عرض مشاركة واحدة
قديم 2010- 11- 16   #15
! M !
مشرفة كلية العلوم الزراعيه والأغذية سابقاً
 
الصورة الرمزية ! M !
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 35078
تاريخ التسجيل: Thu Sep 2009
المشاركات: 3,803
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 27140
مؤشر المستوى: 130
! M ! has a reputation beyond repute! M ! has a reputation beyond repute! M ! has a reputation beyond repute! M ! has a reputation beyond repute! M ! has a reputation beyond repute! M ! has a reputation beyond repute! M ! has a reputation beyond repute! M ! has a reputation beyond repute! M ! has a reputation beyond repute! M ! has a reputation beyond repute! M ! has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية آلعلوم الزراعية والاغذية
الدراسة: انتظام
التخصص: [ علوُم الغذِآء والتغْذية ]
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
! M ! غير متواجد حالياً
رد: يآرِبَ قوِيَ :/ شـعوِرِ [ إلصبْـرِ رِ رِ ] فَيِنّيِ !

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]






الفارغون أكثر ضجيجاً



إذا مرَّ القطار وسمعت جلبة لإحدى عرباته فاعلم أنها فارغة ، وإذا سمعت تاجراً يحرّج على بضاعته وينادي عليها فاعلم أنها كاسدة ، فكل فارغ من البشر والأشياء له جلبة وصوت وصراخ ، أما العاملون المثابرون فهم في سكون ووقار ؛ لأنهم مشغولون ببناء صروح المجد وإقامة هياكل النجاح ، إن سنبلة القمح الممتلئة خاشعة ساكنة ثقيلة ، أما الفارغة فإنها في مهب الريح لخفتها وطيشها ، وفي الناس أناس فارغون مفلسون أصفار رسبوا في مدرسة الحياة ، وأخفقوا في حقول المعرفة والإبداع والإنتاج فاشتغلوا بتشويه أعمال الناجحين ، فهم كالطفل الأرعن الذي أتى إلى لوحة رسّام هائمة بالحسن ، ناطقة بالجمال فشطب محاسنها وأذهب روعتها ، وهؤلاء الأغبياء الكسالى التافهون مشاريعهم كلام ، وحججهم صراخ ، وأدلتهم هذيان لا تستطيع أن تطلق على أحدهم لقباً مميّزاً ولا وصفاً جميلاً ، فليس بأديب ولا خطيب ولا كاتب ولا مهندس ولا تاجر ولا يُذكر مع الموظفين الرواد ، ولا مع العلماء الأفذاذ ، ولا مع الصالحين الأبرار ، ولا مع الكرماء الأجواد، بل هو صفر على يسار الرقم ، يعيش بلا هدف ، ويمضي بلا تخطيط، ويسير بلا همة، ليس له أعمال تُنقد ، فهو جالس على الأرض والجالس على الأرض لا يسقط ، لا يُمدح بشيء ، لأنه خال من الفضائل، ولا يُسب لأنه ليس له حسّاد، وفي كتب الأدب أن شاباً خاملاً فاشلاً قال لأبيه: يا أبي أنا لا يمدحني أحد ولا يسبني أحد مثل فلان فما السبب ؟ فقال أبوه : لأنك ثور في مسلاخ إنسان ، إن الفارغ البليد يجد لذة في تحطيم أعمال الناس ويحس بمتعة في تمريغ كرامة الرّواد، لأنه عجز عن مجاراتهم ففرح بتهميش إبداعهم ، ولهذا تجد العامل المثابر النشيط منغمساً في إتقان عمله وتجويد إنتاجه ليس عنده وقت لتشريح جثث الآخرين ولا بعثرة قبورهم ، فهو منهمك في بناء مجده ونسج ثياب فضله ، إن النخلة باسقة الطول دائمة الخضرة حلوة الطلع كثيرة المنافع ، ولهذا إذا رماها سفيه بحجر عادت عليه تمراً ، أما الحنظلة فإنها عقيمة الثمر ، مشئومة الطلع ، مرة الطعم ، لا منظر بهيجاً ولا ثمر نضيجاً، إن السيف يقص العظام وهو صامت ، والطبل يملأ الفضاء وهو أجوف ، إن علينا أن نصلح أنفسنا ونتقن أعمالنا ، وليس علينا حساب الناس والرقابة على أفكارهم والحكم على ضمائرهم ، الله يحاسبهم والله وحده يعلم سرّهم وعلانيتهم، ولو كنا راشدين بدرجة كافية لما أصبح عندنا فراغ في الوقت نذهبه في كسر عظام الناس ونشر غسيلهم وتمزيق أكفانهم ، التافهون وحدهم هم المنشغلون بالناس كالذباب يبحث عن الجرح ، أما الخيّرون فأعمالهم الجليلة أشغلتهم عن توافه الأمور كالنحل مشغول برحيق الزهر يحوّله عسلاً فيه شفاء للناس ، إن الخيول المضمرة عند السباق لا تنصت لأصوات الجمهور ، لأنها لو فعلت ذلك لفشلت في سباقها وخسرت فوزها ، اعمل واجتهد وأتقن ولا تصغ لمثبّط أو حاسد أو فارغ . هبطت بعوضة على نخلة، فلما أرادت أن تطير قالت للنخلة: تماسكي أيتها النخلة فأنا سوف أطير، فقالت النخلة للبعوضة: والله ما شعرت بك يوم وقعت فكيف أشعر بك إذا طرتِ ؟! تدخل الشاحنات الكبرى عليها الحديد والجسور وقد كتبوا عليها عبارة : خطر ممنوع الاقتراب ، فتبتعد التكاسي والسياكل ولسان حالها ينادي:
( لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) ، الأسد لا يأكل الميتة ، والنمر لا يهجم على المرأة لعزة النفس وكمال الهمة ، أما الصراصير والجعلان فعملها في القمامة وإبداعها في الزبالة ..





د . عائض القرني
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة شرقاوية موووت ; 2011- 3- 7 الساعة 08:21 PM
  رد مع اقتباس