
والواقع أنه لا أحد يعلم إن كانت هذه الرواية حقيقية أم أنها مجرد أقاويل تداولها الناس من أصحاب الخيال الواسع لتفسير اختفاء سفينة (
الهولندي الطائر ) وعدم ظهور أي أثر لها في القرن السابع عشر..وفي تلك الفترة من الزمان لم تكن هناك فرق إنقاذ تخرج للبحث عن السفن المفقودة..لذا فإن اختفاء تلك السفينة لم يكن ليعتبر لغزا في حينها..إلا أن ما حدث بعد ذلك بأكثر من قرن من الزمان كان أمرا في غاية الغرابة..ففي عام
1881م..كان
الأمير ( جورج )-الذي أصبح فيما بعد الملك ( جورج الخامس )-مبحرا في سفينته الفخمة (
Inconstant ) نحو أستراليا..
عندما أشار أحد البحارة إلى أنه يرى بمنظاره المكبر سفينة قديمة جدا لم يكن من العسير عليه كبحار محترف أن يعرف أنها تنتمي إلى القرن السابع عشر..واندفع الأمير مع جميع أفراد طاقمه لمشاهدة تلك السفينة..وكانت موجودة بالفعل وتسير بهدوء مهيب وجميع أشرعتها مشدودة وكأن الرياح شديدة للغاية على
رغم من أن الأجواء كانت هادئة ومثالية للإبحار..وفجأة..اختفت السفينة تماما..تلاشت بعد عدة دقائق من مشاهدتها..وقد سجل أفراد الطاقم تلك الحادثة في السجل الخاص بالسفينة وهم يتسائلون في دهشة بالغة عن كيفية ظهور تلك السفينة قديمة الصنع من العدم ومن ثم تلاشيها وكأنها لم تكن موجودة..إلى أن تبين لهم فيما بعد أن وصف السفينة ينطبق تماما على سفينة (
الهولندي الطائر )..

وفي عام
1923م شوهدت تلك السفينة مرة أخرى من قبل أربعة بحارة والذين أصيبوا بدورهم بدهشة شديدة وهم يشاهدون في مكبراتهم سفينة قديمة جدا وعلى ثلاثة أميال من سفينتهم..وقد اقتربت منهم السفينة لتصل إلى مسافة نصف ميل تقريبا قبل أن تختفي تماما.
وفي الواقع أن جميع المشاهدات..حتى التي سجلتها سفينة الأمير ( جورج ) لتلك السفينة الشبح لم تستقطب انتباه المسؤولين..لأن الجهات الرسمية دائما تريد أدلة مادية..فالمشاهدات ليست كافية إطلاقا لتأكيد قضية كهذه على الرغم من أن وصف السفينة كان دائما متشابها..إلا أن جاءت
حادثة عام 1936م..والتي أكدت هذه المشاهدات إلى حد كبير..ففي شاطئ ( جلينكيرن ) الواقع في جمهورية جنوب أفريقيا..شاهد جمهور ضخم من رواد الشاطئ سفينة بالغة القدم..وجاء وصفهم لها مطابقا جدا لسفينة (
الهولندي الطائر )..حتى الأشرعة المشدودة التي كانت تميز السفينة دائما..الأمر الذي شد انتباه وسائل الإعلام..فقد شوهدت السفينة في مختلف بحار العالم..عند قارة استراليا..وعند قارة أفريقيا..ومن أشخاص لا تربط بينهم أي علاقة..الأمر الذي جعل المسؤولين يبدأون بالبحث عن تلك السفينة بإمكانياتهم البسيطة المتوفرة في تلك الفترة من الزمان..إلا أن البحث قد بعد فترة قصيرة لضعف الإمكانات المادية..ولكبر مساحة دائرة البحث التي تشمل جميع محيطات العالم تقريبا..وتناست وسائل الإعلام موضوع تلك السفينة..خاصة بعد أن تبين أنها لم تكن تفعل سوى الظهور والاختفاء..أما بالنسبة لآخر التقارير الرسمية التي سجلت ظهور السفينة ،
فقد كانت عام 1942م..وبالقرب من شواطئ جمهورية جنوب أفريقيا أيضا..عندما شاهد عدد من الناس تلك السفينة بأشرعتها المشدودة تظهر من العدم..وتختفي بعد فترة وجيزة..ولا أحد يدري إلى يومنا هذا إن كانت مشاهدات كل تلك الجموع من الناس حقيقية..أم أنها انعكاس للضوء..أو خداع بصري.
وبقي موضوع ظهور سفينة (
الهولندي الطائر ) واختفاءها على مدى قرون من الزمان لغزاً غامضاً..تلك السفينة التي بدت لكل من شاهدها وكأنها شبح..
شبح من الماضي.