضي منذ نهاية الحرب الباردة بالعنف والصراع الداخلي والتحولات الفوضوية في كثير من بقاع العالم . وفيما يغلب طابع التشاؤم علي بعض الاتجاهات والتوجهات في عالمنا المعاصر ، فان وجهات نظر أخري تتلمح في المستقبل المنظور فرصا حيوية لكبح قوي العولمة الجارفة سعيا وراء المزيد من المساواة والديمقراطية والازدهار .
1 – تمثل العولمة واحدة من أهم وأبرز الظواهر الاجتماعية التي يعني بها علماء الاجتماع المعاصرون – وتتجسد ظاهرة العولمة في تكاثف العلاقات الاجتماعية وتداخل اعتماد بعضها علي بعض بين مختلف أرجاء العالم .
2- تصور العولمة في أغلب الأحيان باعتبارها ظاهرة اقتصادية غير أن وجهة النظر هذه تميل الي المغالاة في التبسط ، فالعولمة هي المحصلة النهائية لتضافر العوامل السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية .
3 – أسهمت عدة عوامل في زيادة العولمة ومنها نهاية الحرب الباردة وانهيار الشيوعية السوفياتية وتنامي أشكال من الحكم ربطت منظومات من الدول بعضها ببعض علي الصعيدين الإقليمي والدولي .
4 – أصبحت العولمة محورا لمناقشات حامية الوطيس في عالم اليوم .
5 – لا تقتصر العولمة علي الأنساق العالمية الكبرى ، بل تمتد أثارها الي حياتنا الشخصية والي الطريقة التي نتصور بها أنفسنا وأنماط ارتباطنا بالآخرين .
6 – تمثل العولمة عملية مفتوحة ومتناقضة بحد ذاتها ، إذ أنها تنتج مخرجات من النوع الذي تصعب السيطرة عليه أو حتي مجرد التكهن به .
7 – تتسارع العولمة بصورة مطردة ولكنها غير متوازنة أو منصفة . لقد تميزت العولمة باتساع الشقة بين البلدان الأغنى والأفقر في العالم.
8 – تناقصت خلال العقود القليلة الماضية حواجز التجارة الدولية وأخذ كثيرون يميلون الي الاعتقاد بأن التجارة الحرة والأسواق المفتوحة ستمكن البلدان النامية من مزيد من التكامل والاندماج في الاقتصاد العالمي .
9 – تفضي العولمة الي المخاطر والتحديات ووجوه من الإجحاف وانعدام المساواة تتجاوز الحدود القومية .
تم بحمد الله وتوفيقه
اعتدمدت اعتماد تام على المحتوى المنزل من الدكتور في الافتراضي بدون تعديل
وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد وان يجعل هذا العلم نافعاً لنا في الدنيا والاخرى
لا تنسوني ووالدي من دعواتكم 
|