عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2006- 12- 31
الصورة الرمزية بـــو أحــمــد
بـــو أحــمــد
مؤسس الملتقى
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الطب
الدراسة: انتظام
التخصص: طب عام
المستوى: خريج جامعي
بيانات الموضوع:
المشاهدات: 3029
المشاركـات: 24
 
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل: Wed Aug 2006
المشاركات: 16,930
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 20807
مؤشر المستوى: 266
بـــو أحــمــد has a reputation beyond reputeبـــو أحــمــد has a reputation beyond reputeبـــو أحــمــد has a reputation beyond reputeبـــو أحــمــد has a reputation beyond reputeبـــو أحــمــد has a reputation beyond reputeبـــو أحــمــد has a reputation beyond reputeبـــو أحــمــد has a reputation beyond reputeبـــو أحــمــد has a reputation beyond reputeبـــو أحــمــد has a reputation beyond reputeبـــو أحــمــد has a reputation beyond reputeبـــو أحــمــد has a reputation beyond repute
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
بـــو أحــمــد غير متواجد حالياً
زوجة ليس لها مثيل ~ مـن كـتـابـاتـي ~

[frame="1 80"]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


أستيقظ الشاب من نومه كعادته منزعجاً قد أسودت الدنيا في عينه و فقد الأمل بالحياة ! ...:011:


فالظروف المحيطة به لا تساعده على النهوض و تحقيق أحلامه .. فكلما أشتعلت له بارقة أمل .. تأتي رياح اليأس فتطفأها في غضون ثواني !!!
و هكذا ،،،


كلما تذوق الشاب قساوة الحياة .. ردد و قال : يا الله .. عليك توكلت .. اللهم سهّل كل عسير !:praying:

لم يبقى لهذا الشاب في هذه الدنيا سوى أمه المسكينة .. فهو الوحيد الذي أنجبته قبل أن يستشهد والده في إحدى حروب الخليج !

كانت الأم تتابع أبنها و تسأله عما جرى خلال يومه .. و الشاب يسرد لها الأحداث .. و الأم تُصبره و تقول ( إن الله مع الصابرين )

مع مرور الأيام و الاسابيع و الشهور .. و بعد عمليات فاشلة في البحث عن وظيفة ..
أخيراً .. أبتسم الحظ في وجه ذلك الشاب ! ... فقد وجد له وظيفة بسيطة لا تكاد تُوفر له حاجاته اليومية .. إلا أنه قبل بها و صبر !!!:mh19:


جلست الأم ذات يوم مع أبنها مبتسمة مستبشرة ..
و قالت له : يا ولدي .. لقد كبرت و كبر معك طموحي بأن أرى ذريتك قبل أن أموت !
فقال الشاب : أطال الله في عمركِ يا أمي .. و بلغكِ ذلك !
إذن .. تريدينني أن أتزوج و اكمل نصف ديني ؟ ..
و ارتسمت على وجهه ملامح الدهشة و كأنها فكرة جديدة لم تخطر على باله من قبل !!!


قالت أمه : نــعــم ..

قال : و لكن تكاليف الزواج باهضة الثمن .. و بنات اليوم يريدون العيش في بيت أو شقة ..
و انا لا استطيع توفير ذلك !


قالت أمه : لا تخف يا ولدي .. لقد وجدت فتاة من عمرك ستسعدك إن شاء الله .. و ستصبر معك لو كتبها الله من نصيبك !
مع أنني أحسست بأنها ستكون زوجتك في المستقبل ..
إنها فلانة ابنة فلان ..
لم أرى مثلها من قبل .. في أخلاقها و طيبتها و جمالها .. كما أن تواضعها سحرني ..


قال لأمه : و هل تتوقعين أن يقبلوني أهلها كزوج لإبنتهم ؟!
إنها تعيش في بيت قد وفر لها كل شي ..
و لكنني شاب فقير .. يكدح و يُقاسي لتوفير قوتِ يومه !


قالت الأم : لقد رأيتها في زواج أبن عمها ...
و قد قدمت لي العصير فأُعجبت بحسن تصرفها و لباقتها ..
و قد زارني أحساس غريب بأنا ستكون من نصيبك !


أستمر الحديث بين الشاب و أمه و في النهاية وافق الشاب على التقدم لخطبتها !




و بعد مرور أسبوع من ذلك ..
و في إحدى الليالي ذهبت الأم إلى بيتهم و خطبتها من أمها .. كانت زيارة عادية .. و لم يتطور الأمر إلى القبول أو الرفض !

فقد كانت عائلتها تُقدم رأي بناتها و تُعطيهم الحرية في التفكير و أخذ القرار الذي يُعتبر الأصعب !

تفاجأت الفتاة عندما علمت بالأمر .. و أنزلت برأسها خجلاً ..
و أخذت الظرف من أمها و ذهبت إلى غرفتها و هي صامتة !!!


جلست الفتاة في غرفتها تفكر مع نفسها في ذلك ... كما أن علامات الإستغراب و الإستهجان قد لاحظتها على أمها و كأنها ليست موافقة !!!

أخرجت الفتاة صورته من الظرف و نظرت إليه ..
كانت مشاعرها متناقضة .. فمرةً أحاسيسها تقول : إنه شاب فقير .. فكيف ستعيشين معه في ذلك البيت القديم ؟
و في المقابل تظهر أحاسيسها الأخرى التي تقول : إنه شاب متدين خلوق .. و هذه هي صفات الرجال الذين يُعتمد عليهم في الشدة و الرخاء .. و في بناء بيت له اسس و قواعد قائمة على مخافة الله في الزوجه و القيام بحقها على أكمل وجه !:066:


و بعد تفكير طوووووويل لم يخلو من المشاعر المتضاربة ...
أرتسخ في ذهنها قوله تعالى ( وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) [النور : 32]
و قول رسول الله صلّ الله عليه و آله و سلم ( إذا جاءكم من ترضونه دينه و خلقه فزوجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض و فساد كبير )


فذهبت الفتاة إلى أمها و هي واثقة من نفسها و من قرارها الصعب ! .. و وافقت عليه و علامات الدهشة قد ظهرت في وجه أمها ..

إلا أنها لم تعمل على تعقيد ذلك ... فهذا القرار بيد الفتاة و هي مسؤولة عنه !

زُفت البشارة إلى أمه المسكينة .. فلم تصدق ذلك .. فبكت من شد فرحتها !
فتلك الفتاة هي المناسبة لإبنها !


و بعد شهر من خطبتها ... أقيم حفل زواج بسيط ...
و عاشت الزوجة مع زوجها حياة شقاء و صبر .. و تشاركت معه في كل شي !
فيوم لا يأكلون سوى التمر و لا يشربون إلا اللبن ..
و يوم آخر يأكلون ما لذ و طاب من الطعام .. من فواكه و خضروات و غيرها !
و هكذا استمروا في ذلك ..



إلى أن رزقوا بتوأم ... ولد و بنت ...
و في نفس تلك اللحظات تلقى الزوج أخباراً سارة من مديره بترقيته في وظيفته نتيجة إخلاصه و تفانيه في عمله ...

و هكذا توالت البشائر من كل حدب و صوب ..


و مع مرور الوقت .. عاشوا في بيت جديد .. و تحققت احلام أمه برؤية ذريته ..
و عاشوا حياة سعيدة يملؤها الحب و الإحترام و التفاهم و الإخلاص !





[/frame]

التعديل الأخير تم بواسطة بـــو أحــمــد ; 2007- 1- 2 الساعة 07:54 PM
رد مع اقتباس