جلس وحيداً في ظلمة الليل وفي وحشة السكون...
هو حر طليق ولكن نفسه حبستة فكأنة في غياهب السجون...
ضاعت ملامح الوجوه وماتت البسمة على الشفاة ونزلت دموع تسبح فيها العيون...
يشعر بأنه مختنق وأن أنفاسه تريد الخروج ولكن لاتستطيع, يريد أن يقول ولو قليل مما في قلبة لكي يضع الحمل ويقتل وحشة هذا السكون...
ليس لديه صديق يسمع كلامه ولاحبيب يشعر بألامه،يبحث من هنا وهناك فالكل مشغول عنه والبعض يتهرب منه ويريد نسيانه...
يحتاج بشدة إلى عين تراه وأذن تسمع كلامه وتعي معناه ،ويداً حنونة تحتضن يداه وصوتاً ندياً يرسم البسمة على محياه, وصدراً دافئاً يأخذ من رأسه كل ما أعياه...
ولكن لم يجد !! همومه تمنعه حتى ولو في الخيال كلما جاء يفكر قالت له قف!! فهذا محال...
هذا هو حال من اعتمد على الخلق ونسى ضعفهم وجبنهم ونسى بأن لن يدوم معه أحد فلو وقف معه مرة فسوف يهجرة مرات ولو ضحك معه مرة فسوف يبكي بسببه مرات،ولن تدوم أعين محبية عليه واليد التي تصافحة قد تصافح غيرة في يوم من الأيام وقد تجرحة وتهجية وتزيد عليه الآلام ،وقد يبدون الطيبة ولكنهم في الداخل أضر وأشر لأنهم في التالي (بشر)...
يتمنى السعادة وينتظر ويبحث عن اليد الجابرة والعين الساهرة والثغور الباسمة ونسى أهم من في هذا الوجود...!!!
غيرة إذا جئت تشتكي له هرب منك أما هو يأتي إليك وكلما أتيته جريحاً مسرعاً جائك مداوياً مسرعاً...
غيرة يشمئز من صوتك الكئيب وينظر إليك بنظرة الذل أما هو ينظر إليك بنظرة الرحمة والشفقة...
غيرة يستحيل أن يكون معك طوال العمر أما هو يستحيل أن يتركك طوال العمر...
غيرة قد يريد مقابل منك ولكن هو لايريد سوى سماع صوتك ومناجاته...
من غيره سبحانه وتعالى الرحيم الذي إبتلاك وسد جميع الأبواب في وجهك لكي تأتي إلى بابه يريد سماع صوتك وأنت تناجيه،هو خالق السعادة بل السعادة في مناجاتك له...
يامن لاتجد قلباً حنون يامن صابة من الألم الجنون يامن يبحث عن الهناء والعون يامن جعل نفسه كسيرة ذليلة كئيبة لاتعرف الهون يامن يريد أن يملك كل هذا الكون يامن عاش طول عمره ولايعرف هدفه ومبتغاه حتى لايعرف نفسه من تكون...؟
تخيل في ظلمة الليل وهو يسترك وسكونه وهو يُسمعك نسيم الفجر الرائع، ليس هناك من يراك ولايسمعك سواه ،قف أمامه وارفع يداك وقل كل مااااااااااااااااااافي قلبك ابكي فدموعك عنده ليس ذل لك بل عزة تغسل مافي قلبك...
إذا كنت تريد اجمل العلاقات فبدئها مع خالق الناس والكائنات...