رد: للمشاركين بمسابقة أفضل قصة قصيرهـ هنا وضع المشاركات .
* الانقياء إلى السماءء
أجواء مستقطبة فكيف لا والقهوة قد تمكّنت من احتلال أنوفنا ومن ثم أججت رغبتنا نحو ارتشافها
نظرنا إلى خلود تلك الفتاة التي رطبت لسانها بذكر الله بعد صلاتها وكان كوب القهوة بجانبها
فقلت لها بعدما شددت أنفي مستقطبة لرائحة القهوة الزكية : هل لي بكوب قهوة لذيذ منكِ أيتها الحسناء
قالت بعدما ضحكت : أنتي لا تصحين عبثاً فأنفك الممغنط إن لم يشتم رائحة الطعام لابد من حدوث مشكلة مع والدتي معك فلم أرى قوة كقوتك في النوم لا تصحين إلا بعد العراك وفي الطعام لديك قوة شمّ مذهلة
ضحكت بعدما قطبت حاجبي مغتاظة
ومن ثم قلت : لا تلومينني فمن ذا الذي يشتم أنفاسك الطيبة في الأكل ويقاوم
ضحكت وقالت : هل لي بسؤال أيتها المزعجة
قلت : تفضلي أيتها الفيلسوفة
قالت : هل صليّتي؟
قلت بعدما وجهت نظري للسقف متهربة : لا
قالت : الصلاة الصلاة ثم الطعام
قلت بتضجر : حسنا
ذهبت بضع من الدقائق وعدت قائلة : انتهيت
قالت : أحسنتي تفضلي الكوب أعددته
قلت : شكراً
ومن ثم قالت : استأذنك
قلت : إلى أين ؟
قالت : الجامعة
ابتسمت وقلت في نفسي لا أعلم ما الذي من دراستك ستكسبين!
قبّلت جبيني على غير عادتها وذهبت
وما إن انتهيت من شرب قهوتي ذهبت غرفتي وشعرت بقبضة في قلبي لا أعلم شعور عفوي شعرت أنني في ضيقة شعرت أنني أود رؤية أختي لا أريد أن يفارقني وجهها شعرت باشتياق عظيم رغم أنني للتو معها شعرت أنني أودّ البكاء وأنا التي طيلة الوقت منذ صحوتي ضاحكة مبتسمة مازحة كاذبة مدعية أي باختصار شخصيتي شخصية غير مبالية
نزلت دمعة من عيني وقلت ما حيلة البكاء الآن
ذهبت لغرفتها وبينما كنت واقفة عند باب غرفتها سمعت صوتها وهي تنشد كم كان جميل أشعر أن صوتها يخترق كل فراغ في جسدي ويشعرني بقشعريرة
طرقت الباب وقلت: هل لي بالدخول
قالت : ريم مالك تستأذنين فالاستئذان ليس عادتك
قلت : بابتسامة وبكيت بعدها
وبينما هي تسرّح شعرها تركت المشط
وأتت إلي وحضنتني وقالت : ما بكِ
قلت : لا أعلم لكن لا أريدك ترحلين اليوم الجامعة أريدك تبقين معي
قالت : ما بالك قبل قليل كنت تضحكين
سكتت منتظرة مني إجابة
ولكن لا اعلم لساني عاجز
قالت: ريم يا كرتي المفضلة لا تبكي فلا أقوى رؤيتك ضعيفة أريدك أن تنتفخين
ضحكت ومن ثم قلت : لا تسخرين
قالت: حاشى لله ما أنا بساخرة وقبلتني على وجنتي وقالت : أنتي تتصنعين!
فمؤكد تريدينني أن أتأخر لكي أبقى معكِ
ولكن لا
لابد لي من الذهاب
قلت : حسنا وكلما قاربت خطاها باب الخروج يزداد قلبي ضيقة
بعدت الأوهام عنّي وخلدت للنوم
ولكن استيقظت أثر الصياح
فزعت وذهبت جاريةً
ماذا جرى ؟
قال أخي محمد : أختك
قلت : ما بالها؟!
وضع يداه على رأسه
قلت : ما بها
قال : انتقلت إلى رحمة الله
صرخت لم أصدق
قلت : هراء ولا أعلم ما الذي حلّ بي أشعر أن أثار قُبلتها مازالت على جبيني
أشعر أن رائحة القهوة مازالت متشبعة في كل زاوية في منزلنا
حاولت السير ولكن قدماي تعرقلت
بكيت فبكيت
وذهبت لغرفتها
فتحت دولابها
ورأيت صورنا فبكيت
لماذا ذهبتِ وتركتني وحيدة فمن تلك التي ستسهر معي ومن ستكتب لي خواطرها
أتى لي أخي وقال: كفاكِ فأمكِ هناك منهارة وكل شيء بأمر الله
قلت : أتركوني حتى في حال وفاة أختي ممنوع أن أخرج صوتي
غادر أخي وكان مهموماً
وأنا في حالة صدمة وضعف فلا زلت أشتم رائحة القهوة متشبعة في منزلنا لازلت أراها هناك فوق الكرسي تلعب بخصلة شعرها
لازلت أسمع ضحكتها , ولا زلتُ أتحسس أثار قُبلتها
وبينما كنّا ذاهبين بالسيارة كنت أبكي وأرى مكانها في السيارة وأتخّيل صورتها أمامي
ثم ذهبنا إلى مغسلة الموتى كي أراها للمرة الأخيرة
كانت قدامي تطرق طرقا من شدة القلق والألم
وصلنا وما أن رأيتها حتى استشعرت أنني سأصاب بالشلل
لم تعد قدماي تقوى المضي في السير
وما إن وصلت عندها
قبلّتها بحرارة
كان جسدها بارد جداً
كان وجهها نيراً
لم استطع البقاء معها لم استطع أن أقول لها وداعاً
أخي لم يتركني
عزم على عودتي
عدت وقلبي حزيناً حزينا
ودموع عيناي من الهموم تسقيني
وفي يوم العزاء الأول أتوا صديقاتها فتذكرتها
حينما كتبت خاطرة مع تلك وتلك
بكيت وأصابني الإغماء فلم أقوى رؤية حلمها في أعينهن مازال
أما هي فذهبت وانتهى معها كل شيء
وبعد أن أتت لي خالتي وقرأت عليّ وحدثتني عن طبيعة الحياة
سكنت نفسي وهدأت
وما إن تتالت الأيام وانتهى العزاء
(قصة مشاركة في مسابقة القصة القصيرة ) * ترفَ
* لأجل عين تكرمَ مدينه
|