كَانَ لِقَاءَهُ أشْبَهَ بِالْحُلْمْ ...
كَأنْسَامِ الْرَبِيْعِ
و صَفْوَتِ اليَنَابِيْعِ ...
كَمْ أغْدَقَتْ عَيْنَايَا الْدَمْعُ
فَرَحَاً بِهِ ..
وكَمْ تَرَاقَصَتْ الفَرَاشَاتُ
عِنْدَ قُدُوْمِهِ ...
عَذْبٌ هُوَ..
تَشْتَاقُهُ النَفْسُ وهُوَ مَعِيْ
فَمَا حَالِيْ فِيْ غِيَابِهِ ..!!
كَالْوَهْمُ كَانَ ...
وكَمْ مِنْ أوْهَامٍ تُنَادِيْنَا
فَتَبِعْنَاهَا كَمَا تَتْبَعُنَا خَيَالاَتُنَا
حَالِمِينَ .. آمِلِيْنَ أنْ تَتَبَدَّدَ
ظُلُمَاتِ لَيَالِيْنَا ..
وأنْ تَجِفَّ الْدُمُوْعَ الَّتِيْ
اقْتَرَفَتْهَا ايَادِيْ الْعِشْقِ
الْحَمْقَاء...
فَغَرَسَتْ الآلآمَ السَّدِيْمَةُ
فِيْ أعْمَاقِنَا...
وبِتْنَا نُوَالِيْ الْسَهَرَ
لَيْلَةً تِلْوَ لَيْلَةْ...
فَإنْ رَضَيْيَتْ تَصَدَّقَتْ عَلَيْنَا
مِنْ بَيْنَ عَشَرَةَ لَيَالٍ
لَيْلَةٌ بِهَا سَعِدْنَا...
والأٌخْرَيَاتِ .. بهنَّ سُحِقْنَى..
والْفُؤَادَ تَضَرَّمَتْ بِهِ نَارٌ كَاوِيَة
كُلَّمَا حَاوَلْنَا اطْفَاءَهَا
عِنَادَاً ..
كَانَتْ أشَدُّ قَسْوَه
كَمْ تَهَاوَتْ عِنْدَ أقْدَامِهِ
الآمَالَ ...
وعُدْتُ وَحِيدَةً مَكْسُوْرَةَ
الْفُؤَادِ ...
هِيَ الأيَّامُ و الأقْدَارِ ...
لَوْ قُلْتُ تَبَّاً لَهَا ...
لاَ اتَهَمُونِيْ بِالإلْحَادِ ...!!
ولَوْ صَمَتُ ..
لاَ أصَابَنِيْ الهَلاَكْ
طَبْعُ العِشْقِ هُوَ مُتَقَلَّبُ
الأحْوَالِ ..
أتَعْلَمْ أيُّهَا الْعِشْقُ
الْمُتَمَرِدْ ..!!
لَسْتَ أحْمَقْ
أُعْذُرْ تَنَاقُضِيْ
نَحْنُ الْسَاذَجُونَ
تَبِعْنَاكَ حَتَّى بِكَ
شَقَيْنىَ..
دَمَعَتْ الْنُجُوْمُ حُزْنَاً
بِفِرَاقِهِ ...
وصَرَخَتْ الَّلَيَالِيْ تَرْتَجِيْ
لِقَاءَهُ...
كَأَنَّهَا أرْمَلَةٌ سَوْدَاءَ
رَاحَتْ تُنَاجِيْ أرْوَاحَاً
لاَ وُجُوْدَ لَهَا...
مِنْ شِدَّةِ الألَمِ نَزَفَتْ
الْدَمْعَ دَمَاً...
عَلَّهَا بِالْنِدَاءِ تَجِدْ
مَخْرَجَاً...
مِنْ حُزْنٍ سَقِيْمٍ بَاتَ جُزْءَاً
مِنْ حَيَاتِهَا ...
لاَ أحَدَ يَسْمَعَ صَوْتُهَا
زَادَ ذَلِكَ حُزْنَهَا...
فَعَادَتْ قَلْبٌ يَفْتَطِرْ
وأشْلاَءَ جَسَدٍ بَالٍ
رُوْحَاً بِلاَ حَيَاة...
....................................
غسق
لهمسك رونق مميز واحساس مرهف ..
كل الشكر لهسمك ولك..